صادف أمس 12 أغسطس/ آب العيد الفضي للحاسوب الشخصي. ففي مثل هذا التاريخ من العام 1981، سجلت شركة آي بي إم العملاقة فتحا جديدا في عالم الكمبيوتر باعلانها عن انتاج أجهزة الحاسب الشخصي، الذي أطلقت عليه الشركة اسم آي بي إم 5150. وكانت مجموعة من 12 عالماً في شركة أي بي إم برئاسة دون ايستردج، قد تمكنت من تطوير حاسوب 5150. واستغرق العمل في تطوير هذا الجهاز أقل من عام، واستخدم الفريق في تصنيعه عدة أجزاء متوافرة من قبل لدى الشركة. لم تكن سعة ذلك الحاسوب تزيد عن رسالتين إلكترونيتين ما نرسله في وقتنا الحالي لكنه كان عالي الكلفة، إذ بلغ سعره 1565 دولاراً، الأمر الذي رفع من مبيعات آي بي إم حينها بواقع 16 مليون دولار.

وفي حقيقة الأمر كان العام 1980 هو الذي دخلت فيه آي بي إم عالم الكمبيوترات الصغيرة من خلال جهاز أنشئ على رقاقة ذاكرة أنتل 8086. واتفقت آي بي إم مع مايكروسوفت حينها على كتابة برنامج بيسك لذاكرة آي بي إم ذات الـ 8 بت.

وفي خلال ذلك الوقت، قام بال ألان بشراء نظام تشغيل مغمور يسمى Q-DOS شركة سياتل كمبيوتر بمبلغ يصل إلى 50 ألف دولار أميركي. وقد تم تسمية هذا الشراء بصفقة العهد. وقد كان Q-DOSنظام التشغيل من أجل رقاقة أنتل 8086 وأصبح هذا النظام النواة التي تشكل منها نظام تشغيل ويندوز (MS-DOS).

واعتمدت شركة آي بي إم سياسة الهيكل المفتوح بالنسبة للجهاز الذي أنتجته، بمعنى أنها لم تحتفظ بكيفية تصنيع الجهاز سرا، على أمل أن تتمكن من ترخيص انتاجه للشركات الأخرى.

ولكن الشركات المنافسة تمكنت ببساطة من الاستفادة بالتقنية الجدية، فاستنسختها، وأنتجت أجهزة كمبيوتر خاصة بها وطورت انتاجها بما حقق ثورة في هذا المجال وفي زمن قياسي.

والغريب في الأمر أن بعض الخبراء يرون أن ثورة الحاسب الشخصي بشكلها الحالي لن تدوم طويلاً، فالتقدم الهائل في مجال الانترنت، والهواتف المحمولة يجعل امكان استخدام هذه الأجهزة في المستقبل أكثر سهولة.

لكن بحثاً أجرته مؤسسة فورستر للبحوث والاحصاء في نهاية العام 2004 يخالف هذا الرأي، إذ يتوقع البحث أن يتضاعف عدد أجهزة الحاسب الشخصي التي يمتلكها الأشخاص العاديون بحلول العام 2010 ليصل إلى 1,3 مليار جهاز. ويعود السبب، وفقا لما يقوله البحث، إلى زيادة عدد مستخدمي الحاسب في كل من الصين وروسيا والهند. وتوقع البحث أن يكون أكثر من ثلث الأجهزة الجديدة في هذه الأسواق بحيث تضيف الصين أكثر من 178 مليون جهاز بحلول العام 2010. يذكر أن عدد أجهزة الحاسب الآلي المستخدمة حالياً على مستوى لا تتعدى 575 مليون جهاز. ولكن، والى أن يتحقق ذلك، يظل حجم صناعة الكمبيوتر الشخصي هائلاً، ويزيد عن 200 مليار دولار في العام. 41