العدد 3453 - الأحد 19 فبراير 2012م الموافق 27 ربيع الاول 1433هـ

خبراء في مسيلات الدموع

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من الهوايات المستجدة لهذا الجيل من أطفال البحرين، جمع عبوات الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية وخراطيش الرصاص.

في فترة من طفولتنا كنا نجمع الطوابع البريدية والعملات، وفي فترة أخرى تحوَّلَ اهتمامنا لجمع صور اللاعبين والممثلين، وفي فترة لاحقة قمنا بجمع مجلات الأطفال ومن بعدها مجلات الرياضة، وبعدها وصلنا إلى مرحلة جمع الكتب الشعرية والدينية والثقافية... وأخيراً السياسية.

هذه الرحلة التي استغرقت من جيلنا عشرة أعوام، اختصرها أطفال هذا الجيل في عشرة أشهر، بفعل ما عايشوه من معالجة أمنيّة شديدة لقضية سياسية تطالب بديمقراطية حقيقية، وبرلمان كامل الصلاحيات.

جيل اليوم، وعلى امتداد رقعة كبيرة من جغرافية البحرين، عاش تجربة صعبة على هامش الأحداث التي عصفت بالبلد، بما خالطها من مشاهد عنف وانتقام. وإلى جانب صدمتي بتحوُّل الأطفال من اللعب الطبيعي إلى تمثيل حوادث العنف والمواجهات، صُدمت أيضاً بتجميع الأطفال كميات كبيرة من مخلفات المواجهات اليومية أو الليلية. وهي ظاهرة عامّة منتشرة لدى الأطفال في مناطق الاحتكاكات.

حين توقفتُ أمام هذه «الذخيرة»، وجدتُ بعض العبوات طويلةً أسطوانية الشكل، وعليها اسم شركة أميركية، مع تعليمات باستخدامها في فضاء مفتوح، وليس ضد الأحياء والمنازل والقرى المزدحمة بالسكان خوف التسبّب في وفيات. أمّا النوع الثاني من العبوات فهو أصغر حجماً، ويحمل اسماً مشابهاً، لكن البلد المصنّع هو البرازيل. وهناك أنواعٌ أخرى أصغر حجماً، تحمل حرفين إنجليزيين فقط (CS)، ولأني لست خبيراً في الأسلحة الكيماوية فلم أعرف ما يعنيه هذان الحرفان، هل هو اسمٌ للغاز الخانق أم اختصارٌ لاسم الشركة!

من بين العبوات تجد عبوةً معدنيةً خضراء، ثقيلة الوزن، مصنوعة من الحديد الصلب، لا تدري فيمَ تُستخدم، ولكن من المؤكد أنها كفيلة بكسر النوافذ لو رُميَتْ على سيارة أو منزل، وربما تُحدث إصابات بليغة. وهناك نوعٌ رابعٌ جديدٌ، يأتي خلواً من اسم الشركة التي ربما تخجل من منتجاتها اللاإنسانية، أو تخشى الملاحقة وحملات التشهير بمجلس إدارتها. كما تأتي هذه العبوة خلواً من ذكر اسم البلد المنتج لهذه السموم، ويبدو أنه الأكثر استخداماً هذه الأيام، بدليل كثرة هذه النوعية التي يجمعها الأطفال هذه الأيام.

من ضمن هذه «الذخيرة» التي أصبحت جزءاً من ألعاب قطاع واسع من أطفال البحرين، أنواعٌ مختلفة من الطلقات المطاطية، بعضها أسود وبعضها أحمر وبعضها أبيض أيضاً. أمّا أحجامها فهناك الصغير قدر الحمصة، وهناك المتوسط قدر البندقة، وهناك الكبير في حجم الجوزة. أمّا إذا جئتَ إلى الشكل، فبعضها مربّعٌ، وبعضها مستطيلٌ، وبعضها مدوّرٌ كالكرة، وهذه الكرات مختلفة الأحجام أيضاً، أكبرها أصغر قليلاً من حجم كرة تنس الطاولة البيضاء، إلا أن لونها أسود.

