استؤنف حديثاً دوري أبطال أوروبا في الدور الثاني منه بعد توقف قارب الشهرين منذ انتهاء القسم الأول وذلك وفق البرمجة التي يضعها الاتحاد الأوروبي والتي تمنح الفرق واللاعبين فرصة لاستعادة العافية والتركيز على البطولات المحلية على أن تعود المسابقة بشكل جديد في الدور الثاني يعتمد على إخراج المغلوب من مباراتين ذهابا وإيابا.
هذه البطولة هي بامتياز بطولة الكبار لأن المتنافسين عليها عادة هم كبار أوروبا والعالم، ولا مجال فيها للصغار إلا ما نذر.
دوري الأبطال تلعب فيه الفرق بكامل قوتها وتركيزها وجاهزيتها فلا مجال فيها للتعويض مثل بطولات الدوري المحلي، كما أنها البطولة الأغلى والأهم على مستوى العالم.
كبار أوروبا يتجمعون في هذه المسابقة وتأخذ المنافسة بينهم شكلا مختلفا بدءا من الدور الثاني وخصوصا في دور الثمانية الذي يجمع الفرق الثمانية الأفضل على مستوى العالم.
لا شك أن مسابقة دوري الأبطال تفتقد في كل عام بعض الفرق الشهيرة نتيجة إخفاقها في دورياتها المحلية أو نتيجة إخفاقها في الدور الأول للمسابقة ولكنها تبقى وفية بمعظم كبارها للمراحل الأخيرة.
مرحلة استئناف المسابقة شهدت لحظات حاسمة لفريقي برشلونة الإسباني وميلان الايطالي كون الفريقان ضربا بقوة منذ المباراة الأولى دون أن يتركا مجالا لمباراة الإياب لتحديد مصيرهم.
ويبدو أن الفريقين قد ضمنا إلى حد كبير الوصول لدور الثمانية بانتظار بقية المواجهات التي تستكمل اليوم وغدا الأربعاء.
ريال مدريد المتقدم في الدوري الإسباني بفارق مريح يخوض مواجهة معقدة في موسكو بدرجة حرارة تحت الصفر وفي ظل صقيع وثلوج غير معتادة في إسبانيا التي تنعم عادة بجو دافئ وهادئ طوال العالم.
مواجهة الريال ستكون صعبة بالتأكيد ومن الصعب على الفريق حسم كل الأمور من مباراة الذهاب الأوروبي ولا بد له أن يخرج بأفضل الممكن على أمل الحسم النهائي في البرنابيو.
الشكل الظاهر حتى الآن أن فريقي برشلونة وريال مدريد هما الأفضل عالميا وأوروبيا وهما المرشحان الحقيقيان لبلوغ المباراة النهائية إلا أن هناك فرقا أخرى قادرة على الدخول على خط المنافسة وخصوصا فريق بايرن ميونيخ الألماني الذي على رغم الصعوبات التي يعيشها على مستوى الدوري المحلي إلا أن نجومه وإمكاناته تؤهله للعب أدوار متقدمة والمنافسة على البطولة أيضا.
وهناك كذلك ميلان الذي يشهد تحسنا كبيرا في المستوى الفني وإن كان حتى الآن غير قادر على مواجهة كبار أوروبا كالسابق إلا أن المنحى التصاعدي الذي يسير عليه الفريق من الممكن أن تغير الأمور في البطولة بحلول النهائي في مايو/ أيار 2012.
بطولة دوري الأبطال في هذا العام لن تختلف كثيرا عن السنوات الماضية لأنها ستظل ناديا للكبار فقط، كما أن المنافسة الأبرز فيها ستكون بين الغريمين برشلونة والريال واللذان نقلا عدوى المنافسة المشتدة من الدوري المحلي إلى دوري الأبطال، فهل يواصل برشلونة سيطرته أم يكسر الريال هذا الاحتكار؟
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 3454 - الإثنين 20 فبراير 2012م الموافق 28 ربيع الاول 1433هـ