ليس كغيره من الأعوام، مَرَّ العام السابق على هذا الوطن. عصيباً مُرّاً، ثقيلاً، بطيئاً صاخباً، هادراً، غيّر كثيراً من المفاهيم وكسر بلورات كثيرة إيجابيّاً وسلبيّاً.
انقضى العام الماضي على البحرين ولاتزال انعكاساته مستمرة حتى اليوم في كثير من القطاعات المهنية والعملية، وما يهمني في هذا السياق هو قطاع التعليم؛ فالمدرّسون هم ملائكة الصف الثاني بعد الأطباء والممرضين إن سُمِحَ لي بإطلاق هذه التسمية عليهم، بل هم رُسُلٌ للعلم، ومهدٌ للتربية الصالحة وتنشئة الأجيال التي ستبني البلاد.
في قطاع التعليم لاتزال معاناة بعض المدرسين مع المعيّنين الجدد من المتطوعين السابقين مستمرةً، ومسلسل معاناة الطلاب مع مدرسين غير أكفاء في ازدياد.
لن أتحدث عن إسناد مهنة التدريس لمعيّنين جدد لم يكملوا دراساتهم الجامعية، ولم يحصلوا على دبلوم التربية، وهو الشرط الذي طالما أكدت عليه وزارة التربية والتعليم في كل عام لاستقبال طلبات التوظيف؛ فهذا مقام آخر بحاجة إلى مزيد من التفصيل، لكنني سأتحدث عن معاناة المدرسين ممن شاركوا أو لم يشاركوا في مسيرات سلمية، ولكن «هدايا» التوقيف وصلتهم لاعتبارات أخرى لا يسعها الضمير البشري. معاناة لا تقتصر على طريقة التعامل مع الزملاء الجدد فحسب، بل تتعداها إلى مشكلات مع الإدارات، لتغدو مشكلة إدارة وموظفين. وشأن قطاع التعليم هنا هو شأن غيره من القطاعات التي تعاني من تمييز فاضح بين من شارك في اعتصامات ومن لم يشارك.
التوقيف معضلة أخرى يعاني منها الطلاب قبل المدرسين الموقوفين، ويعاني منها زملاء الموقوفين قبل من صدر بحقهم هذا القرار، إذ تضطر إدارة المدرسة إلى إعطاء نصاب الموقوفين إلى زملائهم، وأحياناً إلى المدرسين الأوائل، فيزداد حملهم ويزداد إرهاقهم، وخصوصاً إنْ لم يوجد مدرس احتياط في المدرسة يستطيع إنجاز هذه المهمة، ناهيك عن معاناة الطلبة الذين سيضطرون إلى التتلمذ على يد مدرسين جدد غير الذين اعتادوا عليهم طوال فصل كامل ويزيد، ولفترة محدودة إلى أن يعود مدرسوهم المعتمدون من التوقيف.
مسلسلٌ لا ينتهي؛ وربما لن يفعل قبل صدور قرار رسمي فاعل من السلطات العليا في البلاد؛ إذ تعاني بعض المدارس من توقيف أسبوعي ولمدة خمسة إلى عشرة أيام لمدرسيهم تباعاً، وكأن الجميع على موعد مع هذا النصيب، على الرغم من أن بعضهم أُحيل في الفصل السابق إلى لجان تأديبية ونيابة وتوقيف عن العمل وتوقيف في الحبس، وعلى الرغم من أن وزير التربية والتعليم طالما أثنى على بعض هؤلاء المدرسين وكرمهم في مواقف سابقة قبل 14 فبراير/ شباط من العام الماضي، ليغدو الأمر مختلفاً الآن ويصبحوا دون المستوى المطلوب لا لأن عطاءهم قلّ؛ بل لأنهم شاركوا في مسيرات خارج أوقات الدوام الرسمي في الغالب.
حالة الترقب التي عاشها الكثيرون يوم أمس، صبيحة محاكمة رئيس جمعية المعلمين مهدي أبوديب ونائبته جليلة السلمان، والشائعات التي انتشرت قبل انتهاء المحاكمة، كانت كفيلةً بأن توصل رسالة للسلطة مفادها أن الوقت قد حان للإفراج عنهما وإسقاط تهم المدرسين الذين كانوا شريحةً ضمن شرائح كثيرة في المجتمع شاركت في فعاليات سلمية للمطالبة بحقوقٍ يرونها مشروعة
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3453 - الأحد 19 فبراير 2012م الموافق 27 ربيع الاول 1433هـ
صحيح جداً
صدقت استاتاذة سوسن غير مؤهلين بالمرة معي طالبة في الجامعة الان اصبحت مدرسة وهي لا تفهم ولا تعرف كتابة جملة كاملة واحدة. بدون اخطاء املائية او نحوية شنيعة جداً
شكراً لك ايتها الكاتبة الرائعة. على هذا المقال المميز
في الصميم
استاذتي الفاضلة
مقالك في الصميم و بانتظار تسليط الضوء على معاناة الشرفاء و الشريفات المظلومين بمعنى الكلمة من تربويين و تربويات.
