العدد 3455 - الثلثاء 21 فبراير 2012م الموافق 29 ربيع الاول 1433هـ

لن تستطيعوا كسر «مياديف» الوطن!

عيسى سيار comments [at] alwasatnews.com

-

لمن لا يعرف «الميداف» من أبنائنا الشباب، هو «المجداف» بالفصحى، قطعةٌ خشبيةٌ كان يستخدمها الأجداد والآباء للإبحار بالسفن قبل استخدام محركات الديزل والبترول. وكانوا يتحمّلون بصبر منقطع النظير قساوة التجديف بالمجداف لساعات طوال من أجل الوصول بالسفينة إلى بر الأمان. وكم كانت فرحتهم وفرحة أهاليهم بوصولهم بالسلامة محمّلين بالخير الوفير!

لقد تبين للقاصي والداني، والمواطن والمقيم، أن هناك تجمعات ورجال دين وإعلاميين ومن لفّ لفهم، ليس لهم همٌّ إلا تكسير «مياديف» أيّ تحرك حقيقي وجاد يهدف إلى إيجاد بيئة ومناخ صحي لمصالحة وطنية بين مكونات الشعب البحريني، وفتح حوار جاد ومنتج بين الفرقاء السياسيين. ومن المؤسف حقاً أن هؤلاء لا يقدمون حلولاً أو مخرجات أو يسعون بالخير إلى المصالحة، بل شغلهم الشاغل التهديد والوعيد، والتحريض والشخصنة، والمناكفة والتشهير، والدفع باتجاه المزيد من الطائفية والتخندق.

إن من يسعى إلى تكسير «مياديف» أي مبادرات أو وساطات لرأب الصدع والذي ضرب المجتمع البحريني في مقتل، هو دون شك لا يستطيع أن يعيش في بيئة ديمقراطية شفافة، تقوم على المشاركة الحقيقية للشعب البحريني في صنع القرار، ومكافحة الفساد بكل أشكاله.

إن تلك الفئات والشخصيات المحرّضة تعيش وتقتات على استمرار حالة اللااستقرار التي تعيشها البحرين، فالاستقرار المجتمعي يجعل تلك الفئات والشخصيات ومن يقف وراءهم ويدعمهم على الهامش، ويبعدهم عن الأضواء، وبالتالي فإنهم وجدوا ضالتهم التي ينتظرونها ومن يقف وراءهم في الأزمة التي تعيشها البحرين منذ فبراير/ شباط 2011، وقبلها كانوا يعيشون على هامش المجتمع ولا يجدون حتى من يرحّب بهم، إما بسبب تطرّفهم أو سيرتهم الشخصية والمهنية السيئة.

إن من يحارب ويقوم بالتحريض ضد أية مبادرةٍ خيّرةٍ لتحقيق الوحدة الوطنية، نقول له وبالفم الملآن ماذا تريد؟ ما هو البديل الذي تطرحه للخروج من نفق الأزمة المظلم والذي قد يأخذ البحرين إلى المجهول؟ وهل تعتبر رقصك ومن يقف وراءك على جراح الوطن بطولة؟ وهل يمكن للمكوّن السنّي أو المكوّن الشيعي أن يلقي بالآخر في البحر؟

إن المواطن البحريني الذي يعيش ظروفاً معيشية صعبة في ظل ارتفاع أسعار غير مسبوق، والبطالة وغياب الحلول الجذرية لمشكلة الإسكان وغيرها، أصبح واعياً أكثر من أي وقت مضى للدعوات التي يطلقها دعاة الفتنة والتحريض، وهو يتطلع إلى مبادرةٍ جادةٍ من شأنها نزع فتيل الأزمة والعبور بالبحرين إلى بر الأمان.

إن الشعب البحريني مطالَبٌ اليوم قبل الغد، بالتصدّي والوقوف سداً منيعاً أمام تلك الفئات والشخصيات التي تحزن عندما يفرح الوطن وأهله، والتي لا يسعدها أن يُكافَأ شعب البحرين على نضالاته وتضحياته الجسام على مر التاريخ، بتعديلات دستورية توجد ديمقراطية حقيقية لا شكلية. ديمقراطية يكون فيها الشعب مصدر جميع السلطات كما ورد ذلك في المادة (1) من دستور 2002. ديمقراطية تحقق العدالة الاجتماعية في توزيع الثروات على المواطنين. ديمقراطية تنقذ البحرين وتخرجها من النفق المظلم الذي تعيش فيه منذ أكثر من عام. ديمقراطية تستطيع أن تحاسب المسئول الذي يتطاول على المال العام. ديمقراطيةٌ تكرّس مفاهيم وقيم المواطنة الحقة القائمة على الانتماء والولاء للوطن وليس للشخوص، وهذا هو السبيل الوحيد الذي من خلاله فقط نستطيع التجديف بالبحرين إلى بر الأمان. ومن هنا يتوجب على شعب البحرين أن يقول لتلك الفئات والشخصيات قفوا! لقد كشفناكم وكشفنا أجنداتكم التحريضية المدفوعة الأجر، واتركوا شعب البحريني يتصالح، اتركوه يتوافق، اتركوه يتنفس عبير الربيع العربي، فمن يرفع الشراع؟

