تحدث معي عبر الهاتف أحد الأصدقاء العرب المتواجد في الولايات المتحدة الأميركية وأشاد بما وصلت إليه البحرين من تطور ورقي في عالم المال والأعمال وثم سألني عن أحوال الدار والأهل والأصدقاء والآثار التي سببها الربيع العربي وفجأة عرج إلى موضوع آخر فيه الكثير من الأمور التي قد لا تصدق إلا إذا كانت في بلد العم سام.
سألني إذا كنت أملك علاقات مع مستثمرين خليجيين يملكون الملاءة المالية والمعرفة بأمور الاستثمار في قطاع الإنترنت وخلافه، فأجبته بنعم ولكن ما الموضوع أولاً والمطلوب مني ثانياً، قال إنه بصدد عرض كمية أسهم خاصة لأحد المؤسسين لشركة فيسبوك وهذه الشركة على وشك أن تكون شركة مساهمة مدرجة على لوائح البورصات العالمية في القريب العاجل، وإن الأسهم التي هو بصدد طرحها تخص أحد المؤسسين في الشركة المذكورة وإن الحصة التي يرغب الاستثمار فيها وبيعها حالياً لا تمثل نسبة كبيرة على الإطلاق والمبلغ المطلوب لشرائها لا تتجاوز الـ 180 مليون دولار أميركي أي ما يعادل تقريباً 68 مليون دينار وأنه بحاجة ماسة للمال حالياً لترتيب بعض أوضاعه المالية وقال عندما تطرح الشركة في الأسواق المالية سيزداد السعر عما هو عليه حالياً بنسب كبيرة جداً، ما على المشتري سوى الانتظار لعدة أشهر حتى يرى بأم عينه العوائد المستقبلية، حيث من المؤمل أن تزيد قيمة شركة فيسبوك على الـ 100 مليار دولار وهي القيمة الحالية وقد تصعد إلى عدة مئات من المليارات.
هذه الأرقام تكشف ما قام به مارك زكربيرج في العام 2004 وبالتعاون مع 3 زملاء في عالم الكمبيوتر والبرمجة بتطوير هذه الخدمة وتحويل العالم إلى قرية صغيرة، ودخوله وهو في العشرين من العمر (نادي المليارديرية) وبلاشك لم يخطر بباله قط أنه سيكون رجلاً مؤثراً ومليارديراً بثروة تقدر بـ 17 مليار وهو في العشرين من العمر.
لقد خلق مارك هذه المنظومة أو الشركة أو العلامة التجارية والتي بدورها قربت المسافات بين الأمم وخلقت آلاف الوظائف لبلده، حقاً هذا هو الذكاء أن يخلق الإنسان شيئاً من لاشيء، من الخيال ابتكر ومن الخيال طور ومن الخيال حقق المعجزة المعلوماتية التي لا نستغني عنها بتاتاً.
من المؤمل وحسب كلام الصديق أن القيمة السوقية لشركة فيسبوك قد تتجاوز عدة مئات من المليارات، لأن عدد المستخدمين لهذه الخدمة يتجاوز حالياً (800 مليون مستخدم).
تصوروا أن شاباً لا يتجاوز الـ 30 من العمر وبالتعاون مع أصدقائه في دار جامعة هارفرد بولاية بوسطن استطاع أن يخلق هذا الكيان المالي الكبير وهو شاب لم يرث مالاً ولا جاهاً ولا حتى يؤمن بخالق هذا الكون العظيم ولا يرى في يهوديته سوى اسم لا أكثر ولا أقل، هذا الملحد والذي يفتخر بإلحاده أمام الأصدقاء والأقارب، جعل العالم قرية صغيرة.
وحتى لا يفوتكم ما تم في المحادثة الهاتفية فقلت لصديقي، كما تعلم أن الأوضاع في العالم العربي غير مستقرة كما كانت سابقاً والحصول على مستثمر يغامر بمبلغ 180 مليون دولاً في شركة تقدم خدمات إنترنتية أمراً في غاية الصعوبة وإن النسبة أو الحصة التي سيملكها من جراء اقتنائه لهذه الكمية من الأسهم لا تمثل شيئاً كبيراً من القيمة السوقية لفيسبوك، لذا من الصعب العثور على من يملك الجرأة والحدس والنظرة البعيدة لهذه النوعية من الاستثمار ولكن أقترح عليك التالي:
لماذا لا تحاول بالاتصال بمؤسس الفيسبوك السيد مارك وإقناعه بالحضور إلى إحدى الدول الإسلامية وذلك لمعرفة تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وقد يقتنع به ويدخله ويكون بذلك ناجحاً في دنياه وفائزاً في آخرته
إقرأ أيضا لـ "عمران الموسوي"العدد 3466 - السبت 03 مارس 2012م الموافق 10 ربيع الثاني 1433هـ
الانترنت هو أيضاً طريق الي الله
مقالك مهم و انتقادك لموسس الفيسبوك في محله و الطرافة كان لها نصيب أيضاً و الخبر يستحق ايضا. فالقوم لم يجعلوا الدين هدفا في عمل شبكة الفيسبوك و هذا من حسن حظنا فلو كانت الشبكة مستهدفة ديانة او طبقة اجتماعية لفاتتنا فادتتها, وكما ان الطرق الي اللة في كل شي و الانترنت طريق واسع الي المعرفة والتدبر. و ربما امن بعضهم او اسلم عن طريق النت وهذا الاحتمال وارد اكثر من زيارة البلاد الاسلامية بل علي العكس اضن ان مارك سيكون مقتنعا من يهوديته اكثر لو زارنا ، الا توفقني مستر عمران!؟