العدد 1439 - الإثنين 14 أغسطس 2006م الموافق 19 رجب 1427هـ

النموذج البحريني لتنمية رواد الأعمال يحفز المؤسسات الصغيرة والمتوسطة

يتكون من أربع مراحل: التدريب والمشورة والربط المالي والاحتضان

طبق برنامج تدريب وتنمية رواد الأعمال وإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للمرة الأولى بالمنطقة في البحرين بعدها أخذ طريقه لعدد من دول الشرق الأوسط وأطلق عليه ما يدعى بالتجربة البحرينية لتدريب رواد الأعمال. هذا ما قاله رئيس مكتب الاستثمار والترويج التكنولوجي في منظمة الأمم المتحدة للإنماء الصناعي «اليونيدو» هاشم سليمان. ولعل المشاركين في هذه البرامج سيستفيدون من شبكة «اليونيدو» المنتشرة في أرجاء المعمورة والتي تقدم خدمات استشارية لعدد كبير من حاملي الأفكار الاقتصادية في مجالات الصناعة والتجارة.

والبرنامج بحسب القائمين عليه يسعى إلى توفير الموارد البشرية المدربة التي تعمل على تدريب ومشاورة ومساندة رواد الأعمال المحتملين، والتعاون مع المؤسسات المعنية بتسهيل وتنمية الصناعات الصغيرة، ليكون البرنامج أكثر أهمية إذا استخدمت لأهداف المدى الطويل.

وترجع فكرة تدشين هذا البرنامج لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية والمركز العربي الإقليمي لتنمية وتدريب أصحاب الأعمال والاستثمار بالتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة بصفتها راعية للحركة الصناعية في البلاد إضافة إلى بنك البحرين للتنمية بصفته الممول والداعم للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في البحرين.

ويتكون النموذج البحريني من أربع مراحل هي: التدريب والتأهيل، تقديم المشورة والربط التكنولوجي، الربط المالي، الاحتضان، وتسمى المراحل الثلاث الأولى «ما قبل الاستثمار» والمرحلة الرابعة «ما بعد الاستثمار».

تنمية الرواد خطوة أولى

أقامت هذه الجهات مجتمعة بإقامة نموذج لبرنامج تدريب أصحاب العمل وتنمية الشركات إذ تم تطبيقه فعليا من العام 2000، وبرنامج تنمية الرواد ما هو إلا خطوة أولى من عملية متكاملة لا تتوقف عند تأهيل وتدريب هؤلاء الرواد فقط، إذ تتكون المراحل الكلية لهذا المشروع من 4 مراحل أساسية تصل إلى مرحلة إنشاء شركة صغيرة ومتوسطة.

المرحلة الأولى هي تدريب وتنمية القدرات ويشرحها القائمون بأنها تقوم على تدريب رواد الأعمال على أسس نظرية واعتقادات من خلال خبرة تاريخية بأن رواد الأعمال لم يولدوا فقط بل يمكن تدريبهم وتطويرهم، إذ يرى القائمون على البرنامج بأن الكثير من الأفراد لا يملكون مهارات رواد الأعمال أو الرغبة قي إنشاء عمل جديد أو الظهور في شكل مميز والعمل من خلال الاختبارات السلوكية والذهنية التي يمكن تدريبهم عليها ليصبحوا رواد أعمال.

وتدريب رواد الأعمال يتم من خلال برامج تنمي وتقوي مهاراتهم والثقة بالنفس من أجل إنشاء مشروعهم الخاص وتزويدهم بالمهارات والمعرفة بالأمور المالية والتقنية والإدارية والمعلومات وكيفية الحصول على أفكار المشروعات إلى جانب تحليل المدخلات والمخرجات ومن ثم تطبيق المشروع علاوة على استخدام الموارد المالية والتقنية المناسبة والتمكن من إدارة المشروع ومواجهة مشكلاته بنجاح.

ويحدد «اليونيدو» و»الآرسنت» المواصفات العامة التي تظهر ملامح المرحلة الأولى من برنامج تدريب رواد الأعمال وتنمية الشركات بأنها عملية تدريب لهؤلاء الرواد المحتملين أو المرتقبين كونها عملية سببية إذ ينتظر من رواد الأعمال أن يقوموا بمشروعاتهم - التي يحملون أفكارها في عقولهم قبل الانضمام إلى البرنامج كشرط للانخراط فيه - بعد الانتهاء من البرنامج. إذ إن من الأهداف الرئيسية التي تقوم عليها فكرة المشروع اقتران المتدرب بمشروع ينفذه ليكون البرنامج حصيلة معرفية ترى النور إلى حيز الواقع من خلال مشروع ملموس يؤدي الأهداف الاقتصادية المنشودة منه في سبيل التنمية الحقيقية للبحرين.

ويتم في المرحلة الأولى اختيار المتدربين الذين يحملون تلك الأفكار وتلك الموصفات الموجودة بداخلهم نسبيا ليكونوا أصحاب أعمال حرة، إذ يقوم مباشرو البرنامج باختيار الرواد الجدد عبر مقابلة شخصية، اختبارات تحريرية إضافة إلى عدم إهمال الاعتبارات الشخصية ومدى رغبة أو جدية المتقدم للتدريب في إنجاز مشروع جديد.

ومن خلال ذلك تتضح الفكرة العامة للمشروع أو خلاصته في أن البرنامج وضع لمساعدة رواد الأعمال المحتملين على ترجمة أفكارهم إلى مشروعاتهم في القطاع الصناعي أو الخدمات عموما.

مكونات تدريب القدرات

وتتضمن مرحلة إعداد الرواد عرض مهارات رواد الأعمال وعلم النفس والمداخل الرئيسية من أجل تقوية مهارات المشاركين، تحديد فرص المشروعات من حيث الكيفية واختيار المشروع واختيار فكرة بتأسيس مشروع جديد أو حتى التوسعة في مشروع قائم، وضع خطة عمل عن طريق شرح كيفية إعداد خطة للمشروع المحتمل والمساندة لإنشائه، عرض أساسيات إدارة المشروعات الصغيرة، تقييم حال السوق وكيفية الاستفادة من تقييم السوق من أجل معرفة الحقل الذي يوجد فيه المنتج أو الخدمة.

وستتناول مرحلة تدريب وتنمية القدرات مداخل لكيفية تنفيذ المشروع و عملية إنشاء مشروع صغير بالتطبيق على البحرين وتشمل القوانين والإجراءات اللازمة وطبيعة المساعدات المتوافرة من خلال مختلف المؤسسات ذات العلاقة.

المشورة والربط التكنولوجي وعقد الشراكات

يعمد البرنامج بعد التدريب النظري إلى متابعة المتدربين عن طريق برنامج المشورة والربط التكنولوجي وهو المرحلة الثانية من برنامج تدريب الرواد وتنمية المؤسسات الصغرى والمتوسطة وتهدف هذه المرحلة إلى المساعدة على البدء في المشروع، إذ يتم مساعدة رواد الأعمال المتدربين على وضع تصور لأفكار مشروعاتهم والعمل على توفير المعلومات بغرض البدء في إعداد خطة للمشروع بالإضافة إلى المساعدة في الاختيار التكنولوجي وعقد شركات مع المستثمرين الأجانب من خلال شبكة مكاتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابعة لـ «اليونيدو».

ويشار إلى أن برنامج المشورة تم تصميمه على أساس احتياجات كل رائد عمل، ويتحدث سليمان عن ذلك فيقول: «ان كل رائد قد يتجه لعمل معين أو صناعة محددة تختلف فيها الخبرات لذلك فإن تقديم المشورة لن يكون مرهونا بمستشار واحد فقط، إذ يلزم الأمر وجود عدد من الخبرات لا يمكن توافرها في البحرين بمفردها، لذلك عمدنا بصفتنا منظمة دولية إلى إنشاء شبكة واسعة تحوي الكثير من الخبراء والمختصين في المجالات الصناعية المختلفة، وسيضيف تعدد الدول التي ينتمي إليها الخبراء ميزة أكبر إذ إن تبرع كل دولة في جانب معين سيستفيد منه الحاصلون على المشورة بصورة أفضل لو كان التركز في دولة واحدة فقط».

