العدد 3461 - الإثنين 27 فبراير 2012م الموافق 05 ربيع الثاني 1433هـ

إعلان تأسيس أحزاب سياسية جديدة في ليبيا

خدمة الشرق الأوسط التلفزيونية 

تحديث: 12 مايو 2017

في حين يسعى حكام الفترة الانتقالية في ليبيا جاهدين للإبقاء على السيطرة على الأوضاع في البلاد بعد حرب أهلية استمرت تسعة أشهر وانتهت بأسر وقتل معمر القذافي تشهد البلاد نوعا من الصحوة السياسية.

وشكل عشرات الأحزاب الجديدة بعد حظر دام أربعة عقود من الزمن لتعرض مزيجا تابضا بالحيوية من المناهج الديمقراطية والإسلامية والقومية والخاصة بالسوق الحرة ولتوفر بديلا لحركات سياسية راسخة مثل الإخوان المسلمين. وأعلن في طرابلس يوم الاثنين (27 فبراير) تأسيس حزبين سياسيين جديدين أحدهما بزعامة عبد الله ناكر رئيس مجلس ثوار طرابلس وأحد القادة العسكريين للانتفاضة التي أطاحت بالقذافي والثاني شارك في تأسيسه علي الترهوني وزير النفط السابق في المجلس الوطني الانتقالي الذي قضى عشرات الأعوام يعمل محاضرا في علم الاقتصاد بالولايات المتحدة. وقال ناكر في حفل إعلان تأسيس حزب القمة بأحد فنادق العاصمة "أرحب بكم في هذا اليوم الذي نعلن فيه عن ميلاد حزب القمة.. حزب الشباب الليبي.. الذي نسعى من خلاله لتعزيز مسيرة ليبيا والتحول من الثورة إلى الدولة." وناكر مهندس إلكترونيات ويتولى قيادة أحد الفصيلين العسكريين الرئيسيين في طرابلس بينما يقود الآخر عبد الحكيم بلهادي ذو التوجه الإسلامي الذي قضى وقتا في معسكرات حركة طالبان في أفغانستان. وتجمع بين معظم الأحزاب الليبية تقريبا صبغة إسلامية معتدلة وتحمل بياناتها في العادة إشارات عديدة إلى الإسلام على أنه الدين الرسمي للدولة ومصدر قيمها السياسية والاجتماعية. وفي غياب أيديولوجيات واضحة أو شخصيات معروفة فمن المحتمل أن يندمج بعض الأحزاب معا في آخر الأمر أو يشكل بعضها تحالفات قبيل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في يونيو حزيرن. وتنص مسودة قانون الانتخابات الجديد على أن 60 في المئة من مقاعد البرلمان سيتنافس عليها المستقلون الذين لا تربطهم صلات بأي أحزاب بينما سيخصص 40 في المئة فقط من المقاعد للأحزاب السياسية.

وذكر الترهوني لتلفزيون رويترز أن الأحزاب السياسية الجديدة في ليبيا تواجه تحديات كبيرة في التواصل مع الجماهير بعد ما يزيد على 40 عاما من حكم الفرد وغياب الأحزاب. وقال "ليست هناك جذور للعمل السياسي المقنن الناضج. وهذا واحد من أهم التحديات. يعني طول ما احنا (نحن) نتحدث مع المواطن العادي.. المواطن العادي هذا.. أولا مضطرب.. خائف حتى من كلمة حزب." والإخوان المسلمون من الجماعات السياسية البارزة التي لم تشكل حزبا حتى الآن ومن المتوقع ان تشكل حزبا هذا الشهر. وتنشط الجماعة في ليبيا منذ عام 1950. ومن المتوقع أن يبلي الإخوان المسلمون بلاء حسنا في الانتخابات لكن لن يقتربوا بأي حال من الأحوال من النسبة التي حصل عليها الحزب المنبثق عن الجماعة في مصر والذي كان الفائز الأكبر في الانتخابات. وقال محللون إن من الجماعات الأخرى الجديرة بالمتابعة السلفيون المتأثرون بالحركة الوهابية في السعودية والذين حققوا نجاحا أيضا في انتخابات مصر. ولا يوجد لهم وجود سياسي رسمي حتى الان في ليبيا لكن المساجد التي كان يديرها ائمة عينهم القذافي ويقوم عليها الان دعاة سلفيون تجتذب اتباعا لهم. ويتوقع محللون أن يصرف التشدد الذي يبديه السلفيون الليبيين عنهم. ومن قطاعات المجتمع التي يمكن أن تهيمن في الفترة المقبلة أيضا الجماعات القومية مثل الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا التي أسست عام 1981 وتعتزم تكوين حزب لها. ومن المتوقع أن يخوض السباق أيضا وبدرجات نجاح متفاوتة العلمانيون وشيوخ القبائل وحتى الميليشيات. وسيستغرق الأمر عدة أشهر قبل أن يتضح المشهد السياسي في ليبيا.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً