العدد 3453 - الأحد 19 فبراير 2012م الموافق 27 ربيع الاول 1433هـ

التأثير المفسد للسلوك الريعي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

أصدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أمس الأحد (19 فبراير/ شباط 2012) في القاهرة تقرير تحدّيات التنمية في الدول العربية للعام 2011، موضحاً بأن الديمقراطية ضرورية ولكن الفشل في معالجة تحدّيات العدالة الاجتماعية يُعرّض التقدم العربي نحو التحوُّل الديمقراطي لخطر الإحباط. التقرير أشار إلى أنّ القضايا الاقتصادية لعبت دوراً محوريّاً في الانتفاضات العربية، ولكن عوامل عدة أثرت سلباً على العلاقة بين المجتمع والدولة في البلدان العربية.

التقرير أشار أيضاً إلى أنّ مسار التنمية الذي انتهجته المنطقة العربية لم ينجح في تحويل ثروتها الطبيعية إلى مكاسب مستدامة لتحسين مستوى رفاهية الإنسان العربي، وسبب ذلك «التأثير المفسد للسلوك الريعي على اختيار مسارات التنمية وعلاقات الحوكمة... فلقد أضعفت سياسات الولاء للدولة - التي مورست في المنطقة على مدى عقود - آليات المساءلة المتبادلة التي تحكم العلاقات الحرجة بين الدولة والمواطن، كما أفقدت آليات المحاسبة والضبط اللازمة لتنظيم العلاقة بين دوائر الاقتصاد والسياسة قوّتها».

«السلوك الريعي» يرتبط بالدولة «الريعية»، وهي تلك الدولة التي تستمد معظم أو جزءاً كبيراً من إيراداتها من مصدر خاص، مثل النفط، أو مساعدات من العالم الخارجي. وعلى هذا الأساس فإنّ الدولة الريعية تؤسس علاقاتها مع المواطنين على أساس توزيع الريع مقابل الولاء. وهذا يعني، أنّ الدخل المتوفّر من الريع لا يستخدم من أجل تكوين اقتصاد قويّ منتج ومعتمد على الكفاءات والمهارات والمعرفة، وإنما من أجل تكوين طبقة موالية تغضُّ الطرف عن عدم وجود ديمقراطية وذلك مقابل الاستمرار في حصول هذه الطبقة على حصتها من الريع. وفي الوقت ذاته، تلجأ الدولة الريعية إلى إنفاق نسبة عالية من موازنة الحكومة على القطاع الأمني، وذلك لدفع الأخطار التي تترتب عن انتشار حالة عدم الرضا لدى قطاعات من المجتمع لا ترضى بهذه المعادلة.

تقرير الأمم المتحدة أمس تحدّث عن «السلوك الريعي» الذي أفسد قدرة الدولة على مواجهة تحدّيات التنمية، ولاسيما أنّ مثل هذا السلوك يمنع الحكومات من الاستجابة لمطالب شعوبها في تحقيق العدالة الاجتماعية والحرية السياسية، وهو ما رأينا شواهد عليه في انتفاضات الربيع العربي في العام 2011

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3453 - الأحد 19 فبراير 2012م الموافق 27 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 8:43 ص

      لو وزعت الثروة بشكل عادل

      لو وزعت الثروة بشكل عادل بين المواطنين دون تمييز اضافة الى غيرها من المطالب الانسانية والحقوقية والمعيشية لما مرت البحرين بما مرت به من ازمات

      فهل هناك من عاقل وناصح ومحب للوطن يسعى لتحقيق ما يصبو له المواطن

    • زائر 15 | 8:10 ص

      مقالة الريع حرفة البوصلة لمعلقي مقالات الاستاد منصور الجمري... يساري برباري

      يبدو الجماعة لم يفقهو ا بعد معنى الريع ، لهذا تجد التعليقات والردود قليلة مقارنة لما سبق من مقالات ، نتمنى من الأخ الجمري مشكورا ان يخصص مقالة تعريفية لما تعنيه مفردة ريع لعلى وعسى وجعل ان يفهموا شيئا من العلم من خارج الرواية والتلقين التي اعتادو عليها ، وان يفقهوا بأن السياسة دائما تعني المصلحة وانها ترتكز على الاقتصاد ، هذا الاقتصاد الريعي الذي ابتلينا به في بلادنا ، اقتصاد المعتمد على النفط وما تجود به ارضنا من دون انتاج ، جعلنا عبيد للأستهلاك وتواق للمنفعة السلبية ، تحية للأستاد الجمري

    • زائر 12 | 6:06 ص

      دكتورنا العزيز

      ومن هي الدولة العربية الغير ريعية للأسف الشديد كل دولنا العربية والأسلامية تأسست على هذه الشاكلة منذ قرون وحتى الغنية منها لو تغلغلت داخل مجتمعها ستجد الكثير مرتهن لذاك المسؤل أو الزعيم الذين خصص مقدرات بلده له ولمن حوله والباقي منح صدقات مكرمات سمها ماشئت وها نحن نقتات كلنا أي مليار ونصف مسلم من ريعها فوالله الذي لا أله غيره لن تقوم لنا قائمة أي نحن(( العرب))إلا بالعدل ولاغيره .لك تقديري

