ترى ماذا يجعل العالم يدور؟ المال كما ذكرنا من قبل؟ ربما الحب؟ أم الاثنان معاً؟ فمن دون المال لا حب و بدون حب لا مال؟ وماذا عن الأوضاع السائدة؟ وترى متى ستتعدل أمور شركتك؟ ومتى ستحظى بتلك الترقية التي طال انتظارها؟ أسئلة كثيرة تليها نقاط متهافتة هنا وهناك. فالكل لديه قبضته الخاصة على الحقيقة ويتفوه بنقاطه وآرائه عن الواقع السائد في عالم اليوم. لكن متى يحين وقتك؟ متى يمكنك أنت كموظف أو مدير أو حتى رئيس شركة أن تبين للعالم ما هو رأيك، ما هو قرار ضميرك الذي اتخذته في مجرى حياتك وماذا تريد حقاً تحقيقه؟
اليوم. وكل يوم. باختصار، هذه رسالة بسيطة موجهة لكل من شك في أمره وبقي مجرد ظل بين الآخرين. فالثقة لا يمكن لأحد أن يسلبها منك. المشكلة هي في قدرتك على استغلالها وإظهارها.
ربما أنت لا تمانع في أن تكون مجرد متفرج، لكن بهذا قد لا تمكن نفسك من الوصول إلى أهدافك وطموحك. فكل شيء يعمل بحلقة بدايتها الثقة بالنفس والإيمان بقدراتك. «لكنني ليس فلان بن علان»، قد تقول. هراء! فلا عليك من الآخرين. لا يمكن لأحد أن يصبح شخصاً آخر، لكن يمكنه أن يظهر حقيقته والعمل على ذاته. فالخسارة في أن تهمل مواهبك بمجرد أنك لم تولد على هيئة شخص مختلف!
أو حسب مضمون مقولة لماري - ان وليامسون، قد تخشى من أن تبين ثقتك وسعيك للأفضل لأنك لا تريد شعور الآخرين بعدم ثقتهم! فالحقيقة هو كلما علمت بأن لديك حقاً كأي شخص لإبراز نفسك ورفع رايتك، انعكس نورك ورونقك على الآخرين وحررتهم من مخاوفهم من قدراتهم.
فلا شخص يولد ليكون صغيراً، فكيف ستخدم العالم إذا كنت تنظر إلى نفسك بهذا الشكل؟ ومن ماري - ان وليامسون إلى مفهوم وارد في كل الأزمان والظروف، وهو كلما واجهنا ما يخيفنا، زادت عزيمتنا وقدرتنا وثقتنا.
لأن كل يوم... يومك إذا أردته أن يكون كذلك، فعليك ألا تخجل مرة أخرى إذا ما كان لديك رأي أو مفهوم تريد مشاركته مع زملائك ومديري شركتك. كيف أردت، عبر توجيه رسالة أو عقد اجتماع أو حتى الكلام في مقصف الشركة، هنالك فرص كثيرة لتتواصل مع الآخرين.
لا يأتي النجاح على طبق من ذهب، كما إنه لا يأتي إن كنت ساكتاً متفرجاً لما حولك.
في أي شركة، من تلك الأجنبية الضخمة إلى المحلية العائلية الأمر هو الشيء نفسه. اعمل بإخلاص وما يتطلبه العمل، لكن لا تنسَ بأنك تتعامل مع أناس مثل باقي الناس يبهرهم العرض الشيق والمنبعث من الثقة بالنفس متجاوزاً كل العقبات
العدد 1438 - الأحد 13 أغسطس 2006م الموافق 18 رجب 1427هـ