العدد 3457 - الخميس 23 فبراير 2012م الموافق 01 ربيع الثاني 1433هـ

هيئة شئون الإعلام وميثاق الشرف

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

فيما وقعت هيئة شئون الإعلام اتفاقية مع شركة استشارية لإعداد ميثاق شرف للإعلام المرئي والمسموع، أصدرت «لجنة حماية الصحافيين» في نيويورك تقريراً عن تدهور حرية الصحافة إلى أدنى مستوياتها في البحرين.

قبل أسبوع، أعلن عن منع دخول أكثر من خمسين صحافياً وإعلامياً أجنبياً، وصدرت شكوى عن دخول مئة صحافي آخر قاموا بـ «قلب الحقائق» عن البحرين. فنحن من الدول النادرة التي تتآمر عليها كل الصحف والفضائيات ووسائل الإعلام الأجنبية، فهي لا ترى في العالم غير هذه الجزيرة الصغيرة التي لا تكاد تظهر على الخريطة.

هيئة شئون الإعلام التي انتقد أداءها بسيوني، والتي يأخذ عليها الكثيرون أنها لم تغير من سياستها شيئاً، أعلنت عن توقيع اتفاقية لإعداد مشروع ميثاق شرف إعلامي، يقوم على «توحيد مفاهيم وسلوكات الأداء والحوار والتواصل الإعلامي، على أساس المبادئ والقيم المهنية»، باعتباره من «المبادرات الاستراتيجية للهيئة للارتقاء بجودة الأداء الإعلامي وتشجيع احترام الحرية الإعلامية المسئولة والالتزام بالمبادئ والقيم المهنية»!

الكلام المنمّق والتنظيرات البنفسجية لا تغيّر من الواقع المرّ الذي تعيشه الصحافة والإعلام... ومصير مثل هذه المشاريع الورقية أن تستقر فوق أحد الرفوف. هل نسيتم الحفلة الكرنفالية لجمعية الصحفيين قبل أسابيع لتوقيع ميثاق الشرف الصحافي؟ ألم يُركن ذلك «الشرف» على الرف؟

«لجنة حماية الصحافيين» في نيويورك وثّقت في تقريرها تعرض 92 صحافياً بحرينياً لمضايقات وتهديدات واعتقالات العام الماضي، من بينهم 46 صحافياً في وسائل الإعلام المطبوعة، و22 مصوراً صحافياً، و15 مراسلاً صحافياً لمواقع إلكترونية، و9 صحافيين من العاملين في الإذاعة والتلفزيون. وهي أرقامٌ غير مسبوقةٍ في تاريخ الصحافة على مستوى الخليج، إن لم يكن على مستوى بلدان الربيع العربي.

«لجنة حماية الصحافيين» لم تكن متحاملةً أو متآمرةً على البحرين، وإنما جاء حديثها ضمن تقريرها الخاص بـ «الاعتداءات على الصحافة في دول العالم خلال العام 2011». وهي لم تكشف سراً حين أشارت إلى تعرض الصحافيين البحرينيين لاعتداءات وإساءة معاملة وقطع أرزاق واعتقالات. بعض هؤلاء الزملاء كتب عن قصة معاناته بالتفصيل، وقليلٌ منهم انكمش على نفسه، ولكن أكثرهم حوّلته المحنة إلى صاحب موقفٍ صلبٍ في الدفاع عن آرائه السياسية. فحين تجوّع إنساناً وتمنع اللقمة عن فم أطفاله، فلا تنتظر منه الصمت.

الصحافي كائنٌ مغرّدٌ بطبيعته، يقتله الصمت والركون في الظل، ومن حسن حظّ هذا الجيل الذي تعرّض للقمع، أن التكنولوجيا فتحت له أبواب التعبير بسقفِ حريةٍ عالٍ لم يكن متوفّراً في الصحف الخاضعة للرقابة الذاتية والقمع الخارجي. ومن لم يتسع له حضن «الفيسبوك» اتسع له صدر «التويتر»، الذي لا يخلو من الطائفين والعاكفين والمغرّدين 24 ساعة في اليوم.

التقرير أشار إلى استهداف الصحافيين المحليين والدوليين على حد سواء، وتعرض صحافي من قناة «أيه بي سي» الأميركية للضرب وصودرت كاميرته، أسوة بزميلنا المصوّر محمد المخرق. كما تعرض صحافيان من «نيويورك تايمز» لإطلاق نارٍ من مروحية إبان الأحداث، واحتجز فريق «سي إن إن»، وفصل الصحافي محمد جمجوم الذي يعمل معها بسبب تغطيته للاحتجاجات، فضلاً عن طرد عشرين صحافياً ومراسلاً لقنوات تلفزيونية كبرى أو منعوا من الدخول.

البحرين ليست بحاجة إلى إبرام مزيد من الاتفاقيات ومواثيق الشرف... إنما هي بحاجةٍ لتسمع وترى وتتنفس... وتصحّح الأخطاء

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3457 - الخميس 23 فبراير 2012م الموافق 01 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 6:13 ص

      لن يتغير شيئ

      وأكبر دليل على ذلك هو انتفاخ خدود كل الكوادر الي تطل على الشاشه منذ سنه وحتى الآن لم ولن تتغير بل بالعكس تحس بتبجحها على القانون وعلى لجنة بسيون بمجرد ظهورها على الشاشه لتقول للكل ها نحن موجودوون رغم انف الكل وبسيوني فوقهم !!!

    • زائر 11 | 3:50 ص

      قليل من الإنصاف يا سيد!!

      لماذا تنكر أن هناك صحافياً في قناة عربية مقيم في البحرين ويزاول مهنته من دون مضايقات أو تحرشات وهو ينقل الحدث من قلب الحدث بحرية ونزاهة بل وتحت حراسة الشرطة وقوات مكافحة الشغب ألا يدل هذا على حرية الصحافة؟ وحب الصحافيين والمحافظة على أرواحهم ونزاهة كاميراتهم لنقل الواقع كما هو؟!!

      علينا أن نكون حيادين في الطرح سيد ونسمي الأمور بأسمائها وهذه القناة العربية الخليجية بصحفيها الفذ المبدع المحايد المهدد في حياته خير دليل على صحة التقرير!! أقصد خطأ التقرير مسامحة فاطس من الغازات!!

    • زائر 10 | 3:00 ص

      إلى من يستسيغ مواثيق ... ترلّلي !

      مواثيق الشرف يجب أن تقوم على عناصر روحية ومعنوية تعلي من شأن المثل العليا والأخلاق الفاضلة .سرحوا الطرف وانظروا ما أخرجته " كم المواثيق"عندما أستأسدت غرائز الدنيا وأسرفت المطامع وتحجّرت الضمائر، دعوة للتمعّن في حيثيات الإتفاقيات والمواثيق المترعة بسموم المآرب والغايات ؛لإستساغة الظلم . هنا يؤجج " الحرص" جذوة في طلب الحق وإيقاف الإلتواء . وتحياتي لكم ... نهوض

    • زائر 9 | 2:45 ص

      وبعضهم قتل

      وبعض الصحفيين اعتقلوا وعذبوا وبعضهم قتل تحت التعذيب في السجون

    • زائر 7 | 1:32 ص

      الصبر تعب منا

      كل يوم نسمع عن ميثاق شرف والله يا سيد تعبنا من الاستهتار والضحك على عقولنا ومشاعرنا

    • زائر 6 | 1:09 ص

      لا قيمة لوجود القيم والمواثيق على الورق

      لو كتبت وألّفت آلاف الصفحات وآلاف الكتب وأعددت الكثير من المواثيق كتابة ودراسة وتحليل ما لم تطبق على الواقع
      فهذا قرآن المسلمين يوجد به أفضل وانقى وأطهر واسمى كل القيم والنصائح والهداية الربانية والتشريعات السماوية ولكن للاسف ان الغالبية العظمى من المسلمين ليس لهم من القرآن الا
      التبرك بوضعه على الرفوف وأفضلهم يلون صوته
      وحنجرته بجمال بديع آياته ولكن في التطبق اليومي
      والحياتي لا يوجد شيء منه.
      لذلك اي مواثيق شرف او غيرها لا قيمة لها على ارض الواقع ونحن نعيش واقعا طائفيا مقيتا

    • زائر 4 | 11:49 م

      ميثاق الشرف

      بدون شرف
      مثل الكذب يحلف بين الكلمة و الاخرى

    • زائر 3 | 11:29 م

      واقع عصي على التغيير

      قديماً يقولون لقد أسمعت لوناديت حياً ، اخي الكاتب يقول أهل المنطق أن فاقد الشئ لايعطيه ، ولاشك أن الشرف من أعز الأشياء وفقدانه مشكلة بل كارثة

    • زائر 1 | 10:15 م

      يحتاجون لحزام شرف وليس ميثاق

      حزام الشرف كان يستخدمه الرومان و بالبحث بقوقل ستعرف لماذا يستخدم و هكذا الاعلام هنا لا يحتاج لثقيف او تشريعات وانما حزام شرف

اقرأ ايضاً