العدد 3462 - الثلثاء 28 فبراير 2012م الموافق 06 ربيع الثاني 1433هـ

ناصر بن حمد يكرم 12 إعلاميّاً في افتتاح ملتقى الإعلاميين العرب

إطلاق قسم للإعلاميين لصون مهنتهم والمحافظة على وحدة الوطن العربي

سمو الشيخ ناصر بن حمد خلال افتتاح فعاليات ملتقى الإعلاميين الشباب العرب أمس
سمو الشيخ ناصر بن حمد خلال افتتاح فعاليات ملتقى الإعلاميين الشباب العرب أمس

كرم رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية، سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، 12 إعلاميّاً فازوا بجوائز ملتقى الإعلاميين الشباب العرب الرابع، الذي افتتحه سموه أمس الثلثاء (28 فبراير/ شباط 2012)، في فندق السوفوتيل، وذلك نيابة عن عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

وقال سمو الشيخ ناصر: إن «رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى لملتقى الإعلاميين الشباب العرب الرابع، جاء ليؤكد حرص جلالته على أن تكون البحرين مركزاً إعلاميّاً حرّاً، يهيئ المناخات والأرضية الصالحة لكل المبدعين في هذا المجال».

وأضاف أن «الرؤية الملكية السامية في رعاية مثل هذه الفعاليات تعكس إيمان جلالته بالدور الذي يلعبه الإعلام في تشكيل الرأي العام وإطلاع الجميع على ما تزخر به المملكة من إنجازات تنموية وإعلامية كبيرة».

وشدد سمو الشيخ ناصر بن حمد على «أهمية هذه الملتقيات في خلق جيل من القيادات الشبابية الإعلامية، القادرة على مواصلة تطوير المسيرة الإعلامية التي تشهدها جميع الدول العربية، والتي حققت نجاحات متميزة في الجانب الإعلامي بشتى أنواعه، المسموع والمقروء».

واعتبر أن «الدول العربية تمتلك قيادات وطنية شابة قادرة على الإبداع والتميز، إذا ما أتيحت لها الفرصة الحقيقية لنشر إبداعاتها»، مشيراً إلى أن «هذا الملتقى مكان مناسب لاكتشاف هذه الإبداعات وتسخيرها نحو الارتقاء بالمسيرة الإعلامية في الوطن العربي».

وأكد رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية أن «الملتقى الإعلامي العربي فكرة متميزة وتجمع شبابي إعلامي يستحق الرعاية والاهتمام به، لما يمثله من بيئة مناسبة للارتقاء بالإعلام الشبابي العربي».

وتطلع سمو الشيخ ناصر بن حمد إلى أن «يخرج الملتقى بتوصيات متميزة تسهم في رفع المستوى الإعلامي على الصعيدين المحلي والعربي وإعطاء فرصة للمواهب الإبداعية الشابة أن تقدم جانباً من إبداعاتها الإعلامية بمختلف أنواعه والعمل على غرس قيم الإعلام الحر الذي يتقبل الرأي والرأي الآخر الشباب العربي».

إلى ذلك، اعتبر رئيس هيئة شئون الإعلام الشيخ فواز بن محمد آل خليفة أن اختيار «المنامة عاصمة الصحافة العربية للعام 2012، هو شهادة عربية محل تقدير واعتزاز، وبمثابة تتويج لمسيرة الإنجازات الرائدة التي تشهدها البحرين في مجال حرية الرأي والتعبيـر وازدهار الحريات الصحافية والإعلامية في ظل دولة القانون والمؤسسات».

وقال الشيخ فواز بن محمد: «إن إقامة الملتقى تتزامن مع الموافقة السامية لمجلس الوزراء على إعادة هيكلة هيئة شئون الإعلام، وما تضمن من إلغاء إدارة الصحافة واستحداث إدارة التواصل الإعلامي إقرار قانون عصري مستنير يعكس تقدم الحريات الإعلامية».

وأضاف «نحن على ثقة في أن دعمكم هو خير دافع للارتقاء بمكانة الإعلام البحريني على الخارطة الدولية، عبـر توسيع آفاق الحريات تشريعيًا وتنظيميًا، وتأهيل الكفاءات البشرية، واستقطاب المؤسسات الرائدة في المدينة الإعلامية، بما يواكب الإنجازات التنموية والحضارية المحققة خلال العهد الإصلاحي الزاهر لجلالة الملك المفدى».

من جانبه، أعلن سفير الإعلاميين الشباب العرب، هيثم يوسف، عن إطلاق قسم للإعلاميين العرب، والذي يتضمن عهداً على الإعلاميين بأن يصونوا مهنتهم، وأن يحافظوا على وحدة الوطن العربي.

وقال يوسف: «لقد أردنا من منبر الإعلاميين العرب، أن يكون جسراً للمحبة والتواصل، من المشرق إلى المغرب، فكان استمرار هذا المنبر يرسخ آمالنا، ويجمع أقلامنا على هدف واحد، وهو رفعة الوطن العربي».


الحمر: لا وجود لمؤسسة إعلامية مستقلة بالكامل

من جانبه، أكد مستشار جلالة الملك للشئون الإعلامية، نبيل الحمر، أنه لا توجد مؤسسة إعلامية مستقلة استقلالاً كاملاً. وقال: «أجزم بأنه لا يمكن أن يكون مؤسسة إعلامية في العالم مستقلة استقلالاً كاملاً، بسبب ارتباط هذه المؤسسات بعدة عوامل، السلطة والمال، والانتماء الديني والعرقي والحزبي، كل هذه قيود على المؤسسة الإعلامية، وأعتقد أن هذا حق المؤسسة، بأن تنتمي إلى حزب أو جهة ما، ولكن بشرط أن يكون لديها مصداقية تعطي الجمهور والمتلقين المعلومة الكافية في أن يحكم على قضية.

وأشار الحمر، خلال حديثه بالجلسة الأولى لملتقى الإعلاميين الشباب العرب، والتي حملت عنوان «الإعلام العربي... الهوية والمصداقية»، إلى أن «الجميع يتجه نحو المثالية ويدعي الاستقلالية والمصداقية، وبالتالي فإن رؤية الجمهور لأي مؤسسة إعلامية سينعكس من خلال ما تقدمه هذه المؤسسة من أعمال».

ورأى الحمر أن «الإعلام لابد وأن يكون متعادلاً في طرحه للقضايا، ونحن نؤمن بقضية ما، ويجب أن ندافع عنها حتى آخر رمق، ولكن يجب أن نعطي الجمهور الحق في الحكم على هذه القضية».

وذكر بأن «الأجهزة الإعلامية واجهت إشكالية الهوية. فهوية الإعلام العربية تعرضت لكثير من الاهتزاز بسبب مواقف هذه الوسيلة وتلك الوسيلة مما يمكن أن نتكلم عنه كموقف».

وأفاد «الأجهزة الإعلامية في الوطن العربي، وخصوصاً الخاصة، استطاعت أن تقدم أشياء كثيرة وصلت إلى حد الحيادية في طرح الأحداث التي مر بها الوطن العربي».

وتابع «الهوية تتبعها المصداقية، في المصداقية أي رئيس تحرير عندما تصله المعلومة، ومن دون شك، سيتأكد من هذه المعلومة».

ونوّه الحمر «لا أتكلم عن المؤسسات الإعلامية ذات الصبغة الحزبية أو الانتماء الحزبي، لأنها تتعصب لمبادئ الحزب، ولا تسمح لأي وجهة نظر تخالف المبادئ التي أسست من أجلها هذه المؤسسة الإعلامية».


العريمي: الحريةفي الإعلام العربي «محدودة»

إلى ذلك، رأى رئيس تحرير صحيفة الاتحاد الإماراتية، راشد العريمي، أن الحرية في الإعلام العربي محدودة، وأن هناك الكثير من العوامل التي تحد من حرية الإعلام في الدول العربية.

ووصف العريمي الحديث عن الإعلام العربي بأنه «ذو شجون»، معتبراً أن «هناك انعزالية وقطرية في الإعلام العربي، وتشظ عام في صورة الإعلام العربي، إذ لا يمكن الحديث عن إعلام عربي واحد ومشترك».

وقال العريمي، خلال حديثه بالجلسة الأولى بالملتقى، إن: «الإعلام العربي ليس نسيجاً واحداً متناغما، ولذلك أجد من الصعوبة تعريفاًَ كاملاً ووافياً للإعلام العربي».

وتحدث العريمي عن ما أسماها بـ «السمات السلبية»، في وسائل الإعلام العربية، موضحاً أن الإعلام العربي «إعلام محدود الحرية، الحرية في الإعلام العربي، فهناك وسائل كثيرة تحد من حرية الإعلام، وهي الحكومات، ورأس المال، جماعات الوصاية الاجتماعية والدينية، التي ترى في الحرية الإعلامية نموذجاً للخروج عن العادات والتقاليد. والإعلام الخاص يشترك مع الإعلام الحكومي».

وأضاف «من السمات السلبية هي التبعية، إذ إن الإعلام العربي يعتمد بشكل كبير على وكالات الأنباء العالمية الكبرى، في نقل الأخبار، وكذلك ضعف التمويل، والإثارة والتضخيم في نقل الأخبار، وهذا ينعكس سلباً على المهنية والهوية الموجودة».

وتابع «ضعف الخبرة المهنية، وهذا يعود إلى عدم تحديد موازنات للتدريب والتطوير. كما أن كمّاً كبيراً من وسائل الإعلام انتشرت بشكل كبير، ولم تضف أي إثراء حقيقي لوسائل، فهناك 900 وسيلة إعلامية تعتمد على المواد المعلبة والجاهزة».

ولفت إلى أنه «يجب علينا القول إن الإعلام العربي يعمل في ظروف شديدة الصعوبة، فهناك محاولات كثيرة من الإعلاميين العرب أن يوسعوا دائرة الحرية، وهناك مناورات مع الحكومات وبين من يحاولون توسعة دائرة الحرية في الإعلام».

وبدوره، اعتبر الكاتب المصري والباحث في علم الاجتماع السياسي، عمار علي حسن، أن الهوية في وسائل الإعلام العربية ليست مشكلة بحد ذاتها «بل المشكلة في التعصب الأعمى لبعض الهويات، للعرق والديانة واللون، والطبقة».

وقال إن: «الهوية تكون بمثابة الخندق الذي نتمترس فيه، وننظر إلى الآخر بأنه ساذج ولا يمكن الحوار معه، والخارج عن الأصول، والمغترب، والخائن لوطنه...».

وأكد حسن أن «الإعلام عليه أن يدافع عن قيم الحرية والعدالة والمساواة. ونحن أولى الناس بالمصداقية، والمصداقية تجرح إما بتعصب أو هوى أو بسلطة أو بهوى. ولابد من الأمانة بالكلمة، لأنها يمكنها أن تبني أو تهدم. الكلمة مسئولية، ولا يوجد حرية مفرطة ولا حرية مفتوحة».

ورأى حسن أنه «من الصعب أن يحدد أحد هامش الحرية. ومن يضحي بحريته من أجل أمنه، فهو لا يستحق أمناً ولا حرية»

العدد 3462 - الثلثاء 28 فبراير 2012م الموافق 06 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً