البيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمدنية، في كل بلدان العالم دوماً في تطور ونماء، أما في بلداننا العربية مصابة بالجمود والشلل العام وكأنها متوفية سريرياً. كل المجتمعات تطالب بالتغيير وتطوير البيئات المشار إليها في المقدمة، بينما في بلداننا تحكمنا عقول سياسية راكدة لا تقبل التغيير وما أن تطالب بحقوقك المدنية والسياسية الذي ينص عليها العهدان الدوليان تقذفك الخونة للبلاد بالخيانة!
الزمرة التي تتهمك لا تريد أن تخسر مميزاتها التي اعتاشت عليها مقابل الهوس السياسي والنفاق الاجتماعي مقابل شقشقة مقالات متناثرة في صحف مخصصة لتلميع الأنظمة السياسية القائمة.
من منظورنا السياسي المتواضع، لا يمكنك تغيير رأي شاب في ظل الزوبعة والعهر السياسي المتداول، بتغيير مفهومة عن مشاكل البلدان العربية مع أنظمتها، وليس باستطاعتك أن تقنعه بأن الظروف الإقليمية والجيوسياسية تختلف من بلد لآخر.
كوني أجالس المثقف والطالب المتعلم وبعض السياسيين والأكاديميين ووجهاء القوم والشباب، فيمكنك إقناع بعض السياسيين برأيك ويمكنهم تقبل رأيك، إلا أن الشباب الذي يطالب بالتغيير يرفض الانصياع لآراء السياسيين ولا يقبل الاستسلام ، فضلاً عن أنه لا يقبل أن يبيع ضمير الأمة مهما كلفه من تضحيات.
هذا الشباب الواعد تسلح بالشجاعة والثقافة السياسية المتنوعة محلياً وعالمياً، فتراه في كل محفل يسلك جادة الحق بين منطقة وأخرى، متسلحاً بأهداف سامية وغايته تحقيق العدالة والمساواة للجميع. حاولت التحدث معهم عندما تجمعنا مناسبات دينية أو سياسية، تراه يقنعك قبل أن تقوم بتفسير رأي سياسي في ظل الظروف الجيوبوليسياسية. هذا الشباب فكره لا يقبل الاضطهاد، رافضاً الظلم والتمييز الحاصل عليه في شتى المجالات كما يدعون، متسلحاً بالقيم الدينية ولديه بوصلة فكرية متصلة بالله، ويزجك في أحاديث وآيات قرآنية تبرر ما يقوم من أفعال.
حاولت أجول في تفكيره السياسي وما يحمل في ثناياه من مطالب، فتوصلت بأنه يمتلك عزيمة لتغيير الواقع المتخلف سياسياً، الذي عاشه آباؤه وأجداده، وأنه لن يتراجع عن مطالبه المحقة التي كفلتها الشرائع السماوية - الدين - والقوانين الوضعية والدستور.
استخلص كتحليل اجتماعي وسياسي، بأن كل الفئات العمرية تعي حقوقها ومطالبها وتريد تطبيقها على الوضع السياسي الذي قد تغير في ظل هبوب الربيع العربي، فالجميع يتنفس سياسة من الطفل الصغير إلى الشيخ الكبير ومن أصغر فتاة إلى الأم العجوز حتى صرت أفكر كيف تغير المجتمع بهذه التلقائية السريعة، ولماذا ارتبطت الشعوب العربية جمعاء بالحقوق السياسية والمدنية والاجتماعية.
كذلك استنتجت بأن الشعوب العربية، ولاسيما المحلية تفهم ما يدور حولها، وَمَن البلدان ضدها وأي الآراء السياسية يمشي في ركبها، ولماذا تتكالب عليها بعض الدول ولا تنصفها حقها، ولديهم من التنظيرات والتحاليل السياسية ما يغذيك فكرياً ككاتب أو كمحلل سياسي.
لا أبالغ القول إن قلت بأن هذا الشباب الصاعد، لديه إبداع وتفكير سياسي يعادل كل السياسيين المحنكين والمخضرمين محلياً. لذا لا نريد من القنوات الفضائية تحليل قضايا أممنا خارجياً، ووقف المكائن الإعلامية المحرضة على الشعوب، حتى لا يخسروا وقتهم وجهدهم الثمينين، كونهم لا يضيفون تحليلاً دقيقاً صادقاً أميناً لهذه الأمة
إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"العدد 3457 - الخميس 23 فبراير 2012م الموافق 01 ربيع الثاني 1433هـ
تحليل وتحقيق واقعي
مجالستك للجميع يا دكتورنا المحترم يزيد في ثقافتك الاجتماعية ويلامس الواقع المفترض تحليله بدلا من التحليل السياسي الذي يعتمد على الغرف المغلقة والواقع الأمني .. نعم نحتاج أن نفهم الشباب وأفكارهم وتطلعاتهم لكي نستطيع أن نساعدهم على بناء مستقبلهم .. بارك الله فيك يا دكتور أحمد
لا تعليق يعلوا على مقدمتك
البيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمدنية، في كل بلدان العالم دوماً في تطور ونماء، أما في بلداننا العربية مصابة بالجمود والشلل العام وكأنها متوفية سريرياً. كل المجتمعات تطالب بالتغيير وتطوير البيئات المشار إليها في المقدمة، بينما في بلداننا تحكمنا عقول سياسية راكدة لا تقبل التغيير وما أن تطالب بحقوقك المدنية والسياسية الذي ينص عليها العهدان الدوليان تقذفك الخونة للبلاد بالخيانة!
مقال شبابي
خلاصة المقال اخرفقرة، طبعا لا نحتاج محللين منافقين وغير امينيين لهذه الامة التي تفهم مصالحها
استاذي صباح السعاده يا صاحب السعاده
مشكلتنا يا استاذ اننا في البحرين نملك ما لا تملكه اي من دول المنطقه وحتى من يدعي انه سبقنا بلتطور والتعليم وضع البحرين مغاير لدول المنطقه وكل دول الجوار وهذا بشهاده كل من قراء البحرين صح شعب عنده التخلف عيب شعب عنده الاميه معدومه شعب لايمكن ان يباع او يشترى في سوق من اسواق العهر السياسي كما ذكرت شعب قوته في تنوعه ووعيه شعب قدم ويقدم اعز مايملك ليعيش بكرامه وعز ربما الشعب الواعي يدفع ضرببه وعيه سابقا اما في زمن التحديات الصعبه في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين فلوضع مختلف تماما..ديهي حر
الامل والطواغيت
هم الامل وهم من يحطمون كبرياء الطواغيت الغرب