دعونا نناقش بموضوعية التصريح الذي أدلى به المدرب الهمام الإنجليزي بيتر تايلور لقناة «البحرين الرياضية» والتي أبدى فيها رغبته بتجنيس أكثر من لاعب من أجل إشراكهم مع المنتخب الأول خلال الفترة المقبلة. والتي سيكون من أهمها وأبرزها دورة كأس الخليج (21) التي تستضيفها البحرين بداية العام المقبل. وهي الدورة التي نحلم بالفوز بلقبها طوال 42 عاما ماضية.
وفي اعتقادي بأن هذا التصريح يحب ألا يمر مرور الكرام على كل من له علاقة بالمنتخب، وأن تكون للجنة المنتخبات الوطنية والأندية أعضاء الجمعية العمومية وخبراء الكرة البحرينية وقفة فاعلة، لأننا سنكرر تجربة فاشلة سبق وأن كررناها في تصفيات كأس العالم 2006 و2010 وخرجنا منها «بخفي حنين»، لذلك أتمنى ألا نكرر السقوط ونستوعب الدرس الماضي.
أما سؤالي الذي أطرحه على اتحاد الكرة ولجنة المنتخبات وأتمنى الإجابة عليه بصراحة هو «هل استفدنا من تجنيس اللاعبين السابقين؟ وهل كانت لهم بصمات واضحة على المنتخب؟».
هذا السؤال أجاب عليه هرم الرياضة البحرينية الخبير في كرة القدم البحرينية الشيخ عيسى بن راشد لـ «الوسط الرياضي» قبل 4 سنوات حينما قال: «في الدوحة يجنسون سبستيان وفي البحرين نجنس جون وفتاي»، وكان يقصد بأن هناك فارقا في المستوى بين المجنس القطري الذي يتفوق في الأداء المهاري والمستوى الفني، وتواضع مستوى اللاعبين الذين أعطيناهم الفرصة التي يتحينها اللاعب البحريني، كما أعطيناهم الشهرة والمال واللعب باسم البحرين في الدوريات الخليجية.
قبل أن أناقش قرار المدرب من الناحية الفنية في هذا المقال، أحب أن أذكر حقيقة مهمة أتمنى من الجهاز الفني المعاون إيصاله للمدرب.
حينما اعتمد المدرب على الوجوه الشابة والزج بهم في المنتخب الأول، هللنا في «الوسط الرياضي» بهذه الخطوة التي تدل عن رغبة تطوير المنتخبات بدماء شابة وهو الأمر الذي كنا نطالب به مرارا وتكرارا، وخالفه سالف الذكر المدرب التشيكي ميلان ماتشالا الذي اعتمد على المجموعة نفسها من دون إضافة جديدة ولم يحقق أي نتيجة مع المنتخبات الوطنية، في حين نجح تايلور بتحقيق أول إنجاز كروي لكرة القدم البحرينية، إذ فاز بالمركز الأول في دورة الألعاب الخليجية وكذلك دورة الألعاب العربية. وأتذكر بأنه حينما كانت لي مداخلة على قناة «الدوري والكأس» القطرية في أحد البرامج التي كانت تناقش استعدادات المنتخبات الخليجية لدورة الألعاب العربية، قلت عن المدرب إنه من أفضل المدربين الذين مروا على المنتخبات الوطنية لأنه يبحث دائما عن الجديد في الساحات الكروية المهملة، ولا يعتمد على الوجوه القديمة أو الأسماء الجاهزة!... «وللحديث غدا بقية»
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 3459 - السبت 25 فبراير 2012م الموافق 03 ربيع الثاني 1433هـ