وستتضمن المرحلة الثانية من برنامج تدريب الرواد وتنمية المؤسسات الصغرى والمتوسطة إعطاء فكرة واضحة عن كيفية الحصول على فرصة المشروع، عمل دراسة وتحليل للسوق ومتطلباتها وجمع وتحليل المعلومات، المساعدة في البحث عن المعلومات التكنولوجية المتخصصة والتي قد تشمل المعدات المطلوبة والمواد الخام، إضافة إلى تسهيل عملية التبادل التكنولوجي وعقد شراكات مع شركاء أجانب. كما تشمل مرحلة خدمات المشورة والربط التكنولوجي إكمال جميع متطلبات البدء في المشروع من الإجراءات والقوانين واستخراج السجل التجاري أو الصناعي والإعفاء الجمركي، إلى جانب الإشراف على البدء في خطة العمل.

الربط المالي والاحتضان

بعد أن يصل المشاركون في برنامج تدريب رواد الأعمال وتنمية الشركات إلى مرحلة المشورة والربط التكنولوجي تصبح الملامح الرئيسية للمشروعات المؤملة من المشاركة قد اكتملت، وتغدو عملية ترابط المشروع وتحديد الموارد المالية هي العملية المهمة للبدء في خطوات الفعلية للمشروع، ويوفر القائمون على البرنامج المساندة لصاحب المشروع لإكمال طلب قرض مساند من المؤسسات المالية، إذ يكون المشروع وسيطا بين صاحب المشروع والمؤسسة المالية. ومن هنا يأتي دور بنك البحرين للتنمية من خلال تبنيه المشروع والمساهمة فيه إذ تنسجم أهداف المشروع مع أهداف المصرف المتمثلة في تطوير الأفكار إلى مشروعات وأعمال حية تخدم البحرين.

والمرحلة الرابعة والأخيرة. مرحلة الاحتضان والرعاية تبدأ ببدء عمليات الإنتاج الفعلية في الحيز المكاني أو الوحدة التي حصل عليها الرواد من مركز البحرين لتنمية الصناعات الناشئة إذ يقوم فريق العمل بالحاضنة بتقديم الدعم اللازم سواء في عمليات التجهيز وتوظيف العمالة أو عمليات التشغيل التجريبي والفعلي للمشروع. إضافة إلى خدمات السكرتارية والإدارة والتسويق.

وسيحصل المشروع في الحاضنات الصناعية على متابعة يومية إذ إن احتضان المشروعات الصغيرة الناشئة يرفع من نسب نجاحها من 45 في المئة إلى 87 في المئة تقريبا، ما يحقق أهداف التنمية وتخفيف الخسائر الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن انهيار وفشل المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

أما على صعيد مراكز احتضان الصناعات الناشئة فتعتزم البحرين إنشاء إنشاء مركزين جديدين لتنمية الصناعات الناشئة (حاضنتين)، الأولى في مدينة حمد والثانية جنوب غرب مدينة عيسى، إلى جانب توسعة مركز الحد للصناعة الناشئة.

وتأتي هذه الخطوة نتيجة للتوجهات الرسمية في المملكة لتعزيز البنية التحتية للاقتصاد الوطني من خلال تشجيع الشباب البحريني على إنشاء مشروعاته الصناعية الخاصة كمحرك أساسي لنمو الاقتصاد المحلي ونواة لإنشاء الصناعات الكبيرة وتوسيع القاعدة الإنتاجية بما يساهم في تغطية احتياجات السوق إلى جانب توافر فرص عمل كثيرة لتوظيف الأيدي العاملة البحرينية

يذكر أن الهدف الرئيسي من إنشاء مركز تنمية الصناعات الناشئة هو تحقيق البنية التحتية للتنمية الاقتصادية عبر تشجيع إقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة جديدة في مملكة البحرين بإنشاء مشروعات جديدة في المجالات الصناعية والخدمية وتحسين كفاءة أداء العمل في المشروعات الصغيرة والمتوسطة الحالية وزيادة روح الابتكار والإبداع لدى الشباب وخلق علاقة راسخة بين المؤسسات الصناعية الكبرى والمشروعات الصغيرة ومساعدة المشروعات الجديدة على النمو بوتيرة متسارعة إلى جانب خلق مزيد من فرص العمل للشباب البحريني

العدد 1439 - الإثنين 14 أغسطس 2006م الموافق 19 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً