العدد 1440 - الثلثاء 15 أغسطس 2006م الموافق 20 رجب 1427هـ

الهزيمة الإسرائيلية... الحصاد المر لتل أبيب

آمنه القرى comments [at] alwasatnews.com

.

تناولت الصحف الفرنسية والبريطانية تداعيات العدوان الإسرائيلي على لبنان. وتصدرت صور الدمار والقصف والنازحين كما صور الأطفال تحت الردم الصفحات الأولى لكبرياتها وأهم ما فيها هو الإقرار بالهزيمة الإسرائيلية في لبنان فيما أقر الجميع بأن حزب الله حقق مكانة أسطورية في عيون العرب. وركزت البريطانية على التطورات بعد تصديق مجلس الأمن على القرار 1701، مؤكدة أن حصاد «إسرائيل» من هذه الحرب كان مراً. كما ركزت على قضية إحباط مؤامرة تفجير الطائرات وعلاقتها بالسياسة الخارجية البريطانية وتأييد لندن الأعمى لواشنطن وتل أبيب.

فكتب برنار غيتا في «الإكسبرس» تعليقاً تحت عنوان: «الهزيمة الإسرائيلية» اعتبر فيه انه سواء نجحت الأمم المتحدة في وقف إطلاق النار في لبنان أم فشلت، فإن المؤكد الآن هو ان هذه أول حرب تخسرها «إسرائيل» منذ قيام دولتها. من جهته عنون الكاتب المغربي طاهر بن جلون مقاله في «لوموند» بـ «هؤلاء الأصدقاء الذين يدفعون (إسرائيل) نحو الهاوية» إذ اعتبر ان السلام مهما كان عادلاً ربما يكون أكبر تهديد يواجه «إسرائيل». وأضاف ان غالبية الإسرائيليين لا يرغبون في العيش جنباً إلى جنب مع الفلسطينيين بسبب ما تراكم من أحقاد بينهما. أما الفلسطينيون فلا يرغبون في العيش في جوار الإسرائيليين بسبب ما عانوه من احتلال غاشم وتدمير لا يرحم. أما بيار لالوش النائب ورئيس هيئة برلمانيي حلف شمال الأطلسي فلاحظ في «لوفيغارو» ولادة ثورة استراتيجية في الشرق الأوسط. وأسف كريستوف بولتانسكي مراسل «ليبراسيون» في صور لحال هذه البلدة التي أصبحت أشبه بمدينة أشباح. وفي مقال تحت عنوان: «الحرب على حزب الله والسلام مع حماس» اعتبر شلومو بن عامي (وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق) في «لوموند» انه سواء حقق الجيش الإسرائيلي أهدافه من عملياته في غزة وحربه في لبنان أم لم يحققها فإن أمراً واحداً غدا واضحاً وهو ان الحرب على كلتا الجبهتين سددت ضربة مميتة إلى الخطة الأحادية لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت خصوصاً بالضفة الغربية التي تعتبر المبرار الأساسي لوجود هذه الحكومة بل هي أيضاً مبرر قيام حزب «كديما» الذي أسسه شارون وورث زعامته أولمرت. وكتبت «ليبراسيون» افتتاحية تحت عنوان: «الإخفاق» اعتبرت فيها ان الصراع الحالي في لبنان أثبت مرة أخرى إخفاق النظام الذي يحكم العالم في الوقت الحاضر أي النظام الأميركي فالولايات المتحدة فشلت في فرض سياسة القطب الواحد.

وكتب روبرت فيسك في «الإندبندنت» تقريراً تحت عنوان: «ماذا تقولون لرجل أسرته مدفونة تحت الأنقاض؟» أورد فيه قصص رجال فقدوا أسرهم في القصف الإسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية. وكتبت «ديلي تلغراف» افتتاحية تحت عنوان: «لبنان لا يمكنه منفرداً التصدي لحزب الله» أكدت فيها ان المجتمع الدولي سيرحب لا محالة بعرض لبنان نشر الجيش في الجنوب إذ إن الهدف الأساسي من القرار الدولي 1701 هو إحلال سلطة أخرى في الجنوب اللبناني محل حزب الله. لكنها أكدت ان هذه القوة لن تكون كافية لنزع سلاح حزب الله وحلّه، فالجيش اللبناني ما زال متأثراً بتداعيات الحرب الأهلية وثقافة الميليشيا، وأثبت عدم قدرته على وقف حزب الله المدعوم من سورية وإيران. فاعتبرت انه لهذه الأسباب يجب ألا تنسحب «إسرائيل» من لبنان إلى أن توجد قوة دولية هناك. ومضت تقول انه يجب حل قوة «اليونيفيل» عديمة الفاعلية بدلاً من تعزيزها ولابد من أن تكون القوة التي تخلفها ذات فعالية وإلا فإن لبنان سيظل مخلب القط لدمشق التي تسعى لاستعادة الجولان، ولطهران التي تريد تدمير «إسرائيل». أما وليم واليس في «فايننشيال تايمز» فرأى ان حزب الله حقق مكانة أسطورية في أعين العرب. واعتبر ان حزب الله تعلم من أخطاء الجيوش العربية والميليشيات التي سحقتها آلة الحرب الإسرائيلية، ولذلك على رغم استمرار الغارات الإسرائيلية فإن قدرته على إطلاق الكاتيوشا على شمال «إسرائيل» وإحراج القوات الإسرائيلية البرية مازالت قائمة.

من جهة أخرى، قال ماثيو باريس في «تايمز» إن على السلطات البريطانية أن تعامل الذين كانوا يخططون لتفجير الطائرات البريطانية بصفتهم مجرمي حق عام، وليس جنوداً في حرب شاملة.

صحافية لبنانية

العدد 1440 - الثلثاء 15 أغسطس 2006م الموافق 20 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً