استهل الستيني الحاج حميد النعيمي حياته بالعمل في النجارة وسرعان ما انتقل ليكون فناناً متفرغاً وصاحب موهبة خاصة وهي الرسم بالرمال، فقام بالمشاركة في العام 1980 في أربعة معارض، وهي: معرض الفنون التشكيلية التاسع والمعرض الإسلامي ونال جائزة التميز عنه، ومعرض الأندية ونال جائزة أخرى كذلك، ومعرض الربيع.

النعيمي لم يترك عشقه بالرسم على الرمال على رغم كبر سنه إلا أنه أكد خلال لقاء أجرته «الوسط» معه أن حلمه الأخير هو توريث الرسم بالرمال للأجيال المقبلة من البحرينيين، آملاً من الجهات المعنية التعاون معه لتحقيق هذا الحلم.

بداية، كيف كانت البداية معك؟

- منذ كان عمري 10 سنوات وأنا أقوم بالمحاولة مرة تلو الأخرى حتى نمت وتطورت هذه الموهبة لديّ، والآن وبعد ما يقارب نحو 55 عاماً مازلت عاشقاً للرسم.

كيف تمكنت من تطوير هذه الموهبة لديك؟

- ليس بالغريب على البحريني أن يتمكن من تنمية موهبته بالقراءة والاستطلاع وبمختلف المجالات، وعن نفسي كنت أقرأ كثيراً وأتابع التطور التدريجي بالرسم حتى تمكنت من إجادته.

إذاً، كيف تولدت لديك فكرة الرسم بالرمال؟

- أنا أعمل نجاراً وحينها تولدت لدي الفكرة بأن أقوم بمزج العمل اليدوي بخامة من الطبيعة أي صديقة للبيئة، وبعد محاولات عديدة ووقت وجهد كبير توصلت لفكرة الرسم بالرمال.

هل وجدت الترحيب بهذه الفكرة من محيطك والفنانين؟

- بما أن الفكرة جديدة كان القبول بها بطيئاً نوع ما، ولكن بعد ما أنجزت عدة لوحات فنية ممزوجة بألوان طبيعية رائعة من الرمال، وجدت الترحيب والتشجيع من قبل الكثيرين الذين أشادوا بهذه الفكرة.

كيف تتحكم باللوحة وخصوصاً أنها من خامة جديدة؟

- التحكم باللوحة يستغرق وقتاً طويلاً، فبداية آخذ الرمل من الصخور أو الساحل الجاف وأضعه في علب بلاستيك بعد مزجه ويكون جزيئات صغيرة حيث تصبح بعد ذلك لونين أو أكثر.

لماذا الرسم بالرمال؟ لماذا ليس بشيء آخر بالأحرى؟

- أولاً لأن الرمال صديقة للبيئة وغير مكلفة كما أنها طبيعية وتعطي بعداً للألوان الجميلة باللوحة بغير المواد الاصطناعية المعتادة بالرسم.

هل بعت بعض اللوحات؟

- للأسف، الواقع الرسمي تحديداً لا يرتقي إلى المستوى المطلوب، بل حتى المحلي، انظر للعشرات من اللوحات التي قمت برسمها متكدسة بالمنزل، كما قمت ببيع عشرات اللوحات الفنية بسعر بسيط جداً.

كيف تصف تجربتك بعد نحو 55 عاماً؟

- ناجحة وجميلة وفيها الكثير من الذكريات، وقد شاركت بالكثير من المعارض ورسمت مئات اللوحات الفنية.

ما الذي حفزك للمواصلة، على رغم مرور هذا الوقت الطويل؟

- هو العشق للفن والرسم، وإنني لا أتصور أن أترك هذا العشق في يوم من الأيام.

هل شاركت بمعارض محلية أو دولية؟

- شاركت بالعشرات وحصلت على عدة جوائز.

ما الذي يوقف ولادة المواهب البحرينية برأيك؟

- التقيت بالكثير من المواهب الشابة البحرينية والتي تحتاج إلى التشجيع أولاً والدعم ثانياً وهذا ما ليس موجوداً حتى الآن لدينا.

لو تسنى لك تحقيق رغبة، ماذا تختار؟

- أن أقوم بتوريث هذا الفن (الرسم على الرمال) للكوادر البحرينية، أنا أتحدى أيّاً يكون بأن يأتي لي بفنان، في الوطن العربي، وليس في البحرين فقط، يرسم بالرمال.

هل نعتبر ذلك حلماً لم تحققه بعد؟

- نعم هو حلمي أتمنى من الجهات المعنية توفير لو محل صغير لي حتى أقوم بتدريب الكوادر البحرينية التي أراها مبدعة للرسم بالرمال.

ما هي الرسالة التي تود أن توصلها إلى الموهوبين أولاً، وثانياً للجهات المعنية عبر «الوسط»؟

- أولاً للموهوبين قولوا لا لليأس ولا تلتفتوا إلى الإحباط ولا تسمعوا للأصوات النشاز، أنتم محل إعجاب ومحل تقدير وفخر لنا جميعاً, وثانياً أقول للجهات المعنية عليكم بدعم وتشجيع الكوادر المحلية لأنها هي الأصل وهي التي سترفع اسم البحرين عالياً كما رفعته سابقاً وسترفعه مستقبلاً إن لقيت الدعم والتشجيع