لعل من بين الأمور المهمة التي شهدها دوري فيفا لكرة القدم الموسم الحالي الإيقافات الكثيرة من قبل لجنة الانضباط التي طالت اللاعبين والإداريين والمدربين بعد خروجهم عن النص في الكثير من الأحيان.
اعتدنا على سلسلة الإيقافات التي تطال اللاعبين، لكن ما يلفت النظر إيقاف المديرين والإداريين إضافة إلى المدربين، فأعتقد أنه أمر غير مقبول إطلاقاً، فهؤلاء لابد أن يكونوا قدوة للاعبين لأنهم يتعلمون الالتزام والانضباط منهم.
مقاعد البدلاء تحولت إلى «فوضى» عارمة من جميع الأطراف، والجميع يتجهون لطرف واحد وهو طاقم التحكيم الذي يكون الضحية الأولى، وعلى رغم أن الحكام «بشر» وغير معصومين من الأخطاء إلا أن الجهازين الفني والإداري إضافة إلى اللاعبين الذين يشنون حرباً عليهم (الحكام) حتى وإن كان اللاعب هو المخطئ.
الكثير من الأندية يمتلكون كوادر إدارية وفنية ناجحة تكون ملتزمة بعملها لأبعد الحدود، وترى اللاعبين يسيرون على خطاهم، فعلى سبيل المثال هناك مدرب البسيتين خليفة الزياني الذي يعتبر فخر للمدربين بسلوكه وتدريبه، فلم نره يتفاعل ويخرج عن النص حتى وإن كان فريقه «مظلوما»، فأسلوبه يجعل فريقه يسير على خطاه وهو أمر يمثل أنموذجا للنجاح.
أما البعض الآخر، فيجعل الحكام شماعة لخسائر فريقه «المترنح»، ولم يقتصر الأمر على الخسارة فقط، بل إنهم يقومون بالهجوم على الحكام وكأنهم لعبوا دورا بإدخال الأهداف في شباك فريقهم، إضافة إلى أنهم يتركون اللاعبين يصولون ويجولون بالهجوم عليهم حتى تأتي الإيقافات وبعدها يوجهون اللوم على اتحاد الكرة ويتهمونه بـ «إسقاط فريقه».
لست في موقف الدفاع على طاقم التحكيم، لكن أود أن ألقي اللوم على الإداريين والأجهزة الفنية بأنها المسئولة عن وصول اللاعبين لهذا المستوى من الرعونة، وأنا لا أعمم على جميع الأندية وأقصد بعضها فقط، فاللاعبون ينظرون للإداري والمدرب بأنه والده أو أخوه الأكبر، فيسير على نهجه وخطاه، فعندما يراه يخرج عن النص سيؤثر عليه وسيؤدي إلى سيره على النهج نفسه.
أخيراً... أتمنى أن تستيقظ الأندية من وجود هؤلاء في الأجهزة الإدارية والفنية، وأن يتعلموا من أخطائهم السابقة التي كلفتهم الابتعاد عن فريقه لأكثر المباريات والتفرج عليها من المدرجات، وأتمنى أيضاً ان يكثفوا الدورات الخاصة بعملهم حتى لا يكون وجودهم مثل عدمه. واللبيب بالإشارة يفهم... والله من وراء القصد
إقرأ أيضا لـ "محمد طوق"العدد 3456 - الأربعاء 22 فبراير 2012م الموافق 30 ربيع الاول 1433هـ
صدقت
صدقت والله بكل الي قلته
ويعيبون على الناس والعيب فيهم