هذه المخلّفات المطاطية والمعدنية والبلاستيكية، التي تنتشر في كثير من المناطق والقرى، يجمعها الصغار صباحاً أيام الإجازات، ويلهون بها بقية النهار. ويمكنك أن تستنتج حجم ما جرى البارحة، من خلال كمية المخلّفات التي تجدها منتشرة مثل الفقع في الشوارع المنكوبة في الصباح

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3453 - الأحد 19 فبراير 2012م الموافق 27 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 46 | 5:24 ص

      عجبني

      عجبني واااااجد تعليق رقم 5

      إيه والله تمطر حمص وبندق وجوز

    • زائر 45 | 2:23 م

      الجميع أصبحوا خبراء

      و نحن كذلك أصبحنا خبراء في كيفيه اللف و الدوران حول الأطارات المحروقه و الزيت المسكوب على الطرق و كذلك كيفيه التعامل مع نار زجاجات الملتوف و سهام أسياخ الحديد....يا أخي بو هاشم , أطفالكم تجمع عبوات المسيله للدموع و أطفالنا تجمع و تحتفظ بقايا زجاجات الملتوفات , وكأننا متفقون على حرق هذا الوطن, كم اكره أن اقول أطفالنا و أطفالكم و أنا السبعيني الذي أعتبر كل أطفال البحرين أبنائي و أحفادي , أعذرني يا أخي على أسلوب كتابتى فأنا لست بكاتب و لا بمثقف, مجرد شخص يعبر عن رأيه ويكن لك كل أحترام

    • زائر 44 | 2:00 م

      صدقت يا سيد

      ولدي رجع وعينه منتفخة تعجبت بعدها اكتشفت انه يجمع العبوات من مسيلات الدموع وتهيجت عينيه بسببها

    • زائر 43 | 12:51 م

      وسائل تعليمية

      سيدنا وأنا أقرأ مقالك بودي أن أقتنيها لأن عندي أفكار كثيرة لأستخدمها في الوسائل التعليمية بالمدرسة، وأعتقد بأن التعليم بيكون مشوق وتحصل المدرسة علامة عالية في الجودة لربط المدرسة بالمجتمع المحلي ومواكبة المستجدات التعليمية والإبداع والإبتكار، والتعليم ذو معنى...

    • زائر 42 | 8:57 ص

      مايحدث اليوم

      سيجنى غدااا ..... يعني اي جيل سينشا مستقبلاااا

    • زائر 41 | 7:19 ص

      بس على كثرتها هي أحسن من الصافي

      وبلدنا بها سواحل كثيرة لكن على كثرتها لا نجد سمك الصافي ولا الهامور في السوق الا بأسعار نار . لكننا استعضنا عنها بكثرة هذه المعادن الفتاكة التى يشترونها من المال العام ولكنها من سعد حظنا ان السلطة تغدقها علينا ايضا كرما وحبا وأخلاص في تفاني ومودة منقطقة النظير ، بل وهناك ميزانية في بند الدفاع مخصصة للانفاق على المزيد منها رغبة في تنمية الوطن كما اوصت لجنة تقرير بسيوني ، بس انتظروا وتشوفوا الوطن سيصبح مثل سويسرا وسنغافورة من النظافة والنظام والاضباط ، نعم نحن في ربيع مسيلات الدموع والشوزن ياثقافة

    • زائر 38 | 4:52 ص

      الدمع وسيلة وليست غاية

      من المؤكد في علم نفس الإنسان أن العلاقة بين الحزن والفرح لا تظهر على شكل بكاء وضحك، وإنما حالة يعجز الإنسان عن التعبير عنها فظهر على شكل قطرات من الدمع تفيض بها عيناه.
      فهل يساعد مسيل الدموع الاصطناعي الوصول لهذه الحالة؟؟

    • زائر 36 | 4:10 ص

      الرحمة على الشهداء

      بصراحة دموعنا انتهت من البكاء على الشهداء مافي داعي لمسيلات الدموع

    • زائر 33 | 3:35 ص

      ومنهم من يبيعه أيضاً

      سيدي الكريم هل تعلم بأن الأطفال يجمعون عبوات مسيلات الدموع لبيعها والحصول على مبالغ لشراء مايحتاجون..!! ولكن الجهات الرسميه منعت من أن يباع أو يشترى هذا المعدن وربما تصل العقوبه للإعدام..!!!

    • زائر 32 | 3:05 ص

      دموع

      تدري ليش سموه مسيل للدموع ياسيد خصوصا في البحرين لئنه اسال دموعنا على فقد احبتنا كل يوم بسببه مولنه يسيل الدموع من استنشاقه

    • زائر 30 | 2:37 ص

      ماذا يقول خبراء في مسيلات الدموع ؟ -3-

      بالعربي :

      مكونات هذه الأسلحة الكيميائية وجدت أنها :

      على درجة عالية من السمية - مسرطنة - تسبب تشوهات في الولادة - ولادة مبكرة - هلوسة و تشنجات - تشوش ذهني - زيادة في نبضات القلب - - - و غيرها

      هذا هناك (في الولايات المتحدة) حيث الرقابة الصارمة على تصنيعها و مواصفاتها و محددات استخدامها (في المناطق المفتوحة فقط و بكميات مناسبة)

    • زائر 28 | 2:34 ص

      الكيس الاصفر

      ياسيد نسيت تتكلم عن الكيس الاصفر الذي وهو انتشر في سترة ، مثل البالونة الصغيرة بها بودرة بيضاء قبل اشهر (يحسبها الاطفال بالونة فيتقادفونها) يقال انها تسبب حروق

    • زائر 25 | 1:45 ص

      حتى المخلفات بها خطورة بقايا المواد

      سيدنا لو انك قربت هذه البقايا لانفك لرأيت ان الرائحة لا زالت موجودة بقوة وهذا يدل على خطورة بعض العبوات
      كما ان بعض العبوات تسقط ولا تنفجر وهذا ايضا اخطر من الاولى عندما تقع في يد الاطفال

    • زائر 24 | 1:44 ص

      ويش عن المدرعات؟

      يا ريت تحدثنا سيدنا عن المدرعات الجديدة ولدوارة بهم في الفرجان والدواعيس.

    • زائر 21 | 1:26 ص

      أسئل نفسي هل انا انسان ام غير من المخلوقات ام لم ينشئني ربي تكوينا مطلقا

      بالله عليكم اية انسانية تلك التى تري وتسمع ولا ترفع الصوت عاليا بوقف هذه المجازر فورا؟ الم يعوا بانتشار الصور البارحة ماذا جري لشابة فى زهر العمر انها أجهضت أجنتها التومأين بمنطقة النعيم جراء هذه الاعدامات المصممة بالتصميم والاشراع فألي متي يصحي ذلك الضمير اللاْنساني ليعود لانسانيته ويوقف هذه المذابح على مقاصل الطرقات والازقة والبيوت أما انه مخلوقا لم ينشئه الباري وأنا على عكس منه

    • زائر 19 | 12:56 ص

      التيلة

      رايت بعض الاطفال يلعب التيله بالمطاط البني الصغير.
      سيد انا هوايتي كانت جمع صور الاعبين والمصارعين التي تأتي مع جبن ابو الولد في السابق وبعدها اتجهت الى جمه الصور التي على عصير Sun top

    • زائر 16 | 12:27 ص

      وابني كذلك

      بالفعل ياسيدنا لقد اصبت الحقيقه وانا عن نفسي لدى ابن لا يتعدى 3 سنوات وصار له اكثر من 4 شهور يصحى من النوم وينزل بالطريق ويجمع العلب المختلفه من الغازات والمسيلات ويقعد يحسبهم ثم يضعهم في كيس على القمامه وكل يوم يقوم اليوم اكثر من امس ضربونا براءه طفوله

    • زائر 15 | 12:22 ص

      المطاط يستخدم مصد للابواب

      قبل فترة جاء صديق لقريتي المشهوره بكثرة المناوشات للبحث عن المطاط من النوع الاسطواني وذلك لاستخدامه مصد يوضع خلف ابواب المنازل لكي لا يصطدم الباب بالجدار.

