وتمتد المزارع التي تحمل اسم قرية لبنانية قريبة صعودا من منطقة على ارتفاع 400 متر عن سطح البحر إلى أخرى ترتفع 2000 متر، على تلال جبل حرمون.
وتعتبر «إسرائيل» أن المزارع سورية لأنها احتلتها من سورية خلال الحرب الإسرائيلية العربية العام 1967. بينما تعتبر بيروت أن المزارع «أراض لبنانية». بينما سورية أكدت أن المزارع لبنانية وكان آخرها تصريح وزير الخارجية السوري وليد المعلم في بيروت بأن «الوضع القانوني هو بين لبنان والأمم المتحدة. لبنان في العام 2000 اعترض على الخط الأزرق خطيا وقدم خرائط تثبت لبنانية مزارع شبعا. الأمم المتحدة ولأسباب خاصة معروفة قالت إن هذه المزارع سورية، أما نحن فنقول إنها لبنانية».
وكانت مزارع شبعا شكلت منطقة متنازعا عليها بين لبنان وسورية منذ خمسينات القرن الماضي، في مرحلة كانت العلاقات بين بيروت ودمشق تشهد توترا. فمنذ 1957 نشرت سورية عناصر عسكرية في مزارع شبعا بذريعة السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية لإفساح المجال أمام تنفيذ عمليات ضد «إسرائيل» في منطقة بحيرة طبريا. وأثار هذا الإجراء اعتراض رئيس الوزراء اللبناني آنذاك سامي الصلح وتقديم لبنان شكاوى لدى الجامعة العربية.
وفي 1958 اتهمت بيروت دمشق باستخدام مزارع شبعا لتسهيل عبور مقاتلين ومعدات عسكرية دعما لما اصطلح على تسميته «الثورة» ضد الرئيس اللبناني كميل شمعون الذي اتهم بالتحالف مع الغرب ضد الناصرية. لكن الشكاوى سحبت من دون أن يتمكن لبنان من استعادة مزارع شبعا.
وفي 1967 احتل الجيش الإسرائيلي المزارع التي لم يكن فيها سوى عسكريين سوريين. وطلبت بيروت من دمشق بعد انسحاب القوات السورية من لبنان العام 2005 بالاعتراف رسميا بـ «لبنانية» مزارع شبعا و بترسيم الحدود بين لبنان وسورية في وثيقة ترفع إلى الأمم المتحدة.
بيد أن السلطات السورية اعتبرت انه من المستحيل ترسيم الحدود طالما بقيت المزارع خاضعة للاحتلال الإسرائيلي. وشدد حزب الله على قضية احتلال «إسرائيل» للمزارع وأنه سيبقى يحمل السلاح حتى تحريرها
العدد 1437 - السبت 12 أغسطس 2006م الموافق 17 رجب 1427هـ