العدد 3458 - الجمعة 24 فبراير 2012م الموافق 02 ربيع الثاني 1433هـ

مُعارَضَةُ «مُعارِضَةِ المُعارَضَة»

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

البحرين ولادة وسبّاقة في كل ما هو جديد وغريب، بل حتى حراكها السياسي خلق بدعاً وأسقط نظريات في علم الفهم السياسي، واستحدث أطراً جديدة من المفترض أن تدرس في أعرق الجامعات العالمية.

البحرين وبعد نظرية توالد اللجان، ها هي تعيد تجربة النعجة «دولي» واستنساخها لمفهوم المعارضة.

بعد لجان اللجان لدراسة عمل لجان ووضع خطط تنفيذ ومراقبة ما قامت به لجان، تأتي لجان جديدة تتبع لجاناً قديمة للنظر في فعل تلك اللجان وتتخطى عمل لجان كانت نائمة، لتمتزج هذه اللجان في عملها وأطرها بلجان أخرى وفق منظومة لجان لتضييع الهدف وتمطيط الوقت كسب الزمن في معركة بات الزمن غير قادر على تجاوزها لكثرة انتهاكاتها وأخطائها.

بعد معضلة اللجان التي لم تنتهِ بعد، البحرين تدخل من جديد في معضلة جديدة وهي توالد المعارضات من رَحِمِ المُعارَضةِ المُعارِضةِ للمُعارَضة.

نشهد حالياً ولادت تجمع (يرى في نفسه صفة المعارضة) من رحم تجمع كان يرى في نفسه هو الآخر معارضة وامتداد للربيع العربي، ولكن معارضته لم تكن موجهة للسلطة بل لمعارضة السلطة، في إطار مفهوم جديد لم يشهد إلا في البحرين.

المعارضة المولودة من رحم مُعارَضةِ المُعارَضة، خلقت آفقاً جديداً مختلفاً، يراد منه بحسب أدبيات مغردين (نشطاء موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» محسوبين على مُعارَضةِ المُعارَضة) ضرب رؤى التجمع الأول (مُعارَضةِ المُعارَضة) لانقسام مؤسّسيه في داخله، بعد خلافات وصراعات الزعامة، وبعد تهميش شخصيات كانت ترى في نفسها الحق في القيادة، وبعد أن دخلت عليهم وجوه جديدة اعتبرت دخيلة سرقت الزعامة والوجاهة وتسببت في شق الصف.

هذه المعضلة التي تعيشها مُعارَضةُ المُعارَضة، خلقت حالة جديدة من التأزم في صفوفهم، خصوصاً تلك المتعلقة بـ «الحوار» الذي يقال إنه مقبل، إذ من المتوقع أن تشب حرب بين الطرفين، بعد أن اتضحت الرؤية، بإعلان ورفض المنشقين أي حوار، فيما يميل الأصل للقبول.

في السابق، مُعارَضةُ المُعارَضة (التي ترى نفسها ممثلة عن الطيف الأكبر بحسب ادّعائها) قبل انقسامها كانت تطالب بالحوار أولاً بينها وبين معارضة السلطة لكونهما طرفين يجب أن يتوافقا قبل أي شيء على ما سيطرح على السلطة، وإلا سيرفضون أي حوار بين المعارضة والسلطة وما سيخرج منه، وهو الأمر الذي خلقته السلطة للهروب من واقع الأزمة البحرينية بخلق صراع بين أطراف هي ليست منهم.

الآن، وبعد ولادة «مُعارَضةِ مُعارِضةِ المُعارَضة» تغيرت اللعبة لديهم فقط، فبات من الضروري بحسب مفهوم المُعارَضة لدى موالاة السلطة أن يكون هناك حوار آخر بين المُعارَضَة الوليدة مع مُعارِضَةِ المُعارَضَة أولاً ليوافقوا على ما يريدون ومن سيمثل تيارهم، ومن سيكون زعيماً لهم ويقود تحركهم، ومن ثم يدخلون في حوار ثانٍ مع المُعارَضة ليتوافقوا معها على ما يطرح على طاولة حوار المُعارَضة من السلطة.

ما يحدث هو ليس صدفة فتوالد اللجان لتضييع الوقت وتأخير تنفيذ أي إصلاحات بحجة الدراسة والمتابعة والمروالاستشارة والاطلاع على تجارب الآخرين وغيرها من الأسباب لتهرب من تنفيذ الجانب الحقوقي، فإن فكرة توالد المعارضات هي الأخرى طريق مهم لإيجاد العقبات وتضييق الخناق في ظل خلق الأزمات وتعقيد المشهد لإبعاد أي حل سياسي ممكن مع وجود تشتت وتشرذم مختلق داخل المجتمع يجب أن يحل أولاً قبل أي حل سياسي

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3458 - الجمعة 24 فبراير 2012م الموافق 02 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 36 | 1:33 م

      هؤلاء !!

      سواء معارضة المعارضة أو معارضة معارضة المعارضة، هؤلاء لا مطالب لهم أصلاً إن إتفقوا أو إختلفوا، هؤلاء لهم مطلب طائفي واحد فقط و هو.......أكمل الفراغ.

    • زائر 35 | 9:11 ص

      في المطار

      ياليت قراءة الخبر في الجريدة الاخري لي يتبين لك لا وجود لمُعارضَةُ مُعارضِة المعارضة

    • زائر 34 | 8:30 ص

      To the point!!!!!

      Hani Al Fardan
      In English they say "You hit the nail on the head! اي اصبت كبد الحقيقة

    • زائر 33 | 6:24 ص

      أخي هاني النظام يبحث عن مخارج لا حلول واضح

      أخي أعتقد أن واقعنا اليوم يبين بوضوح أن نظامنا السياسي يبحث عن مخارج للأزمة الراهنة ولا يبحث بأي حال من اللأحوال عن حلول لا شكلية ولا جوهرية. المخرج اليوم لممكن سياسة بريطانيا العتيدة " فرق تسد " ولكن السؤال الأهم إلى متى ستنجح هذه السياسة؟ وإلى متى ستتجاهل السلطة حجم المعارضة الشعبية المتنامية؟ اجزم أن السلطة ستندم يوما ما كما ندم الآخرون ولكن عندما لا ينفع الندم. والسلام

    • زائر 32 | 6:23 ص

      تقف السيارة عند نفاذ الوقود

      كل هذه المعارضات الشكلية اما دفاعا عن مصالح شخصية او لأن القود الذي يحركها ما زال يصب في محرقاتها.
      لكن الاحداث أثبتت انهم دمى لا قيمة حقيقة لها على ارض الواقع سوف تنتهي صلاحيتها عندما تنضج الطبخة من قبل صانع القرار

    • زائر 31 | 6:00 ص

      يابن الفردان... اجبت فأصبت

      كما عودتنا في مقالاتك من قوة طرح وحجج دامغة لا يشوبها لبس ولاغموض فهاأنت تتألق من جديد فسر الى الامام فجمهورك في ازدياد.

    • زائر 30 | 5:02 ص

      المصيبة الاعظم

      توالد المعارضات مصيبة ومعضلة ولكنها تبقي بين المعارضات المتوالدة... الحقيقة المثال بنعجة دولي في الصميم

    • زائر 29 | 4:48 ص

      شكرا لك استاذ هاني

      هذا المقال يغني عن عشرات المقالات لتشخيص الواقع على الأرض و ليكشف الطرق الحمقى التي يراد بها تضييع الوقت.

    • زائر 28 | 3:51 ص

      ماذا يريدون بالضبط

      نحن حددنا مانريد

    • زائر 27 | 3:27 ص

      مطالبهم واضحة بس انتو ماتفهمون,,,,

      1-ارجاع الأراضي المسروقة
      2-محاسبة المفسدين
      ....
      ...
      ..
      .

    • زائر 26 | 3:22 ص

      فعلا: مُعارَضَةُ «مُعارِضَةِ المُعارَضَة» وقريبا ... معارضة مُعارَضَةُ «مُعارِضَةِ المُعارَضَة» وبعدها معارضة معارضة .......

      معارضة المعارضة هي ليست معارضة كما ذكرت سابقا
      إذا هذا التضخم لا يحدث إلا عندما يكون المرض خبيثا
      .
      شكرا على هذا المقال الرائع

    • زائر 25 | 3:03 ص

      صناعة حكومية

      صنعوا لضرب المعارضة
      ومع ذلك ... الحراك مستمر على الارض و المطالبة بالعدالة و تساوي جميع المواطنين بالحقوق و الوجبات هو الذي سينتصر في النهاية

    • زائر 24 | 2:59 ص

      MHDWI@

      أفضل ما فعلوه أنهم تملّصوا من مسمى يحمل دلالاا عظيمة وهو (الوحدة الوطنية)

    • زائر 23 | 2:40 ص

      موضوع شيق وحلو واصاب الهدف

      اي والله هؤلاء لا يفقهون الف باء السياسة والعمل السياسي.

    • زائر 22 | 2:33 ص

      لايصح الا الصحيح

      هؤلاء معارضة غير صحيحة فنهايتها غير صحيحة لاجل الكرسي والمال

    • زائر 21 | 1:47 ص

      في الصميم

      في الصميم

    • زائر 20 | 1:35 ص

      ياستاذ هاني

      ملوك الكلام ملوك ياستاذ هاني لك الشكر والتقدير

    • زائر 19 | 1:32 ص

      إذا جعل الانسان ربه من اهون الناظرين هذه النتجية

      كل هذا من اجل ان لا يحصل هذا الشعب المسكين على اقل حقوقه وكرامته. البعض يوغل في الظلم من دون وارزع ديني او اخلاقي

    • زائر 18 | 12:41 ص

      ألم يكن البرلمان حرام عندهم

      قتل ابنائنا ورملت النساء وسجن الالاف من أجل البرلمان الدي كانوا يسبوننا وينعتونا بأبشع الصفات ولكن كنا نقول اخوان الى الابد وحصلوا على البرلمان بسبب دمائنا وسنقدم لهم الديمقراطية بدمائنا ودعهم في عبوديتهم نائمين

    • زائر 17 | 12:36 ص

      الأخ المُعترض "هاني"

      قُم بعرض إعراضك عن إعراض المُعارضة بخطٍ عريض في معرض العروض المعروضة

      و ستكتشف يا أخ عزيزي بأنّنا جميعاً ... عُرضةً للتعرّض!!

    • زائر 16 | 12:36 ص

      من الضحيه ياهاني اليس هو الوطن

      عندما تريد ان تعوم امر تدخله في متاهات صعب الخروج منها فان لم يخرج منها ضاعت السالفه وان تاخر في الخروج منها هم ضاعت السالفه لان الزمن ليس بجمل ننوخه وقت نشاء ونزجره وقت نشاء ربما هذه اللجان ستخرج بصيغ حل مفيده وان لم تكن جذريه ولكن بعد فوات الاوان وبعد تفاقم المشكله وهذا ما قلناه ونبهنا له قبل سنه ولكن عمك اصمخ.الوضع الى مزيد من التعقيد البلد الى مصير مجهول فمتى نفيق من غفوه نأمل ونرجوا ان لاتكون غفوه موت سريري يسحل جسد الوطن الى ان يضمحل ويتلاشى.......ديهي حر

    • زائر 15 | 12:36 ص

      قال المتنبي

      لا تشتري العبد الا والعصى معه ان العبيد لانجاس مناكيد وأنا اقول الحمد لله على الحرية حتى لو كنت آكل حسك السعداء وانا حر وكما قال الحسين لقد ولدتكم أمهاتكم أحرار

    • زائر 14 | 12:26 ص

      اللجان ...... و غيرها ....... منشأها

      المثل القائل : فَــرِّقْ تَــسُـــدْ.............

    • زائر 13 | 12:23 ص

      بن طوق

      كلها لعبه ياهانى الاصلاحات لاتحتاج حتى لبسيونى من الاساس

    • زائر 12 | 12:13 ص

      نرفع لقلمك القبعة يا استاذ

      وانا اقرا تذكرت للعبة نلعبها وهي تكرار جملة بطتنا بطت بطن بطتكم

      مساكين مو عارفين وش يبغون

      الستار الله ما نشوف بعد معارضة معارضة لمعارضة المعارضة

      دمت ودام قلمك

    • زائر 11 | 12:02 ص

      روعة

      في الصميم ياخوي يولد الفردان

    • زائر 10 | 11:51 م

      المعارضة

      الرجاء احترام عقول البشر : نعم هناك الوفاق وهى تمثل شارع له ثقله اما بقية الشلة فكلهم جمن واوى فلن تكلم بلغة مفهومة اما تريد ان نصدق ان ذلك البطل المتنطنط من خبز الى حزب هو وزوجته وتريد ان تسميه معارضة فذلك هو شانك وانت حر في ما تقول

    • زائر 9 | 11:47 م

      لعبة مألوفة

      إنها معارضة مصنعة .. مخصصة للمرحلة الحالية وقد إلفنا صناعة جمعيات مصنعة لمواجهة حراك منظمات المجتمع المدني .. لعبة قديمة .. سمجة .. فما الجديد يا أستاذ هاني ؟

    • زائر 8 | 11:31 م

      أبو زينب

      شكرا يا هاني على هذا المقال فهو من أفضل المقالات التي أطلعت عليها اليوم في الوسط وجميع الجرائد المحلية فهو أصاب الواقع المر الذي نعيشه في قلبه-

      شكراً لكم

    • زائر 7 | 11:08 م

      المرض معروف والعلاج معروف.. أما سياسة وين أذونك والتمطيط، فالضرر أكبر والمرض قد يأخذ بالحسم إلى لا علاج (لا قدر الله)..

      ما يحدث هو ليس صدفة فتوالد اللجان لتضييع الوقت وتأخير تنفيذ أي إصلاحات بحجة الدراسة والمتابعة والمروالاستشارة والاطلاع على تجارب الآخرين وغيرها من الأسباب لتهرب من تنفيذ الجانب الحقوقي، فإن فكرة توالد المعارضات هي الأخرى طريق مهم لإيجاد العقبات وتضييق الخناق في ظل خلق الأزمات وتعقيد المشهد لإبعاد أي حل سياسي ممكن مع وجود تشتت وتشرذم مختلق داخل المجتمع يجب أن يحل أولاً قبل أي حل سياسي..

    • زائر 6 | 11:02 م

      كلام في الصميم

      نشكر الكاتب على هذا المقال

    • زائر 5 | 10:28 م

      good morning

      as we know in a humans ruls we work to improve our life not to sapport the government side

    • زائر 4 | 10:24 م

      لاجدية في الاصلاح فمالمطلوب ؟؟

      لاجدية في الاصلاح وعلى المعارضة الحقيقية تدبير أمرها والتفكير في الية عملها واسلوبه ولتعتمد عنصر المفجأة بما هو جديد

      الكل أدرك وايقن ان لاجدية في الاصلاح

      فلا حاجة الى اضاعة مزيد من الوقت وانتظار نتائج اللجان والوعود
      خلق كيانات باسماء مختلفة تأتي ضمن الالتفاف وضرب كل تحرك مطلبي

      فاليدرك من اتخذ اداة لضرب الحركات المطلبية ذلك وليفيق بانه هو الاخر مستهدف والمسألة مسألة وقت ليس الا والتاريخ يعلمنا

      هل يفيق النائمون ومن القي بهم في نار الصراع؟

      تداركوا أمركم الامر

    • زائر 2 | 10:09 م

      مالك حل يالفردان

      أصبت كبد الحقيقة

    • زائر 1 | 8:50 م

      بصراحة أنا راح احسد الوسط

      والله مالك حل ياولد الفردان جبتها في الصميم و خليتهم حالته حاله صدق انك بلاوي

اقرأ ايضاً