قد تكون هي المرة الأولى في تاريخ منتخبنا الوطني الأول لكرة اليد أن يتواصل على مدار عامين ونصف في مشاركات خارجية ومعسكرات غالبيتها في أوروبا منذ أكتوبر 2010 حتى فبراير/ شباط 2012، بدء من الإعداد للمشاركة في تصفيات بيروت المؤهلة لكأس العالم انتهاء بالمشاركة في تصفيات جدة المؤهلة لكأس العالم.
ما أوجد هذا التواصل الفريد هو تأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم لأول مرة في تاريخه، وبعد الإعداد للتصفيات جاء الإعداد للمونديال وبعد ذلك الإعداد للتصفيات التالية من جديد، وبما أن المنتخب الوطني لم يتأهل لكأس العالم المقبلة، هل سينتهي زمن الود والتواصل، بالتأكيد لا أحد في شارع كرة اليد يتمنى ذلك.
المشكلة التي تحدث عنها رئيس اتحاد اليد علي عيسى في المؤتمر الصحافي الأخير بشأن إمكانية تعاقد الاتحاد مع مدرب في فترة التعاقدات المعروفة خلال الصيف المقبل في ظل انتهاء عمر مجلس الإدارة الحالية بعد دورة الألعاب الأولمبية بلندن، واقع يحتاج إلى حل أو بالأحرى يحتاج إلى قرار واضح من قبل اللجنة الأولمبية البحرينية.
ما وصل له المنتخب الوطني في الوقت الحالي من مستوى ليس نتيجة لوجود الكفاءات الفنية (اللاعبون) فقط، بل نتيجة المشاركات الخارجية المتواصلة في الاستحقاقات الإقليمية والقارية والدولية بالإضافة إلى المعسكرات الخارجية والاحتكاك برواد اللعبة في أوروبا، وهذا العمل الطويل سيتأثر بشكل كبير في حالة التوقف، ففي ذلك نسف للجهود التي بذلت.
لا يجب أن تكون فترة الانتخابات المقبلة عائق أمام التعاقد مع مدرب على مستوى عال قادر على إحداث نقلة فنية في المنتخب، ولا يجب أن تتوقف المعسكرات الخارجية، والأهم من ذلك، إذا كانت ليس أمام المنتخب استحقاقات إقليمية وقارية من الآن لمنتصف العام المقبل، لابد وأن يخلق الاتحاد سواء الحالي أو المقبل فرص المشاركة في البطولات الدولية الودية في أوروبا أو دعوة منتخبات لبطولة تقام في البحرين على سبيل المثال لا الحصر في فترة إعداد المنتخبات لكأس العالم.
وصل المنتخب الكويتي منذ بداية العقد الماضي حتى 2008 إلى أفضل مستوياته الفنية، وذلك بسبب تواصل المنتخب دون توقف بالمشاركة في البطولات الدولية الودية بخلاف القارية وخصوصا أن المنتخب في تلك الفترة لم يتوقف عن التأهل لكأس العالم، ما حدث في العامين الماضيين من إشكاليات في الرياضة الكويتية أدت لتوقف مشاركاتها وأعادها سنوات طويلة إلى الوراء.
الإعداد للتصفيات المؤهلة لكأس العالم في قطر العام 2014 يجب أن يبدأ منذ الآن وليس بعد انتهاء موسم 2012/2013، التفكير بغير هذا المنطق جرم في حقل الجيل المتكامل الذي تمتلكه كرة اليد البحرينية على مستوى المنتخب الاول في الوقت الحالي، والفرصة ستكون أكبر للتأهل لأن البطولة ستقام في القارة، وبالتالي ستكون المقاعد المؤهلة 4 وليس 3، وإن كانت 3 فالمنتخب أهل لها.
قدمت اللجنة الأولمبية البحرينية في الآونة الأخيرة دعما كبيرا للمنتخب الوطني وللمنتخبات السنية أيضا، وهذا ما كان موجودا في سابق، وهذا الدعم يجب أن يتواصل في المرحلة الحالية، ومعنى الدعم الآن التأكيد على استمرارية المنتخب الأول، على الاتحاد الحالي أو الاتحاد المقبل أيا كان رئيسه وأعضاؤه، فالعمل الذي تم يجب البناء عليه لا البدء من جديد.
استمعت لآراء المعنيين في نادي توبلي بشأن رفض اللعب أمام الاتحاد في دوري الدرجة الأولى لكرة اليد قبل أيام، ولم أجد المبررات كافية لاتخاذ قرار رفض اللعب على تأخير لمدة 15 دقيقة، وعلى رغم احترامي للمبررات إلا أنني أرى بأن القرار غير موفق
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 3457 - الخميس 23 فبراير 2012م الموافق 01 ربيع الثاني 1433هـ