العدد 3462 - الثلثاء 28 فبراير 2012م الموافق 06 ربيع الثاني 1433هـ

عاهل البلاد: لا توجد أيّة مشكلة بين مكونات شعب البحرين

استقبل كبار الشخصيات الإعلامية المشاركة في ملتقى‎ الإعلاميين الشباب

جلالة الملك مستقبلاً كبار الشخصيات الإعلامية والصحافية المشاركين من الدول العربية في ملتقى الإعلاميين الشباب العرب
جلالة الملك مستقبلاً كبار الشخصيات الإعلامية والصحافية المشاركين من الدول العربية في ملتقى الإعلاميين الشباب العرب

أكد عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أهمية الدور الإيجابي البنّاء الذي تنهض به الصحافة البحرينية والعربية في إبراز المنجزات والمكاسب الوطنية التي حققتها مملكة البحرين خلال مسيرة الإصلاح والديمقراطية والتنمية الشاملة والتي هي موضع التقدير والاعتزاز من الجميع.

جاء ذلك خلال استقبال جلالته بقصر الصافرية أمس الثلثاء (28 فبراير/ شباط 2012) كبار الشخصيات الإعلامية والصحافية من الدول العربية المشاركين في الدورة الرابعة لملتقى الإعلاميين الشباب العرب المنعقد حاليّاً في البلاد وذلك بمناسبة اختيار المنامة عاصمة الصحافة العربية (2012) .

ورحب جلالة الملك بضيوف البلاد وشكرهم على جهودهم الطيبة التي يبذلونها في المجال الصحافي وحرصهم على عروبة البحرين والدعوة إلى المزيد من التكاتف ولمّ الشمل.

وقال: «إن عمق البحرين العربي هو الذي جعلها تجتاز مختلف الصعاب التي مرت بها عبر مسيرتها»، وشكرهم على اختيار مملكة البحرين لانعقاد هذا الملتقى الإعلامي مما يعكس ما تحظى به مملكة البحرين وصحافتها من تقدير ومكانة لدى الدول العربية الشقيقة والصديقة.

أوضح جلالته أن البحرين عبر مسيرتها الحديثة تعرضت للعديد من الصعاب، فعندما طالب شاه إيران بالبحرين وقف شعب البحرين بأكمله حتى من هم من أصول إيرانية مع عروبة البحرين أمام هيئة الأمم المتحدة، فلا توجد أي مشكلة بين مكونات شعب البحرين، وعن الخلاف مع الأشقاء في قطر كان هناك تدخل آخر من الأمم المتحدة وموقف عربي طيب وخرجنا مع الأشقاء في قطر والكل فائز, وعندما تعرضت البحرين للأزمة الأخيرة أيضاً اخترنا أفضل الخبراء ممن يُعتد بهم في الأمم المتحدة بتشكيل اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق وأصدرت توصياتها ونتابعها باهتمام... وتجاوزنا ثلاثة أمور تعرضت لها البحرين، وبالأخوة العربية أوجدنا الحلول السلمية لنستمر في مسيرتنا. فعمق البحرين العربي هو الذي يُعيننا لتجاوز الصعاب، ونستفيد من كتاباتكم وتواصلكم مع البحرين والدعوة للمزيد من التكاتف ووحدة الصف ولمّ الشمل.

وأشار إلى أن «الإعلام الغربي ظلم الشيعة في البحرين كأنهم جميعاً ضد وطنهم، والحقيقة أن قله بسيطة من الشيعة تأثروا بدعوات ولاية الفقيه. ونحن لا نرضى ولا نقبل أن يعمم على كل شيعة البحرين بذلك».

وأضاف «إننا نتمنى أن تصل الصحافة إلى المستوى الذي يحترم الحقيقة وأن يتم تحديد الجهة التي تعمل الصواب والجهة التي تتجنبه. وإننا في البحرين نعيش شعباً واحداً منذ القدم وكنا معاً منذ تواجدنا في (الزبارة) سنة وشيعة وأتينا البحرين معاً فكيف يمكن اليوم في ظل حقوق الإنسان والانفتاح أن ننقسم، ولا نرضى لأحد أن يسيء لشعبنا بكل مكوناته. وعتبنا على الغرب وأصدقائنا هناك الذين شوهوا الحقائق والآن أصبحوا يتفهمون الأمور. ونرى أن مواقفهم تغيّرت، ونحرص دائماً على علاقاتنا الطيبة مع حلفائنا وأصدقائنا ولا نستعدي أحد وهذا النهج نسير عليه منذ القدم، ولم يأت أي خطأ من البحرين، ولم تكن يوماً عبئاً على أحد بل هي في خدمة أشقائها وأصدقائها وتسعى للخير دائماً».

وأكد جلالة الملك، أن «ترابطنا في الخليج العربي متواصل بين القيادات والشعوب، وهذا سبب قوتنا، واتحادنا مقبل بشكل رسمي قريباً». ودعا جلالته الصحافيين إلى «توخي الحذر والدقة في صحة الأخبار قبل أن يعلن عنها حيث أن الكلمة إذا خرجت فهي مسئولية وتنتشر ولا يمكن إعادتها».

