يعتبر هذا الموسم الأسوأ على الفرق الإنجليزية في دوري أبطال أوروبا بل هو موسم أشبه بالفضيحة حتى الآن للفرق التي كانت متسيِّدة للبطولة تماماً خلال العقد الأول من القرن الـ 21.
قبل سنوات قليلة فقط وصل إلى الدور نصف النهائي في دوري أبطال أوروبا ثلاثُ فرق إنجليزية وفي سنة أخرى كان النهائي إنجليزيا خالصا بين مانشستر وتشلسي، كما لعب ليفربول الغائب تماما عن المنافسة في الدوري المحلي لعب دورا متقدما في البطولة الأوروبية وفاز بها أيضا في السنوات الماضية.
الفرق الإنجليزية كانت لا تغيب بأقل من فريقين على الأقل في الدور نصف النهائي ويصل فريق واحد على الأقل للمباراة النهائية بشكل مستمر.
في هذا الموسم كان التراجع مريعا تماما للفرق الإنجليزية لأن اثنين منها خرجا من الدور الأول وهما مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي متصدرا الدوري المحلي أمام فرق تعتبر أوروبيا من الفرق الصغيرة، في حين أنَّ المتبقيين وهما أرسنال وتشلسي قد تعرضا لهزائم مذلة في مباريات الذهاب في البطولة.
وكانت الخسارتان في القسم الثاني أمام فرق إيطالية وبنتائج كبيرة، فآرسنال خسر 4/صفر أمام ميلان الإيطالي، وتشلسي خسر 3/1 أمام نابولي الايطالي بعد أن كان متقدما بهدف للاشيء إلا أنه سرعان ما انهار.
التراجع للفرق الإنجليزية لم يقتصر فقط على دوري الأبطال بل شمل المنافسات المحلية أيضا من خلال الخسائر المتكررة لفريق بحجم أرسنال وبنتائج كبيرة في الوقت الذي يعاني فيه مانشستر يونايتد من تذبذباً كبيراً في المستوى وكذلك حال تشلسي الذي كان فريقا حديديا يقارن ببرشلونة الاسباني وهو ما أتاح المجال كثيرا لفريق مثل مانشستر سيتي لأن يتصدر بعد الصفقات الكبيرة التي أبرمها على رغم أنه مازال أقل بكثير من المستويات الحقيقية للفرق الإنجليزية التي كانت الأفضل على مستوى العالم.
الفرصة أيضا كانت سانحة أمام توتنهام للبروز والتقدم للأمام مستغلا الفراغ الموجود ومستغلا تراجع ليفربول غير المبرر.
الكرة الإنجليزية تعاني كثيرا في هذا الموسم ومعظم فرقها لم تعقد صفقات كبيرة معتبرة، وكبار الفرق تعتمد على لاعبين عواجيز، فمانشستر مازال غير قادر على الاستغناء عن سكولز وغيغز في الوقت الذي نفذت فيه حلول مدرب أرسنال فينغر فلم يجد أمامه إلا العودة للمتحف والاستعانة باللاعب الفرنسي تيري هنري الذي لم يعد قادرا على اللعب في الدوري الأميركي فكيف يلعب مجددا في الدوري الإنجليزي؟!
لاشك أن عوامل كثيرة أسهمت في هذا الانهيار للفرق الإنجليزية أوروبيا وتراجع مستوى دوريها محليا، لكن الأهم هو عدم التجديد الذي تعاني منه الكثير من هذه الفرق إلى جانب فقدان الدوري لبريقه المعتاد وهو ما انعكس سلبا على الفرق والمدربين الذي ارتكبوا الكثير من الأخطاء، أضف إلى ذلك تراجع مستويات معظم نجوم الدوري فلم نعد نرى روني بمستواه المعهود أو تيري ولامبارد مع تشلسي كما كانا أضف إلى ذلك نجوم أرسنال الغائبين وأيضا بقية الأسماء التي كانت لامعة سابقا.
كل هذه العوامل مجتمعة مضافا إليها التأثيرات السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية على المقدرة المالية للفرق أدت في النهاية إلى انهيار مريع للأندية الإنجليزية أوروبيا
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 3461 - الإثنين 27 فبراير 2012م الموافق 05 ربيع الثاني 1433هـ