العدد 1439 - الإثنين 14 أغسطس 2006م الموافق 19 رجب 1427هـ

أسئلة بشأن الحرب... غنية عن الإجابة

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

في مقابلة صحافية قبل عدة أيام طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق الذي يتخندق في صف المعارضة بنيامين نتنياهو إعفاءه من الإجابة على سؤال صحافي عن: هل أن الجيش الإسرائيلي في ورطة، أو أنه أصبح فريسة مقاتلي حزب الله؟

وقبل أيام أيضاً أجاب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني على سؤال الصحافي غسان بن جدو عندما سأله، هل أحرج حزب الله الأنظمة العربية بهذا التفوق في المواجهة مع الجيش الإسرائيلي؟ فأجاب الوزير: «لا أستطيع الإجابة على هذا السؤال».

وهنا أعتقد أنه بات واضحا أن هذا النوع من الأسئلة لا تحتاج في الإجابة عليها إلى مفردتي «نعم» أو «لا» على السواء. بينما تفرض هذه الأسئلة على من توجه إليه أن يبحث عن مخرج لتجنب الإجابة بهاتين المفردتين نعم أو لا بشكل مطلق.

لأن الجواب - كما يقولون - شاهر ظاهر للعيان في هذه الأيام أكثر من أي شيء آخر، يسمعه ويشاهده ويتابعه كل العالم على الفضائيات والإذاعات وعبر تصفح مواقع شبكة الانترنت والصحافة.

الإسرائيلي كما في حال نتنياهو، والذي كان يريد القول «نعم» في الإجابة على السؤال، ولكنه يدرك أنه حينها سيصطدم بموانع تفرض تجنب أي تلميح أو تصريح يساهم في إضعاف الحال المعنوية الإسرائيلية الشعبية والعسكرية على السواء، ولكنه لا يستطيع أن يقول «لا» أيضاً، لأنه يعرف أن المشاهد الإسرائيلي قبل غيره سيسخر منه أكثر من سخرية القدر التي وقعت بكيانه الصهيوني، ولهذا طلب إعفاءه من الإجابة.

العربي كما في حال الوزير القطري يريد أن يقول «نعم» في الإجابة على الأسئلة، ولكنه عندها سيصطدم بما يقارب عشرين حاكماً عربياً، ولكنه لا يستطيع أن يقول «لا» لأن المشاهد - والذي يرى الوزير نفسه، انه يصدقه ويعتبره أكثر وزراء الخارجية العرب صراحة - سيسخر منه، بل ولن يصدقه بعد ذلك. ولهذا قال في جوابه «لا أستطيع الإجابة على هذا السؤال». تجيب الوقائع الميدانية أن القيادتين السياسية والعسكرية الإسرائيليتين تستميتان في بحثهما عن الحلقة الضائعة في فشلهما في العدوان على لبنان، خصوصاً أن القرارات التي تتخذها القيادة الإسرائيلية تتخبط في وحل لبناني بنكهات حزب الله فاتسمت القرارات الإسرائيلية بالنفس القصير، حتى بات كل قرار ضحية قرارات تلحقه خلال ساعات أو يوم أو يومين ما يجعل المراقب يفقد القدرة على فهم المراوحة الإسرائيلية من خطة إلى خطة في اليوم الواحد وكثرة الدراسات التي يقوم بها الخبراء الاستراتيجيون والذي انعكس بشكل مباشر على الجيش الإسرائيلي على الأرض، فإنه هو الآخر بدأت تراوح حركاته بين تقدم بطيء حذر وتراجع تفرضه معادلة ميدانية لم يستطع الإسرائيلي فك أرقامها. حتى بعد إعلان وقف إطلاق النار تنفيذاً للقرار .1701

الوقائع على الأرض في الطرف الآخر أيضاً أي من جهة حزب الله فإنه منذ أن بدأت الحرب الجائرة لم يغير خطته المحكمة التي بدأ بها مواجهة الحرب المفروضة وهي خطة أثبتت قدرتها وهذا ما شهد به الإعلام الصهيوني وأروقة القرار الإسرائيلي وهي خطة محكمة وعصية بكل المقاييس على العدو. خطة لا يسع التعبير عنها بأقل من اللغز النوعي المحير. إذا كنت والملايين من البشر لا يملكون خبرة أو على الأقل فهما أوليا في أبجديات الخطط العسكرية، ولم نمر في حياتنا على مناهج علمية أو عملية في الجانب العسكري، لا نجد مساراً يمهد لنا الطريق لكشف سر هذا اللغز. فإن مئات الموسوعات وآلاف المراجع المدونة من الخبرات العسكرية والتي خبرها الجنرالات الإسرائيليون هي الأخرى تجهل حل هذا اللغز بل وتخجل من الاعتراف بجهلها. بينما نرى كل خبير عسكري حتى عسكري لبنان الذين هم أخوان حزب الله وشركاءه في الوطن، لم يستطيعوا فك طلسم خطة المقاومة الإسلامية وقدرة حزب الله على تحقيق هذا النصر الذي اعلنه السيد نصر الله أمس. فطيور حزب الله «الأبابيل» كانت تلقي بصواريخ من «سجيل» على دبابات ميركافا الإسرائيلية ومستوطناتها الصهيونية فتجعلهم «كعصف مأكول». وهنا وبعد هذا كله هل ينبغي علينا أن نتحدث عن إجابات على أسئلة يغني فيها شاهد الحال عن منطوق المقال؟

كاتب بحريني

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 1439 - الإثنين 14 أغسطس 2006م الموافق 19 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً