كشف مؤسس موقع المفكرة الإعلامية السعودية ياسر الغسلان على هامش جلسات أعمال ملتقى الإعلاميين الشباب العرب الرابع التي بدأت أمس الأول الثلثاء (28 فبراير/ شباط 2012) في المنامة، بعض الأرقام الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن 800 مليون مستخدم في تويتر بـ250 مليون تغريدة في اليوم، و32 مليون مستخدم للفيسبوك في العالم العربي، ولاسيما في الفئة العمرية من 15 الى 29.

ولفت إلى أن وسائل الإعلام الجديدة أصبحت مقياساً صادقاً لنبض الشارع، داعياً إلى رفع سقف هامش الحرية في الإعلام التقليدي، موضحاً أن تأثير «تويتر» و «الفيسبوك» في الولايات المتحدة الأميركية ليست كما هي في العالم العربي.

ودعا الى سن قوانين عصرية وواضحة تنظم عمل وسائل التواصل الاجتماعي دون أن تحتوي على جمل اعتراضية تترك مجالاً للرقيب في التدخل بعد ذلك.

وأضاف «ان من يكتبون على وسائل التواصل الاجتماعي هم أقرب للمراسل منه للصحافي الذي يمتلك أدواته».

واختتم حديثه قائلاً «إن دراسة حديثة أوصت الحكومات بالاستغلال الأمثل لوسائل الإعلام الجديد لأنها ستجني الكثير من الثمار».

وكانت جلسات أعمال ملتقى الإعلاميين الشباب العرب الرابع التي بدأت أمس الأول الثلثاء تحت رعاية عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، استؤنفت أمس بجلسة تحت عنوان «الإعلام الاجتماعي الانتشار والرقيب»، والتي ادارتها الإعلامية البحرينية مايسة الذوادي، بمشاركة الإعلامي الكويتي بركات الوقيان، والإعلامي السعودي ياسر الغسلان.

من جهته، أكد بركات الوقيان مقدم برامج في تلفزيون الوطن بدولة الكويت، أهمية وسائل التواصل الاجتماعي، مدللاً على ذلك بأنه خلال تشرف الإعلاميين المشاركين في فعاليات الملتقى الشباب العربي الرابع امس مع عاهل البلاد، كان البعض يرسل كلمات جلالة الملك مباشرة على هذه الوسائل. وقال الوقيان إن مملكة البحرين تحقق قفزات متلاحقة في مجال الإعلام واستقطاب الكفاءات الإعلامية واستغلال طاقات الشباب. ودعا الى أهمية التفرقة بين «وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الاجتماعي»، مشيراً إلى أن الإعلام كلمة واسعة تشمل كثيرا من المفاهيم. وأشار الوقيان إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت تشكل الآن الرأي العام وصنع القرار، وأصبحت منفذاً للتعبير عن كل مكنونات الفرد السياسية والاقتصادية وحتى النفسية، منوهاً الى أهمية أعمال الرقيب الذاتي للفرد وتحمل المسئولية، لأن ما ينشر يجوب فوراً أركان الكرة الأرضية، داعياً إلى استخدام هذه الوسائل بالشكل الصحيح وليس للهدم الاجتماعي، مؤكدا أهمية التزام الفرد باحترام القيم الدينية والاجتماعية والسياسية في وطنه واحترام وجهات النظر الأخرى لأن الحرية تعني الالتزام، وهناك معايير لبث الأخبار وهو ما يطلق عليه «حارس البوابة».

وأوضح ان وسائل التواصل الاجتماعي باتت تشكل تهديداً للصحف والتلفزيونات ووسائل الإعلام التقليدية عموماً، مشيراً إلى أن هناك من استغنى عن المكتب الإعلامي وأصبح يتواصل مع الآخرين عبر هذه الوسائل.

ونوه الى ان المواطنين في دول مجلس التعاون يتواصلون أكثر على موقع تويتر، بينما المواطنون في مصر وتونس وليبيا يستخدمون بشكل أكبر الفيسبوك.

وناقشت الجلسة الرابعة من جلسات ملتقى الإعلاميين الشباب العرب، موضوع «المؤسساـت الإعلامية... التحديات والفرص»، إذ ناقش المتحدثون الكثير من المحاور المهمة التي تتعلق بالوسائل الإعلامية التقليدية ووسائل التواصل الإعلامي الجديدة. وقال مقدم برامج بتلفزيون المستقبل زافين قيومجيان، في كلمته خلال الجلسة إن التحديات والفرص أمام الوسائل الإعلامية التقليدية كبيرة وكثيرة في ظل ما باتت تشكله وسائل التواصل الإعلامي الجديد من منافسة جدية من ناحية استقطاب المشاهدين والمتابعين. وأضاف «الوسائل الإعلامية الجديدة ناقل للرسالة الإعلامية وليست هي التي تشكل الرسالة، وهى جاذبة للمتابعين بسبب عدم قدرة مستخدميها على التواصل مع المسئولين والوصول إليهم في الواقع فيكون التواصل أسهل عبر العالم الافتراضي بواسطة وسائل التواصل الإعلامي الجديدة». وأشار إلى أن وسائل التواصل الجديدة أصبحت جاذبة للمستخدمين بسبب عدم وجود القيود عليها بشكل كبير، ولذلك فان جمهورها بات يشكل قاعدة عريضة من الناس تفوق وسائل الإعلام المحترفة، مبيناً أن الأخيرة باتت تستخدم صفحات على هذه المواقع للتسويق لها.

من جهته قال الكاتب الصحافي بجريدة الوطن الكويتية أحمد الفهد إن وسائل الإعلام تطورت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، منوهاً إلى أن هذا التطور بدا ملحوظاً في تغطية الأحداث التي مرت بها المنطقة لكنها بدأت تتأثر في السنوات الأخيرة بوسائل الإعلام الاجتماعي الجديد التي باتت أسرع في نقل الأخبار.

وتابع «الكثير من المسئولين لديهم حسابات وصفحات على هذه الوسائل لنشر الأخبار المتعلقة بهم، إذ باتت هذه الوسائل أسرع في نقل الأخبار والأحداث من وكالات الأنباء».

من جانبها، أشادت رئيس تحرير دار الإعلام العربية بمصر إيمان عزام باختيار مملكة البحرين لإقامة ملتقى الإعلاميين الشباب العرب، واختيار المنامة عاصمة الصحافة العربية 2012، وذلك لما تتمتع به مملكة البحرين من حرية في الصحافة والإعلام، متوجهةً بالشكر إلى البحرين قيادة وحكومة وشعباً على حسن الاستقبال والضيافة.

وقالت في كلمتها إن وسائل الإعلام شهدت تطورات كبيرة في ظل العولمة مشيرة الى تزايد الاستخدام العربي لوسائل الإعلام الحديثة وتزايد القنوات الفضائية الحكومية والخاصة. وأشارت الى أنه في ظل هذه التطورات فان هناك الكثير من الفرص للوسائل الإعلامية في ظل توجه الأنظمة نحو مزيد من الديمقراطية والإصلاح السياسي ومنح المزيد من الحريات الإعلامية