وأوضح أن البحرين تنعم بالمحبة بين جميع أهلها، والقيادة توفر كل المتطلبات للمواطنين، «فلا توجد لدينا ضرائب على المواطنين، وتوفير السكن المناسب تقدمه الدولة ومن هم في قائمة الانتظار تصرف لهم مبالغ ليتمكنوا من استئجار سكن لهم. وأسعار جميع المواد الغذائية والاستهلاكية مدعومة من الدولة، وكذلك الوقود والمحروقات. بل إن التعليم والصحة مجانية للجميع، والبطالة لا تتجاوز 4 في المئة. بينما الدول المتقدمة في الغرب لا تقدم هذه الخدمات وتفرض الضرائب على مواطنيها والبطالة عندهم مرتفعة واحتياجهم للتمثيل البرلماني لتقديم الخدمات لمواطنيها، ومع ذلك فلدينا أيضاً التمثيل في المجالس النيابية ليصل صوت المواطن، فكلا الأمرين موجودان معاً. وهذا غير معمول به في أرقى الدول المتقدمة. كما إن دخل المواطن البحريني وفي دول مجلس التعاون أكثر من بعض الدول الغربية».

وقال إنه عندما مرت البحرين بالأحداث الأخيرة، «اتضح أن بعض المجموعات كانت على اتصال مع إيران وتأتمر بولاية الفقيه، لذلك دعونا قوات درع الجزيرة، لصد أي عدوان إيراني وذلك انطلاقاً من اتفاقية التعاون المشترك بين دول مجلس التعاون ولم تمس أي مواطن بل كانت لحماية البحرين من الاعتداء الخارجي وفي الكويت قالوا لماذا درع الجزيرة فقلنا لهم لا تنسوا موقف درع الجزيرة المشتركة أثناء الاحتلال العراقي وهي مكونة من قوات من كل دول مجلس التعاون مستذكرين الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم من هذه القوات الباسلة ومكانهم بإذن الله في جنة الخلد، ومواقف درع الجزيرة المشرفة عديدة ودائماً على أتم الاستعداد لأي واجبات أخرى، ونحن قادرون معاً للدفاع عن حرية وكرامة وطننا. وإخواننا العرب يفخرون بدول الخليج العربي فهي تحمي العروبة والإسلام كالقلاع المتقدمة».

وأعرب جلالة الملك عن فخره واعتزازه بزيارة المشاركين في الملتقى للبحرين، وقال: «إننا نأمل أن نرى التعاون بين دولنا في المجالات التجارية والصناعية والنقل والتي تتوافر في دول مجلس التعاون بشكل كبير لا يتوافر في مثيلها في دول أخرى... وكل وسائل العيش الكريم متوافرة ولا توجد في البحرين مناطق فيها مخيمات أو مساكن من صفيح، وبإمكانكم التجول في البحرين ومن يرى مثل هذه المساكن يبلغني فالكل من حقه الحصول على أرض ومبلغ لبناء منزله عليها. بل وقوائم انتظار ليأخذ كلٌ حقه وهذا غير موجود في الدول الغربية. أما إذا كان الهدف هو إثارة الطائفية فهذا مرفوض، والتطوير مطلوب بالنصيحة وليس بالفضيحة، والمواطن له حرية التعبير وانتخاب من يمثله بكل حرية والسؤال لماذا هذه الهجمة؟ وأنا أعرف الجواب... ولكم أن تبحثوا عن السبب. ونحن مسلمون نقدر الشعوب ومتواصلون مع العالم. ونقدر المجتمع الدولي».

وأكد جلالة الملك، أن المواطن البحريني «يعتمد بعد الله على عمقه الخليجي والعربي ولابد للعرب أن يتكاتفوا مع أشقائهم في مجلس التعاون لما يشهده من تقدم في العديد من المجالات الحضارية. والبحرين سباقه في الكثير من المجالات التنموية والحضارية من صحة وتعليم فأول مستشفى في المنطقة كان في البحرين وهو مستشفى الإرسالية الأمريكية وكان مركزاً صحياً هاماً. وتحرص على التطوير دائماً. وهناك قوى تحاول جر دولنا إلى الخلف وهي لا تخفى على أحد. وأهل البحرين لن ينجرفوا وراء ما يسيء لهم».

وأكد أن «قضيتنا الرئيسية هي القدس الشريف، ويجب ألا ينشغل الإعلام العربي عنها. وكذلك التهديد النووي الإيراني. وقد يكون ما حدث في البحرين هو من أجل إبعادنا عن هاتين القضيتين... فاليوم نفتقد دور مصر وسورية، وإذا إيران قامت بعمل قنبلة نووية فلا شك أن الدول العربية ستحصل عليها... ونحن في البحرين نسعى دائماً للتهدئة والتعقل مع من يريد الإساءة للبحرين بدون أسباب. ويجب علينا الآن جميعاً أن نوحّد الجهود وألا نضيع الوقت». وشكر جلالته الحضور وتمنى لهم التوفيق مُرحِّباً بهم في البحرين

العدد 3462 - الثلثاء 28 فبراير 2012م الموافق 06 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً