إذا كانت هناك شركات تحقق أرباحاً خيالية في العالم فهي بالتأكيد شركات النفط العملاقة. على سبيل المثال وليس الحصر حققت شركة «أكسون موبايل» الأميركية أرباحاً صافية قدرها 10 مليارات و400 مليون دولار في الربع الثاني من العام الجاري. ويساوي هذا الرقم نحو أربعة مليارات دينار بحريني (أي أقل بقليل من حجم الناتج المحلي البحريني).
وحسب التقارير الصحافية يعتبر أداء شركة «أكسون موبايل» ثاني أفضل نتيجة حققتها أي شركة في الولايات المتحدة في أي فصل. الغريب بأن شركة «أكسون موبايل» هي نفسها من حققت أفضل أرباح صافية في أي ربع حتى الآن في تاريخ الشركات الأميركية. فقد تمكنت من تحقيق أرباح قدرها 10 مليارات و700 مليون دولار في الربع الأخير من العام 2005.
أرقام خيالية
وأوردت صحيفة «يو إس أي تودي» إحصاءات حيوية تفصيلية عن النتائج المالية لشركة «أكسون موبايل» للربع الثاني. فقد حققت الشركة أرباحا صافية قدرها 114 مليون دولار (53 مليون دينار) في اليوم و5 ملايين دولار (مليون و890 ألف دينار) في الساعة فضلا عن 79 ألف دولار (نحو 29 ألف دينار) في الدقيقة و1300 دولار (491 ديناراً) في الثانية الواحدة.
يبقى بأن هذه الأرقام تتحسن بشكل كبير في حال الإشارة إلى احصاءات المبيعات. تحديدا تم تسجيل مبيعات قدرها مليار و100 مليون دولار (416 مليون دينار) في اليوم و45 مليون دولار (17 مليون دينار) في الساعة فضلا عن 756 ألف دولار (نحو 286 ألف دينار) في الدقيقة و12 ألفاً و600 دولار (4763 ديناراً) في الثانية الواحدة.
وعلى هذا الأساس، علينا بأن نعي بأن ارتفاع أسعار النفط وبقاءها مرتفعة ليست فقط في مصلحة الدول المنتجة للنفط بل أنها تخدم شركات النفط العالمية. وكما أشرنا في مقالاتنا الأخيرة بأن سعر التجزئة للنفط يباع حاليا في أميركا بنحو 300 فلس لليتر الواحد في الوقت الحاضر مقارنة بنحو 100 فلس قبل نحو عامين.
لكن أثناء زيارتنا الأخيرة للولايات المتحدة والتي بدأت في شهر يوليو/ تموز تبين لنا بأن الأميركيين مازالوا يحبون قيادة سياراتهم في كل الأحوال. صحيح أن هناك تذمراً من ارتفاع أسعار النفط إلا أن أصحاب السيارات يعتقدون بأن التسهيلات التي يحصلون عليها من قيادتهم لعرباتهم تعوضهم من الخسائر في نهاية المطاف. فالسائق الأميركي يهمه جدا أن يكون هو (وليس شركات النقل العام) من يقرر متى يجب عليه أن يتحرك.
من جهة أخرى، نتمنى أن تقوم شركة نفط البحرين (بابكو) بتزويد المجتمع بالتفاصيل الدقيقة بخصوص أدائها المالي في كل فصل. نقول ذلك نظرا إلى الدور الريادي لشركة «بابكو» في الاقتصاد البحريني. المعروف بأن الدخل النفطي شكل نحو 76 في المئة من مجموع إيرادات الخزانة فضلا عن 74 في المئة من الصادرات و52 في المئة من الواردات في العام 2005. بلا شك في أن من حق المواطن الإطلاع على نتائج أهم شركة في البحرين وهي بالتأكيد «بابكو»
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1438 - الأحد 13 أغسطس 2006م الموافق 18 رجب 1427هـ