يزداد ألمي كثيراً كلما زرت البحرين ورأيت التحولات الكبيرة التي مست أهلها وجعلتهم شيئاً آخر غير ما أعرفه عنهم طيلة السنوات الماضية. وفي كل مرة أتساءل: إلى متى سيظل الأهل منقسمين على أنفسهم؟ ولمصلحة من هذا التمزق الذي أصبحت لا تخطئه أي عين؟
أعرف أن السنة يضعون اللوم على الشيعة، وأن الشيعة يضعون اللوم على السنة، وكل طائفة تسرد مجموعة من الشواهد التي تؤيد ما تذهب إليه، وبغض النظر عمّا يقوله هؤلاء أو هؤلاء، ألم يتساءلوا جميعاً: إلى متى سنبقى كذلك؟ بل هل نستطيع أن نبقى كما نحن أم أن الأمر مستحيل؟ ثم ما هي البدائل المطروحة وما هي نتائجها؟
كما قلت: السنة يتذمّرون ويريدون حلاً، والشيعة مثلهم وأيضاً يريدون حلاً، وحكومة البحرين هي الأخرى تبحث عن حل ينهي تلك الانقسامات التي أضرت بالمجتمع كله وباقتصاده وبسمعة البحرين كلها، بل أثرت على وضع الدولة نفسها ومكانتها في الداخل والخارج.
في اعتقادي أن المسئولية الكبرى تقع على الدولة نفسها ومؤسساتها ذات الاختصاص، فليس من المعقول أن تبقى هذه المؤسسات في موقف المتفرج أو حتى المحايد، فالموقف يتطلب عملاً جاداً وسريعاً قبل أن تتفاقم المشكلة ويصبح حلها في غاية الصعوبة.
تحدث جلالة الملك أكثر من مرة عن هذه المشكلة ووعد بإيجاد حلول لها، وهو صادقٌ من دون شك. وتقرير السيد بسيوني أشار إلى بعض التجاوزات التي قامت بها الشرطة أو بعض أجهزة الدولة الأخرى، وكان الملك حاضراً أثناء تلاوة بسيوني تقريره وقد وعد وقتها بتلافي كل الملاحظات التي جاءت في التقرير.
الذين فُصِلوا من وظائفهم يجب أن يعودوا إليها، والذين تضرّروا من بعض أجهزة الدولة يجب أن يعوضوا عن خسائرهم. كما أن إيقاف الشحن الطائفي الكريه يجب أن يتوقف من كل وسائل الإعلام، فليس من المعقول البحث عن وسائل إنهاء الخلافات بينما كل طائفةٍ تثير أتباعها ضد الطائفة الأخرى.
لكن الدولة وحدها لا تكفي... رجال الثقافة والإعلام والدين يجب أن يقوموا بأدوارهم، وأن تكون أيديهم بأيدي حكومتهم في العمل الجاد على إزالة كل ما يعكر صفو التقارب والمحبة بين أبناء البلد الواحد، ومن دون ذلك ستبقى الفجوة واسعة بين شطري السكان وستبقى المصاعب قائمة، وسيكون الخطر محدقاً بكل بحريني وبالدولة كلها.
التاريخ لن يرحم المتخاذلين، والخطر إذا أحدق لن يتجه إلى فئة دون الأخرى. هذه سنة الله في الكون فتأملوها جيداً
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 3454 - الإثنين 20 فبراير 2012م الموافق 28 ربيع الاول 1433هـ
انظر بعينين
كثير من الكتاب السعوديين الاشقاء تراهم يشرقون و يغربون في قضية سوريا لحد تبني بعض ألفاظ المعارضة مثل شبيحة و غيرها و الكاتب الدكتور احدهم ولكن عندما يصل الامر لجارتهم البحرين تنقلب الصورة و تخف حرارة حماس القلم و يبدء العزف على موجه الصراع الطائفي المصطنع و البعيد كل البعد عن جوهر الازمة. أخواننا الاحبة اذا اردتم ان يصدقكم القارئ العربي كونوا موضوعيين بعيد عن اي مصالح او انتماء طائفي. اتمنى من المشرف نشر الرد و شكر.
إذا عُرف السبب .. بطُل العجب
اقتباس:
((المسئولية الكبرى تقع على الدولة نفسها ومؤسساتها ذات الاختصاص))
و لماذا لا تقوم الدولة بدورها؟!!
مع خالص التحية و المودة أستاذي الكريم "محمد" و شكراً جزيلاً على لك هذه الأطروحة المتزنة.
هذا ما يحصل عندما يغلب المذهب على القلم فلا يصبح حراً
لسلام عليكم الأستاذ الكريم تقبل انتقادي وكن منصفاً وأجبني إن كنت تراعي الحق والعدل :
قلت ( السنّة يتذمّرون ويريدون حلاً ) ماهي مشكلتهم وما هو الحل الذي يريدونه ؟ أرجو ذكر ذلك غداً طالما أنك تعرف ماذا يريدون أنا شخصياً عشت معهم 52 عام ولا أدري ماذا يريدون .
قلت (بينما كل طائفةٍ تثير أتباعها ضد الطائفة الأخرى ) أثبت إلينا هذه (الكلية) يا أستاذ أنت قلت (كل) غصّت الدنيا من الأدلة على أن إحدى الطافتين تدعوا للأخوة والأخرى تؤلب وتدعوا لمزيد من القسوة على شريكتها .
ولكم في بسيوني عبرة
المشكله ليست الطائفيه
أستاذي الكاتب المحترم، أول شعار و آخر شعار رفع في حركة المطالب الشعبيه هو "أخوان سنه و شيعه هذا البلد ما نبيعه" و شعار "لا سني و لا شيعي،أنا بحريني"، فالمشكله ليست الطائفيه، بل المشكله سياسيه دستوريه بامتياز، و معروف من أجج و حفز و شارك في اثارة النعرات الطائفيه. فرائحة الطائفيه النتنه يمكن ايقافها بقرار سياسي.
الى زائر12
بارك فيك المولئ يااخى الفاضل كلأمك ما ينقسم على اثنين جميل جدأ بس وين يا اخى الفاضل الدى يحكم بالعدل تراه وتسمع بنفسك ال نواب محسوبين على المواطن
عساك على القوه
المشكله في البحرين سياسيه بإمتياز ولا دخل لطائفه شيعيه أو سنيه أو يهوديه بالوضع المتأزم الذي نعيشه..
شكرا استاذ محمد
نريد رجال اشداء عقلاء حكماء لاتاخذهم في الله لومة لائم يحكمون بالعدل والانصاف ولايتبعون اهوائهم فاذا وجد هؤلاء الافراد وجدت نقطة الالتقاء بين كل الاطراف .
اي تعويض يا استاذنا المحترم
ولد تعبت عليه وربيته طوال 20 عاما وفي لمح البصر اراه مضرج بدماه والانكى من ذلك ان قاتله يسرح ويمرح بل يقوم بعقاب جماعات من المواطنين اي مال يعادل فلذة كبد اقتطعت مني ظلما وعدوانا عن نفسي لو اعطيت كنوز الدنيا لن اقبل الا بالقصاص من قاتليه بعد ذلك ياتي موضوع الديه
رفقا بنا أيها الهرفي
اقرأ تقرير بسيوني جيدا واضربه في اثنين لتكون قراءتك امتدادا ليومنا هذا ,,, هذا وعسى الله أن يصلح بك شأن كل المظلومين دون استثناء من أقليات أو أكثريات, ,, ونسيت أقول لك صباح الخير