وماذا عن جرجرة عدد لا باس به منهم الي المحاكم هذة الايام بحجج واهية ... !!! علما بانهم قد عوقبوا/عوقبن ظلما و خصم من رواتبهم / رواتبهن من قبل جراء الغياب القسري ابان السلامة اللاوطنية.
الى متى هذا العبث والتشفي و قلة الوطنية و المسؤلية؟؟
الموضوع أكبر من ذلك
سيدتي الفاضله ماذا يفعل المدرسين والمدراسات عندما تهدم القيم والمبادىء والأخلاق.
سيدتي ماذا أجواب أبنائي الطلبة بالمرحلة الابتدائية بصف الثاني ضمن منهج الوزارة "أحترام المساجد" عندما يسألويني لماذا هدمة المساجد؟ وماذا أقول عن القيم والمبادىء والأخلاق التى تدرس ضمن المنهج؟؟ أريد جواب سريع منك يا سيدتي!!!
رد للتعليق رقم 3
كلمة يحتل وظيفة
كلمة احتلال أصبحت متداولة بشكل غير طبيعي هذه الأيام نسمعها باستمرار ونقرأها
زمان لم نكن نعرف غير الإحتلال الصهيوني حالياً في البحرين أصبحت كلمة احتلال مثل السلام وعليكم السلام
متى
اما إيقاف العشرة أيام فحدث ولا حرج ، الوزارة تعمل على قدم وساق لإيقاف المعلمين والموظفين ولا احد يعلم متى سينتهي هذا المسلسل
مقال في الصميم
نعم هذا حال معظم مدارس البحرين نتمنى احد المسؤولين يقوم بجوله على المدارس ويلاحظ اثر توقيف المعلمين وخصوصًا نظام معلم الفصل كون المعلم يقوم بتدريس جميع المواد الاساسية ومع عدم وجود بديل مع النقص الشديد في هذا التخصص
تعليق
من الي قال انهم غيرمؤهليين جميع المدرسيين والمدرسات اخذوا على اساس مؤهلاتهم والرجاء عدم التلكم في موضوع لا تعرفينه عنه شي
الوطنية ان تدفع دون انتظار مقابل
الى زائر رقم.واحد هل من الوطنية ان تقبل ان يعلم اطفالك من تخرجوا للتو من مدارسهم وام ينهوا دراستهم الجامعية ولا يعرفون التصرف مع الطلبة ؟ اذا تعتبر هذه وطنية فالوطنية ان يتطوع هؤلاء دون التفكير في المفابل هل تذكر الضجة التي احدثوها ليصرف لهم المقابل عن التطوع ؟ تطوع بمفابل ليس وطنية يا اخي \r\nالاستاذة سوسن علمبهم معنى الوطنية ايتها الحرة
رد لرقم واحد
وهل الوطنية ان يسجن الناس لأنهم عبروا عن أراهم يجب عليك ان تفرق بين الوطنية والولاء
تعليق رقم 1
لصاحب التعليق رقم 1.معنى الوطنية هو الولاء للوطن وترابه فقط وفقط.أما من يحتل وظيفة هو غير مؤهل لها،ومن يكره المواطن الآخر ويتمنى ان يختفي من الوطن لأنه طالب بحقه،فهذا غير وطني،بل بعيد عن معنى الانسانية فضلا عن الوطنية.
خلك كذا احسن يازهرة السوسن
يبنيتي كاد المعلم ان يكون رسولا
هذه مقتطفات من قصيده المبدع صباح الهلالي
قصيده تبين كيف كلمن يغني على ليلاه عندما تطمس الحقائق
اجه نص الامان الباقي هم جاي
سولف عالوضع بس بكياسة
المعلم خل يموت يطبة طوبين
انحير بروسنة لو بالدراسة
ولك عوف البلابل والحمامات
الحمامه تفيد لو كلب الحراسة
مانحتاج لمدرسين بشر لهم احساس ومواقف اتميز الشريف عن غيره الزمن تطور يبنتي مانحتاج لمدرسين بشر مسجل ويتلى الدرس المراد تدريسه او ببغاء شاطره تردد ما لقنت به والسلام....
ديهي حر
ماهي الوطنية؟
مع احترامي للكاتبة أقول لها ياليت تبحثي عن معنى كلمة الوطنية قبل كتابة هذا المقال