أفاق الصبح باكراً ساعة شروق الشمس، وكان خياله طويلاً جداً، فساورته نفسه بأنه سيستطيع اليوم أن يصطاد جملاً. بعد شروق الشمس بساعتين أحس أن خياله بدأ يقصر، فقرر الاكتفاء بغزال، وعند انتصاف الشمس في كبد السماء، صار خياله بطول جسمه فقط، عندها قرر أكل العنب فقط. فهل تعرفون من هو؟ إنه الحيوان «ابن آوى» أو «الواوي» كما يسميه أهل الخليج والشام.
والجمع الصحيح لغوياً لابن آوى هو «بنات آوى»، و يُطلق عليه الشغبر (Jackal) ويضم أربع فصائل صغيرة ومتوسطة الحجم تنتمي لعائلة الكلبيّات والتي تتواجد عادة في إفريقيا وآسيا. ويتشابه دور ابن آوى البيئيّ بدور ذئب البراري حيث يعتبر كل منهما قماماً (أي آكلاً للجيف) ولذا فهو صديق الجيفة أينما توجد يعيش منها وعليها. وتتجمّع بنات آوى في قطعان صغيرة في بعض الأحيان لتقمم جيفة كبيرة مثلاً، ولكنها حتى بلا أوامر جمعية عليا عادةً ما تصطاد وحدها أو في أزواج.
وتعتقد بعض الشعوب التي يعيش بينها «ابن آوى» أنه نحس ونذير شؤم دائماً، ولذا يتم الربط بينه وبين الموت بسبب حبه للجيف وتسكعه قرب المقابر على أطراف القرى والمدن ليلاً وأكله للجيف بها. فهو لا يترك حتى الجثث ترتاح في قبرها رغم أنها أضحت بلا روح، بل يستخرجها عنوة بعد دفنها ويفترسها ممثلاً بها أشد تمثيل لأنه يحمل نفسية «كلبية» متوحشة وقذرة. بالإضافة لافتراسه المواشي والدواجن المريضة التي كان يهجرها أصحابها أو يطلقوها في البرية. لأنه جبان أساساً فهو لا يستقوي إلا على هذه الكائنات الضعيفة. أفلا تكون هذه الحيوانات جالبة للشؤم والموت؟
أضف إلى ذلك، أن «بنات آوى» كالبدو، فهي بجانب كونها حيوانات سريعة فهي كثيرة التنقل والترحال، وهي كبعض البشر حيوانات ليليّة لا تنشط إلا في فترتيّ المساء والفجر في الهجوم على الآخرين! ولأنها تعيش قرب الجيف ولا تتقوى إلا على صغار الحيوانات فتفترسها في غفلة منها؛ فإنها تقوم بترسيم الحقول الخاصة بها بمادة قذرة وهي (البول والبراز) منعاً لمنافسة الآخرين لها. وقد استفاد من طريقتها هذه بعض البشر اليوم ضد منافسيهم.
وسبحان الله ما أقرب تصرف «ابن آوى» وشؤمه من بعض البشر. فلو رفعنا اسم «ابن آوى» من الحديث ووضعنا بعض بشر اليوم أمام تصرفاتها لم اختلف الوضع كثيراً. فحولنا أناس اليوم بهم الكثير من صفات «ابن آوى» حتى صارت حياته تعتمد على مصائب وأحزان الآخرين وإن كان ما يحصل عليه لهو مجرد «جيف» يبقى يقتات منها طوال عمره بعد أن أدمن التسكع قرب المقابر والاسترزاق من دموع الأمهات الثكالى والزوجات الأرامل والأبناء اليتامى. وانظر حولك لترى الكثير من الأقزام الذين يحسبون أنهم عمالقة في إنجازاتهم الورقية إلا أنهم مازالوا يقفون عند ساعة شروق الشمس ولم يتعلموا حتى من «ابن آوى» أن ظلهم وهمي لا أساس له كما تؤكد ذلك شمس الله التي توضح حقيقة حجمهم الطبيعي دون الظل الوهمي الذي حسبوا أنه السبب في عظم وضعهم وما يتصورون. ولله في خلقه شئون لمن يعلمون ويتعلمون ويتعظون لـ «كلبية» «ابن آوى» يتجنبون.
فيا بنات آوى من البشر، وعذراً للنساء لصيغة الجمع الذكورية هنا، عودوا لطبيعتكم الإنسانية واخلعوا جلد «ابن آوى» الحيواني عنكم وارجعوا لكينونتكم الآدمية ولا تركنوا لظلكم في الشمس فهو زائل لا محالة مهما طال قياسه، وإنكم في نهاية المطاف ستأكلون العنب حتماً لكن وهو حامض.
مقطع أخير: في صحراء «كالاهاري» بإفريقيا، هناك نمر لم ينسَ ما فعله «ابن آوى» بصغاره قبل سنة، وحان موعد الانتقام، وفي لحظة القصاص وقعت أنثى «ابن آوى» في قبضة النمر السريع وحدث ما حدث. أنصحكم بمشاهدة الموقف، لكن النوم للصغار مبكراً أفضل
إقرأ أيضا لـ "محمد حميد السلمان"العدد 3458 - الجمعة 24 فبراير 2012م الموافق 02 ربيع الثاني 1433هـ
نعم الامثلة لمن القى السمع وهو شهيد
البعض استحل منا كل حرمة حرمها الله ورسوله ثم يقولون نحن مسلمون
بماذا اوصى النبي وركز في حجة الوداع؟ لقد ركز على حرمة الاموال والاعراض فيما بين المسلمين ولكن ما نراه على ارض الواقع هو تصرف لغير مسلم وغير انسان.
وقد لجأ البعض الى تبرير ما يقوم به ان يخرجنا من ملة الاسلام وهل على كيف اي شخص يدخل ويخرج من يشاء في دين الله حتى يجد مبررا لسرقة وظيفة ومنزل ومال وحلال اخيه المسلم
كثر هم
الحمد لله حين اشرقت الشمس وبانت لنا نفسياتهم فقد كانو يعملون فى الظلام للفتك بنا
يبن السلمان نحن زمان كثرت فيه العبر وقل المعتبر
صور وملامح لمن يعيش ويقتات على هموم ومصائب غيره المهم يقبض المقسوم ولو كان فتات ومن يقبل بلفتات فهو من عبيد الدنيا لا من اسيادها معاهد ربه ما ياكل فرش ابدا كأبن اووى لا يستسيغ الامضغ المتعفن من الجيف ولاتطيب خاطره الا رائحة الجيف التي تزكم انوف الاخرين ومن جبنه تراه يستقوى على ضعفاء الخلائق ويتوارى عند حضور الاقوياء.............ديهي حر