العدد 3461 - الإثنين 27 فبراير 2012م الموافق 05 ربيع الثاني 1433هـ

لماذا نتّحد في المصائب فقط؟

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

قبلَ أي شيء نتقدّم بخالص العزاء لأسر ضحايا حادث سار الأليم، فلقد فقدت الأسرة البحرينية 6 فتيات في عمر الزهور، نسأل الله لهنّ الفردوس الأعلى، وأن يمسح على قلوب أهلهن وذويهن بالصبر واللطف والسلوان، فالله عندما ينزل المصائب، يُنزل معها اللطف، انّه اللطيف الخبير.

ومما يحزن له الفؤاد ويتألم عندما تجدنا نتّحد في المصائب فقط، فما أن تدخل بيتاً من البيوت أو تخاطب أحداً ما، مهما كانت هويّته أو طائفته، فانّه يتأسف على هذا المصاب العظيم الذي حدث قبل أيّام. ونحن لسنا ضد ذلك، ولكن لماذا ننتظر حتى تحدث مصيبة لنتّحد؟

فنحن هذه الأيام لا نتّحد في أي شيء ويحاول البعض منا تحويل قضيّة البحرين إلى قضية طائفية بحتة، وكأنّ المطالب الرئيسية الشرعية ذهبت مع الريح أبد الآبدين، وهذا الكلام غير صحيح، فالقضية الرئيسية مازالت المحور الرئيسي والمحرّك للأحداث المؤسفة الموجودة على أرض الواقع، مهما حاول البعض تزييفها أو تغييرها عن مسارها.

لماذا ننتظر مصيبة ما لتحل حتى نتّحد في القول، ولماذا يخرج من أفواه البعض الشتائم والسب في العلن، ولا يتوقّف إلاّ في المصائب، أم أنّ هذا حال البشر، فعلى رغم المصائب التي حدثت لنا في العام الماضي، فإنّنا لم نرَ إلاّ التقسيم والطأفنة أسلحة فتّاكة وسريعة من أجل قلب الموازين، وتناسينا بأنّها لا تأتي بنفع علينا في المستقبل، بل إنّ إفرازاتها ستظهر على السطح سنة تلو الأخرى.

لا نتمنى حدوث المصائب في وطننا ولا أوطان غيرنا من أجل الوحدة، بل نريد لم شمل الجميع، وإزالة الطائفية الطائشة المؤجّجة من قلوب الناس، فهي لا تغيّر وضعاً معوجاً ولا تصلح من أزمة عميقة.

قد يكون لحادث سار وقعه على نفوس الجميع، ونتمنّى أن يحاول الكثير منّا التفكير بعمق حول ما حدث، فمن يتمنّى هذه المصيبة في بيته ولأهله؟ ومن منّا سيتجرّأ على الشتم أو إنزال النكات السخيفة في وضع كهذا؟

ووالله هذه هي المرّة الأولى منذ أحداث 14 فبراير، التي وجدنا فيها الناس متألّمين معاً، ولم نجد في الشبكات الاجتماعية أو الرسائل القصيرة أي أحد يشمت أو يتفلسف، فالمصيبة عظيمة، ونعتقد بأنّ هناك وعياً بمدى عظمها على النفوس، إلاّ القلّة من ذوي العقول الخاملة بالطبع.

كفانا حديثاً عن بعض، وكفانا أكل لحم بعض، وكفانا شتائم وسباً وكلمات جارحة قاذفة سيحاسبنا عليها المولى عزَّ وجل، ولنلملم الشمل مرّةً أخرى، ولنحاول أن نتّحد من أجل وطننا، فهي أولوية ملقاة على كاهل كل بحريني حر.

والسؤال: لماذا نتّحد في المصائب فقط؟ وخصوصاً المصائب التي تودي بحياة مجموعة من الناس على أساس غير سياسي، فالـ 6 فتيات اللاتي توفّين في الحادث، كُنَّ في عمر الزهور، وكانت الحياة في بدايتها مقبلةً عليهن، ولكن أوقفها هادم اللذّات... فهل نتّعظ ونكتفي اقتتالاً نفسياً واجتماعياً وسياسياً فيما بيننا؟ وهل ننتظر مصيبةً أكبر حتى نعلن السلام؟ هذه الأسئلة موجّهة لمن كان له قلب يعقل به

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3461 - الإثنين 27 فبراير 2012م الموافق 05 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 1:25 م

      إدخلي على تويتر

      جزاك الله خيراً يا إبنة البحرين. ولكن هناك من شمت بوفاة الفتيات في موقع التواصل الإجتماعي تويتر، و هذا آلمنا جداً كمسلمين أولاً، و كمواطنين

    • زائر 9 | 12:31 م

      الله يهدي من يشاء

      بادرة طيبة أختي العزيزة عسى ان تجد صدى في النفوس وعسى ربي يرحمنا ولا يؤاخذ نا بما فعل السفهاء منا. والله الحوادث زادت وشباب جنه الورد يروح فيها هذا الاختلاف يزيل البركة وربي يستر على الديرة

    • زائر 8 | 3:32 ص

      يمكن

      لا سمح الله نحتاج تصير حرب في المنطقه عشان الكل يحس بالخطر ويتحدون

    • زائر 7 | 1:40 ص

      قال الرسول الاعظم (اصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصوم)

      والعكس صحيح افساد ذات البين اسوء من كل الاسواء
      وقد قال قال تعالى الفتنة اشد من القتل وفي آية اخرى اكبر من القتل.
      وهذا يكفي لنعرف من اراد الشر بين شعب البحرين ماذا ينتظره عند ربه

    • زائر 6 | 1:31 ص

      albeem

      صدقتين المصيبه عظيمه الله اصبر اهاليم

    • زائر 5 | 12:55 ص

      بالوحدة نتعايش ونحيا جميعا

      من مهمات الرسل سلام الله عليهم أجمعين أن يوحدو الناس وان اختلفت رئاهم لأن وحدتهم سر بقائهم .
      الا لعنة الله على القوم الجاهلين والظالمين

    • زائر 3 | 12:22 ص

      بارك الله فيك

      شكرا لك اختي مريم على هذا المقال وهذا الطرح . ومثل ما تفضلتي به يكفينا اقتتالا نفسيا واجتماعياوسياسيا . بارك الله فيك وعساك على القوة .

    • زائر 1 | 11:13 م

      الوحدة نعم

      طيب اللة انفاسش على هالكلام

اقرأ ايضاً