    • زائر 14 | 12:10 ص

      وهذا هو الفرق بينك يا قاسم وبينهم وبين الوسط وبينهم

      نعم الكلمة الصادقة الجريئة المعالجة للأمور والمهدئة للنفوس بينما على الطرف الآخر شتم وقذف وتخوين بلا معنى ولا فائدة ، وآخر ما تفتق به عقل أولئك المتصيحفين ما شاهدناه البارحة على شاشة العائلة العربية ، كنت للوهلة الآولى اقول لعل الله هداهم وسيقدمون ما يجمع بين الناس فنحن أحوج ما نكون للم الشمل ، ولكن خاب الظن ومن نفس المذيع الذي كانت له صولات وجولات أيام شدة الأزمة عاد البارحة ليمارس نفس الدور من التخوين والقذف فما كان منا الا الأشاحة عن تلك القناة التي لن تكون الا كذنب ....... لن تعتدل .

    • زائر 13 | 12:09 ص

      CS mask = 350$

      للوقاية من الغازات السامة عادة ما ينصح الخبراء أولا بتجنب التعرض للغاز السامة ... وهناك خيار أخير استخدام معدات الوقاية الشخصية وهنا نحتاج كمام ( CS Mask ) وجدت على أحد المواقع الأميركية يعرض كمام خاص لغاز السي إس وغاز السي إن معتمد من منظمة متخصصة في مجال السلامة والحماية ،،، سعر الكمام = 350 دولار = 135 دينار ، ولماذا سعره غالي ، أكيد لانه غاز كيماوي سام

    • زائر 12 | 11:49 م

      تحفظ في مكان آمن للتاريخ

      أتمنى من هواة جمع هذه المخلفات الإحتفاظ بها في محل آمن ، ستكون في المستقبل شاهداً ساخراً بامتياز على حجم الظلم والقمع الذي يتعرض له الناس في هذه الحقبة .

    • زائر 11 | 11:38 م

      مقال جميل

      مشكور يا مبدع على المقال الحلو
      فعلاً أصبحت الألعاب هالأيام بقايا مسيلات الدموع (غرشة مرقدوش+تمر+قطعة قماش+بترول)=....

    • زائر 10 | 11:31 م

      إشتبون بعد.. كل ليلة تمطر عليكم حمص وبندق وجوز .. كل هالخيرات وتصيحون وين الميزانية تصرف؟

      من ضمن هذه «الذخيرة» التي أصبحت جزءاً من ألعاب قطاع واسع من أطفال البحرين، أنواعٌ مختلفة من الطلقات المطاطية، بعضها أسود وبعضها أحمر وبعضها أبيض أيضاً. أمّا أحجامها فهناك الصغير قدر الحمصة، وهناك المتوسط قدر البندقة، وهناك الكبير في حجم الجوزة.

    • زائر 7 | 11:14 م

      سيدنا واخذ قوانين زياده

      لايجوز استعماله في الاماكن الاهله بلسكان كما اشرت ولا يجوز توجيهه للناس مباشرتا ولا يجوز اطلاقه بشكل افقي لابد وان يطلق بزاويه لا تقل عن 45 درجه من سطح الارض لايجوز استخدامه من قبل شخص لا يعرف مضاره على صحه الناس يمنع منع بات تصويبه نحو اي فتحه في مبنى او مجمع او بهو مقفل ويفتقر للتهويه اما اذا توهكت في بلد المنشاء او اسم الشركه سيد بس اعكسها بتلفونك وحطها على النت واهل الذكر بيفلون جيناتها ويطلغون لك اصلها وفصلها

    • زائر 4 | 11:00 م

      هذا هو الحال

      كلم ما ذكرته يا استاذ صحيح لدرجة ان الألعاب اصبحت للأطفال مواجهات بين المعارضة والشغب وقتل وتمثيل الموت الذي لا نعلم نهايته بعد والخوف ان يكون بعد ذلك واقع

    • زائر 3 | 10:57 م

      اين الثراى من الثوريا

      كم انت مبدع يا استاد ليتعلم من مدرستك الكتاب الاخرون فالنقد المؤدب مطلوب بدل السب والشتم والتخوين
      اللهم إرزقنا الجنة كتاب الشتم والحقد كيف يوصلون اراءهم بدون

    • زائر 1 | 10:20 م

      السبب؟

      السبب والنتيجة؟؟ ويش ودى مسيل الدموع للقرى. ؟

اقرأ ايضاً