أكد القيادي في جمعية الوفاق خليل المرزوق بأن «قوى المعارضة تريد لهذا الوطن أن يكون شراكة للسنة والشيعة ولجميع مكونات المجتمع»، مؤكداً «إننا لا نريد أن نستحوذ على المناصب مطلقاً».

وشدد في ثاني أيام الاعتصام الحاشد الذي تقيمه الجمعيات السياسية المعارضة (الوفاق، وعد، القومي، الوحدوي، الإخاء) في ساحة المقشع بعنوان: «باقون على مطالبنا» مساء أمس السبت (3 مارس/ آذار 2012) على «إننا لم نحاور السلطة في الخفاء، (...) وما يهمنا (هو) بناء نظام ديمقراطي قائم على العدالة»، موضحاً المرزوق أن «تواصلنا كان من أجل البحث عن حلول»، مكملاً: «لا تفكروا بالأشخاص وفكروا بنظام سياسي يحترم أبناءه جميعاً».

وقال ردّاً على سؤالٍ من الجمهور عما إذا كانت المعارضة ستقصي الآخرين إذا وصلت إلى الحكومة: «لا نريد أي حكم مطلق، (...)، فالاتحاد العام للنقابات كان يمكن لتيار الوفاق أن يستحوذ على كل النقابات ولكن رجالات الاتحاد قالوا إن هذا الكيان لكل البحرينيين».

وتابع «ليس هناك من يستغل معاناة هذا الشعب، وهناك مأساة لهذا الشعب فخلال مئة سنة من النضالات كان هناك سبع ثورات، وما قاله تقرير بسيوني قليل من الانتهاكات التي وقعت على شعبنا، فما أصاب أبناء الشعب كثير لا يمكن إحصاؤه».

وفي موضوعٍ آخر ذكر المرزوق أن «بعض الجهات تحرك أدواتها لتشتمكم لكي تشغلكم عن مطالبكم، فلا تلتفتوا إليهم وتجاهلوهم، هي ترهات تقال هنا وهناك».

وذكر أنه «بعد 14 فبراير/ شباط 2011، وبعد كل هذه التضحيات والصبر والجهد العظيم للمرأة البحرينية؛ قلنا لن تكون هناك قائمة انتخابية لجمعية الوفاق في أي انتخابات مقبلة بعد تحقيق المطالب الشعبية من دون أن تكون المرأة موجودة فيها».

وأكمل «المهم هو إيصال رسالتنا إلى الداخل والخارج، نحن نقدم الجهد ونتحرك بمسئولية ولا ننفي المسئولية عن غيرنا، كما أننا ننظر للوضع المحلي والإقليمي والدولي، وكنا نقول دعونا نركز على صياغة الدولة بمؤسساتها، فالمهم كيف ستبنى هذه المؤسسات، وليس الشكل العام للدولة (...)».

إلى ذلك، وقف الحضور أثناء المهرجان حداداً على روح المرحوم عبدالكريم فخراوي، حيث تم تخصيص فقرة في المهرجان بعنوان: «بورتريه» للحديث عنه، وتحدث فيها ابن أخ الفقيد محمد فخراوي الذي ذكر أن « العم فخراوي كفلنا بعد أن توفي والدي وأنا بعمر السنتين ونصف، فهو لنا العم والأب والمربي والصديق، كان يتمتع بشخصية حنونة بطريقة لا توصف، فهو دائم السؤال عنّا لدرجة أنه لا ينام الليل إن شعر بأي أمر يضايقنا».

وأضاف «لقد كان حنوناً على أمه وبارّاً بها، وعلى رغم انشغالاته الكثيرة، فإنه كان يقوم بكل أعباء حياتها بنفسه، وهي بعد فقده تبكي كل يوم في موعد زيارته لها صباحاً».

من جانبه؛ ذكر صديق المرحوم فخراوي محمد مرهون أنه «كان يتطلع إلى وحدة شعبه، وهي قضية مهمة جدّاً، وكان هذا همه... هم الوحدة الشعبية والإسلامية والوحدة فيما بيننا... مكتبته تضم كتباً لشتى الأطياف، فهو من دعاة أن نكون أصحاب كلمة واحدة (...)».

أما زميل الفقيد فخراوي في العمل الاجتماعي نادر ديواني فقال عنه: «كانت أخلاقه تشع، وابتسامته لا تفارقه طوال حياته، فأنا أعرفه منذ أكثر من 30 عاماً، لم أره إلا مبتسماً، وأكثر ما كان يكرهه الشهيد هو التظاهر والتفاخر، على رغم أنه كان يعيش بنعم بفضل من الله سبحانه».

وأضاف «كان حريصاً كل الحرص على ألا يدخل في بطنه طعام شبهة، فأي مطعم يشك فيه ولو بالشبهة كان يمتنع عن الذهاب إليه».

وأكمل «طوال فترة معرفتي به لم يكن يرضى أن يعلم أحد بأنه يعمل أي عمل خير، ولم يكن يرد أحداً خائباً، وبمعرفتي الشخصية كانت جميع الأنشطة التي نقوم بها في جمعية الكوثر تقام بدعم منه».

من جهته، ذكر رئيس شورى الوفاق السيد جميل كاظم أن فخراوي «كان من مؤسسي جمعية الوفاق، وكان يعمل بهدوء بعيداً عن الرياء والتظاهر، كان كثير العمل قليل الكلام لقد منّ الله عز وجل عليه بعدة مواهب نجح فيها (نجح في توظيفها)».

وأردف «علاقتي به شخصيّاً كانت من خلال مسئوليته عن ملف الاستثمار في جمعية الوفاق، حيث كنا نسعى مع بعض رجال الخير لتطوير هذا المشروع، حيث يحسب له الجهد الأكبر في انجاز ما تم إلى الآن».

وتابع «عمل فخراوي في المجال الإنساني في جمعية الكوثر، وفي المجال الصحافي وهو من مؤسسي صحيفة «الوسط»، وفي المجال الثقافي من خلال طباعة الكتب وترويجها، وغيرها من المجالات الاقتصادية».

أما السيد مرتضى السندي الذي كان معتقلاً أثناء فترة توقيف فخراوي، فقد قصّ على الحضور شهادته عن الفترة التي كان معه فيها قبل وفاته