    • زائر 11 | 5:40 ص

      ريعيٌ .. وراعٍّ لا يقبل الزراعة

      ريعيٌ .. وراعٍّ لا يعجب الزراع
      وسلك طريق ناتجه عن من سلكه..
      فسلك السالك وهلك الهالك .. فهل تقبل المسئولية أن تفوض؟؟

    • زائر 9 | 4:31 ص

      تحديات التنمية في الدول العربية وعنوانه القبلية والطائفية .. البرباري

      الفشل في المعالجة الايجابية لتحديات العدالة الاجتماعية يعرّض المسار الديمقراطي نحو غدا افضل للأنكسار والتقهقر الى الوراء . دوما العامل الاقتصادي هو المحرك الاساسي للتاريخ والمسيرة الاجتماعية ,والوعي الاجتماعي هو نتاج لهذا الواقع الاقتصادي . الواقع الاقتصادي والاجتماعي في الدول العربية هو واقع الاقتصاد الريعي ، ليس فقط على مستوى الدولة انما ينسحب على المجتمع نفسه , لهذا نحن نعيش في مجتمع الولاء الى من يدفع وليس الى العقل المستقل ، ولهذا الرابطة الطائفية هي السائدة ورابطة الوطن لم تلد بعد

    • زائر 8 | 1:29 ص

      هاذى سيفوه

      وهاذى خلاقينة انظمة احتكرت السلطة وكل شىء ماذا تريدها ان تفعل سوى ان التخلف يؤدى الى تخلف وهلم جرة

    • زائر 7 | 12:59 ص

      اليوم سمح لي دكتور أختلف وياك:-

      "تكوين طبقة موالية تغضُّ الطرف عن عدم وجود ديمقراطية وذلك مقابل الاستمرار في حصول هذه الطبقة على حصتها من الريع"
      أي حصة 50 دينار لو زيادة 20% في الرواتب؟؟؟!!!!!

      هذا كله مجرد فتاة الموائد و لا يرقى لان يكون "حصة" من عوائد النفط ,,,,,,,بس الرزيل رزيل,,,,,

    • زائر 6 | 12:40 ص

      لو صحيح يحبون حكامهم

      وليس التأثر بالايدلوجيات الدينية والمذهبية لكان كل شي مختلف

    • زائر 5 | 12:12 ص

      هذا هو السر

      نعم هذا هو تعليل تخلف بعض الدول التي هي من أغنى الدول ...!!! ولكن لم تبارح مكانها منذ أن وجدت ولن تباح مكانها لأنه الشعب مل منها وبدأ بإزالتها واحده تلو الأخرى إنشاء الله

    • زائر 4 | 12:10 ص

      ما اقدر أقول إلا رحم الله والديك

      بالضبط هذا الذي نعيشه !!!!!!!!!!!!!!!!!! ولو ذلك لما ظهرت كل تلك الثورات العربية

    • زائر 3 | 11:44 م

      يا كافي الشر من هذه الدول «الريعية».. الله يعين شعوبها برحمته ويسلط غضبه على الظالمين لها..

      أنّ الدخل المتوفّر من الريع لا يستخدم من أجل تكوين اقتصاد قويّ منتج ومعتمد على الكفاءات والمهارات والمعرفة، وإنما من أجل تكوين طبقة موالية تغضُّ الطرف عن عدم وجود ديمقراطية وذلك مقابل الاستمرار في حصول هذه الطبقة على حصتها من الريع.

      وفي الوقت ذاته، تلجأ الدولة الريعية إلى إنفاق نسبة عالية من موازنة الحكومة على القطاع الأمني، وذلك لدفع الأخطار التي تترتب عن انتشار حالة عدم الرضا لدى قطاعات من المجتمع لا ترضى بهذه المعادلة.

    • زائر 2 | 11:28 م

      صباح العز يامنصور

      لو صرف الحكام العرب على شعوبهم ما يصرفونه على تلميع صورهم عالميا ولو فكر الحكام العرب في الحياه بنظره حكمه وعدل لما احتاجو لكل اشكال الحراسات واجهزه التنصت واجهزه المراقبه بل لما احتاجو لسيارات لان شعوبهم ستحملهم على الاكتاف ليصلون الى لغاياتهم لو انصفوا الحكام العرب رعاياهم لصارت قصورهم مقدسات ربما تبدل الناس ثيابها وتحرم قبل ان تطوف بها لو انصف الحكام شعوبهم لتمتعوا بلنظر لكل جميل في بلدانهم وهو على طبيعته بدون باليس ووفروا مبالغ طائله يلهفونها اطباء نفسيون ليخلصونهم من فوبيا الخوف..ديهي حر

اقرأ ايضاً