قالت الصين اليوم الاحد إنها تعتقد انه لا يزال من الممكن التوصل الى حل سلمي للازمة السورية لان اي تدخل عسكري سينشر الاضطراب في المنطقة لكن وزير الخارجية البريطاني قال انه يخشى انزلاق سوريا الى حرب اهلية.
ونشرت التعليقات في وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) بعد يوم من اجتماع مبعوث صيني مع الرئيس بشار الاسد وتظاهر الالاف في قلب دمشق في واحد من اكبر الحشود المناهضة للحكومة هناك منذ بدء الانتفاضة قبل عام تقريبا. وقال رجل اعمال سوري بارز في الوقت ذاته إن حكومة الاسد تتداعى ببطء وربما تصمد ستة اشهر فقط. وبرزت الصين كلاعب رائد في جهود دولية متعددة لحقن الدماء في سوريا وتتعاطف مع الاسد. وقالت شينخوا "تعتقد الصين شأنها شأن كثيرين أنه ما زال ثمة أمل في حل الأزمة السورية من خلال الحوار السلمي بين المعارضة والحكومة على عكس ما تقوله بعض الدول الغربية من أن الوقت ينفد بشأن إجراء محادثات في سوريا." كما انتقدت موقف الغرب بشأن سوريا وركزت على الخلافات بين القوى الاجنبية بشأن كيفية التعامل مع الصراع. وأضافت شينخوا ان الغرب لم يتحرك "من منطلق ذلك 'الهدف السامي' المعلن والخاص بتحرير الشعب السوري بقدر ما هي اعتبارات جيوسياسية. "ما زالت الدماء تراق في العراق والصومال وأفغانستان حيث تدخلت القوات الأجنبية وجاءت لتقديم 'المساعدة'." وربما تمنح هذه العبارات قدرا من الراحة للاسد الذي ينتقده الغرب بسبب حملة القمع التي قتلت خلالها قواته الامنية عدة الاف من الاشخاص. وأغضبت الصين وروسيا الدول الغربية والعربية هذ الشهر بعرقلة مسودة قرار لمجلس الامن الدولي يدعم خطة عربية تحث الاسد على وقف القمع وتسليم السلطة. وصوتتا ايضا ضد مشروع قرار مماثل لكنه غير ملزم في الجمعية العامة للامم المتحدة الاسبوع الماضي. وطالبت الولايات المتحدة واوروبا وتركيا ودول عربية تتزعمها دول خليجية الاسد بالتخلي عن السلطة. واستبعد الغرب اي تدخل عسكري على غرار ليبيا لكن جامعة الدول العربية تقودها السعودية اشارت الى ان بعض الدول الاعضاء مستعدة لتسليح المعارضة التي تضم الجيش السوري الحر المعارض. وكرر وزير الخارجية البريطاني وليام هيج هذا الرأي اليوم الاحد وقال لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "لا يمكننا التدخل على النحو الذي فعلناه في ليبيا... سنفعل اشياء اخرى عديدة. "انا قلق من ان تنزلق سوريا الى حرب اهلية وان نفوذنا لفعل شيء ما حيالها مقيد جدا لانه كما شهد الجميع فاننا لم نتمكن من التصديق على مشروع قرار في مجلس الامن الدولي بسبب معارضة روسيا والصين." والتقى نائب وزير الخارجية الصيني تشاي جيون بالأسد في دمشق أمس السبت وأيد خطة الاسد الجديدة لإجراء استفتاء وانتخابات تعددية في غضون اربعة اشهر وهي خطوة وصفها الغرب وحركة المعارضة السورية بانها خدعة. وناشد تشاي جميع الاطراف انهاء العنف. لكن حتى اثناء مباحثاته مع الاسد فتحت قوات الامن النار على تظاهرة شارك فيها الاف الاشخاص في حي المزة الذي تقطنه الطبقة المتوسطة وذلك حسب تصريحات نشطاء المعارضة. وقالت لجان التنسيق المحلية المعارضة إن قوات الامن قتلت 14 في دمشق وفي مناطق اخرى من البلاد امس بينهم خمسة في حمص معقل المعارضة. ولم يتسن التحقق من اي من هذه الارقام على نحو مستقل. وأشار احتجاج دمشق الى ان الحركة المناهضة للاسد - الذي حكم سوريا لمدة 11 عاما خلفا لوالده بعد وفاته - لم تأبه بالقمع وانها تضم الكثير من اطياف المجتمع السوري. ويقول الاسد الذي ينتمي الى الطائفة العلوية في دولة ذات اغلبية سنية إنه يحارب ارهابيين مدعومين من الخارج. وقال رجل الاعمال السوري البارز فيصل القدسي إن الحكومة تتداعى ببطء وان العقوبات الاجنبية تقوض الاقتصاد. وقال القدسي لبي.بي.سي في لندن إن العمل العسكري يمكن ان يستمر ستة اشهر لكن حكومة الاسد قد تقاتل حتى النهاية. وقال إن الجيش اصابه الاجهاد وسيضطر الى الجلوس والتباحث او على الاقل سيضطر الى وقف القتل. وقال القدسي الذي كان مهتما بتحرير الاقتصاد السوري لبي.بي.سي إن أجهزة الحكم لم تكن موجودة تقريبا في بؤر الاضطرابات مثل حمص وادلب ودرعا. وعاودت قوات الحكومة قصف حمص امس السبت. وتخضع المدينة ذات الموقع الاستراتيجي على الطريق السريع بين دمشق وحلب المركز التجاري لحصار لاكثر من اسبوعين وتتكشف ازمة انسانية مع تناقص امدادات غذائية وادوية لعلاج المصابين. وطبقا لتقارير نشطاء فقد قتلت نيران الصواريخ والمدفعية والقناصة بضع مئات لكن قوات الامن لم تلجأ الى القيام باجتياح كامل للاحياء التي تسيطر عليها المعارضة. ويخشى السكان من حمام دماء اذا ما حدث هذا.