إقرأ أيضا لـ "عيسى سيار"

العدد 3455 - الثلثاء 21 فبراير 2012م الموافق 29 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 1:58 م

      هذا هو محافظ المحرّق، فهل سيقتدي به هؤلاء؟

      أيها المحرقي الأصلي والأصيل، هؤلاء لا هدف لتجمعاتهم -التي تفرّخ كل يوم تجمعات أخرى- إلا تمزيق جسد هذا الوطن الذي ضم أجدادنا و آباءنا بكل المحبة والإخاء. قبل أيام إلتقيت و لأول مرة بإبن المحرق البار سعادة المحافظ سلمان بن هندي في احد المحلات بالمنامة، كان ودوداً و متواضعاً كالمحرق نفسها، و هذا ما شجعني أن أشكو له ما يفعله بنا بعض إخوتنا في الدين و الوطن. قال بأنه لا يرضى بممارسات هؤلاء ، وأننا جميعاً أسرة واحدة .و طمأنني سعادته أن البحرين ستكون بخير، بل و أحسن من ذي قبل قريباً جداً إنشاء الله.

    • زائر 18 | 1:35 م

      الى ابن البسيتين مع التحيه

      دام يوجد امثالك ياخوي ترى الديره بعدها بخير والله ايحفظك ويكثر من امثالك عفيه على اللي رباك هلتربيه النظيفه ....ديهي حر

    • زائر 17 | 1:14 م

      البحرين تنزف بسببكم يا محرضين بالعلن

      وكشفنا أجنداتكم التحريضية المدفوعة الأجر، واتركوا شعب البحريني يتصالح، اتركوه يتوافق

      هل شي يبيلها وقفت رجال من طائفتنا الي يشوفون من عين واحده
      ولازم يتذكرون بالخمسينات شلون وقفو الطائفتين مع بعض

      ياليت يا عيسى عندنا ريايل مثلك ومثل الشروقي جان احنا بسلاااااااااااااااام

    • زائر 16 | 12:49 م

      للاسف

      للاسف هناك (فئه )من مجتمعنا مغسول تفكيرها
      جذريا
      والذي لا يريد المصالحه بين اطياف الشعب الواحد ندائي له ليرحل لانه هذي بحرين الجميع
      وطير ما يطير بجناح واحد

      وياليت البعض من طائفتي يوتعون لنفسهم
      ابن البسيتين

    • زائر 15 | 6:03 ص

      لا افهم معني المصالحة الشعبية وهل الشعب فى صراع بعضا ببعض

      هل هناك نزاع بين مكونات الشعب بطيفيه؟ أم ان هناك جماعات تدعي انها تمثل طيفا من المجتمع تحارب الطيف الذي يطالب بالاصلاحات الحقيقية؟ ومن يتري وراء هؤلاء ومن يغذيهم؟ تريدون فضحهم وفضح من أثارهم ضد الاصلاحات المنادية بتعزيز كرامة الانسان على هذه الارض فسموا الاسماء بمسمياتها ولا تجعلون من انفسكم كالنعام الذي يغرس راسه بالرمال وضعوا النقاط على الحروف كي كل منهم يقف عند حده ولا يكسر مياديفكم ومياديفنا

    • زائر 13 | 4:03 ص

      صح لسانك

      صح لسانك ياابو عبدالله
      كثر من هالمقالات

    • زائر 11 | 2:19 ص

      صح لسانك

      مقال رائع جدا اشكرك فانت مثال المواطن الغيور علي بلده

    • زائر 6 | 12:21 ص

      صح لسانك

      نعم مبادرة طيبة وجادة في نفس الوقت

    • زائر 4 | 11:44 م

      يبوعبدالله صباحك ورد

      دام راسك وراس باقي الوطنين والاشراف والاحرار يشم الهو لا تنكسر مجاذيف الوطن وسيصل لبر الامان بعزيمة كل الخيريين من ابنائه بل سيصل بفضل تجذيفكم الى شواطى القمر.مايصبوا اليه كل ابناء البلد ديمقراطيه تخرج البحرين من النفق المظلم..ديهي حر

    • زائر 3 | 11:39 م

      الحاله كسيفه

      الحال صارت يا سيار
      ما تسر لا صديق ولا عدو

      والبحرين تقول( كل ما قلت جرحي برى عود القلب ينزف من جديد)
      وسبب بعض الشخصيات الي ما تبي البحرينين يصالحون
      والمحمود غريبه ما راح الفاتح

    • زائر 2 | 11:32 م

      تكسرت مياديفنا كلنا يا ولد سيار

      والله كسرو مياديف الوطن
      اخر تجمع للفاتح وبغياب المحمود الي جدد الوحده الوطنيه ولكن تفاجا الجميع

      بكلام يضر ويصر على الخصام والمقاطعة الاقتصاديه
      وما يبون الطائفتين تتصالح خوفا على انفسهم من الحساب

      وانا اقول ان الله يمهل ولايهمل

اقرأ ايضاً