من منا لا يحلم بالمال. ومن منا لا يحلم بالثروة. ومن منا لا يتمنى أن يصبح «بيل غيت الخليج»؟ بلاشك هذا هو الحلم الذي يراود معظم الناس، ومن يقول غير ذلك، فهو الإنسان القنوع المكتفي بما رزقه الله من مال ولا يتمنى أكثر من أن يؤمن قوت يومه. أما الغالبية فلها طموح مالي لا حدود له، مثل الذي يكدح ويعمل ليل نهار لمضاعفة ثروته والمحافظة عليها من خلال تنويع محافظ الاستثمار، وتوظيف المال في مشاريع مختلفة تحسباً لأي طارئ.
إذاً المال أو الثروة هي طموح جميع الناس، ولكن السؤال من يملك المال كيف يستطيع أن يحافظ عليه أولاً ومن ثم كيف يستطيع أن يجعله ينمو بطريقة سلسة ولا يعرضه للزوال أو الانخفاض؟
في عالم الاستثمار هناك أمر في غاية الأهمية ومتى ما وعى المستثمر إليه واستطاع أن يفهمه ويعيه تماماً فإنه قادر على تجنب الخسائر الكبيرة والدخول دائماً في خانة الأمان والربحية، إنه عامل مهم وهو «الوقت».
كل المنتوجات الاستثمارية من أسهم وسندات ومواد أولية وعقار وأسهم خاصة وغيرها، أحياناً يكون الاستثمار فيها صحيحاً وجيداً، وهي نفسها أحياناً أخرى سيئة وغير مجدية. إذاً عامل التوقيت هو الذي يحدد جاذبية السلعة أو المنتج، فلا يوجد سلعة استثمارية جيدة أو رديئة بتاتاً، بل يوجد في عالم الاستثمار أمر يسمى «التوقيت» فإذا كان التوقيت صحيحاً كانت العوائد جيدة، وإذا كان التوقيت غير صحيح ومناسب للدخول وتوظيف الأموال كانت النتائج مدمرة.
وحتى لا نذهب بعيداً عن البحرين، هناك من حقق أموالاً طائلة من قطاع اقتصادي معين، هذا القطاع ذاته الذي حقق العوائد الخيالية كما هو السبب الرئيسي الذي ساهم في زوال ثروات آخرين، وجعل ثرواتهم تتبخر، أسوق لكم مثالاً: في العام 2003 وبعد دخول القوات الأميركية للعراق وسقوط الطاغية صدام حسين وهروبه واختفائه في الحفرة المشهورة، هذه الأحداث أعطت شعوب دول الخليج الطمأنينة والراحة النفسية من زوال أكبر الطغاة على الإطلاق، وأعتقد لو تم تشكيل فريق كرة قدم من أكثر الطغاة في العالم من أمثال نيرون وهتلر، وفرعون، والحجاج وتشاوشيسكو، وموسوليني، وهيلا سيلاسي، وسوهارتو، وماركوس، وبن علي، وزعيم الجماهيرية المقهورة معمر القذافي، فإن صدام مرشح وبكل قوة ليكون «كابتن الفريق».
لهذا بعد هروبه السريع من السلطة وارتفاع أسعار النفط، رجعت وبسرعة فائقة أيضاً أموال طائلة من الشرق والغرب لمنطقة الخليج ساهمت بشكل سريع جداً في ارتفاع الأسعار وتحديداً في القطاع العقاري. هذا الارتفاع السريع حقق لمجموعة كبيرة من المستثمرين ثروات طائلة، حولتهم في فترة وجيزة إلى أصحاب الملايين، هؤلاء المضاربون استفادوا من القفزة السعرية لهذا القطاع في «الوقت المناسب» هذا القطاع الاقتصادي الذي أنعم على من ضارب فيه نعماً كثيرة هو نفس القطاع الاقتصادي الذي سبب لمن اقتحمه في العام 2007 وضارب فيه ووظف كل مدخراته خسائر فادحة لا يمكن تخيلها بتاتاً، حيث انحدرت أسعار العقارات بشكل لافت وغير مسبوق بينها عوامل كثيرة لا يمكن حصرها، ولكن الأهم هو حالة التشبع التي حلت سوق العقار ودخول شريحة كبيرة من المستثمرين نافست بعضها البعض وقاموا بتشييد الكثير من الممتلكات والعقارات الباهظة الثمن، متأملين باستمرار القفزة والنمو في هذا القطاع.
إذاً التوقيت المناسب هو من صنع الثروة، والتوقيت الخاطئ هو من أضاعها، فالخلاصة لا يوجد هناك سبب عدا التوقيت فهو الكفيل بصناعة المجد والثروة وهو الكفيل بضياع المدخرات، وفي مقالٍ قادم سنتحدث عن التوقيت ولكن بشكل مفصل «في مجال الأسهم العامة»
إقرأ أيضا لـ "عمران الموسوي"العدد 3459 - السبت 25 فبراير 2012م الموافق 03 ربيع الثاني 1433هـ
وهل يغرق السفين الا ربانها
وهل يغرق السفينة الا ربانها
غاية متجددة وليست هدفا جامدا
هناك من يمتلك ثروة , في حين أنه لا ينميها وذلك بإشراك طاقات وقدرات الآخرين فيها, فتكون حكرا عليه مما يسلب طعمها ورونقها وغايتها
رب ارجعوني,,,,,,,,,,
نعم, الثروة والغنى والمال هي غاية الطموح اللهوف, ولكن بشرطها وشروطها كما يقال, ,, فالشرط أن تكون مصادره مشروعة ومباحة دينا وشرعا, والشروط هي أن لا تبخس حق أحد أو تظلم أحدا, , هذا ومساء الخير
هذا مافعلته بنا مكاتب الاستثمار
مكاتب الاستثمار وما ادراك ما فعلت بنا وبالمستثمرين العاديين فقد قادتهم الى حيث الخسارة وفروا هربا محملين بما استطاعوا خمله دون رادع لهم وهم يبحثون عمن يعيد لهم حقهم