الاتحاد النسائي بوصفه بوتقة تجمع شتى الفعاليات النسوية في البحرين، هذا ما شددت عليه رئيسة جمعية المستقبل بشرى المهندي على الأقل. تعددت الآراء وبقى «الاتحاد» مجهول الغد، أوراقه المغلقة لا توافق حتى الآن على ماهيتها، وتبقى الشعارات الكبرى على شاكلة تثقيف المرأة، والنهوض بها، والدفاع عن مكتسباتها لا تجدي في تحديد الاستراتيجيات التي من المؤمل أن تبدأ المترشحات لمجلس الإدارة في الإعلان عنها. هذه البرامج التي من المتوقع الآن أن تكون إجرائية لا «شعاراتية» قد تفرض «السياسي» على الاتحاد وجدول أعماله القادمة، وهنا قلق آخر لا يمكن أن يكون «الانتخاب» فقط من سيحسم معادلته فقط. فالجمعيات السياسية لن تفوت هذه الفرصة للولوج داخل الاتحاد والمشاركة في توجيه مساراته، وتبقى الجمعيات الإسلامية هي الأكثر إثارة للجدل في هذا الجدال. «الاتحاد النسائي» بوصفه أداة سياسية دعائية. وهنا تظهر المطالبات الكثيرة بألا يتحول الاتحاد إلى مجرد دعاية للبحرين كمركز لتمكين المرأة في الشرق الأوسط عموماً وفي الخليج العربي خصوصاً، هذا ما كان يتمثل في مخاضات ولادة هذا الاتحاد، سيكون من الضروري أن يكون مجلس الإدارة المقبل مدركا لخطورة أن يفقد الطيف النسائي في البحرين إيمانه بالاتحاد في دورته الأولى. وعليه، إن إنجازات متسارعة ومتلاحقة لابد أن ترى النور، ولا مجال هنا للتجريب أو التعذر بحداثة التجربة، فالمرأة البحرينية قادرة على أن تتخلص من هذه المبررات عبر استثمار ذلك التراكم التاريخي لخبراتها السياسية والاجتماعية والثقافية. «الاتحاد النسائي» بوصفه عالما مفتوحاً، بمعنى أن يكون قادرا على التمازج والتلاحم مع باقي المؤسسات النسوية بطريقة سلسة ومباشرة، ويقف المجلس الأعلى للمرأة برعاية قرينة جلالة الملك كأهم المؤسسات التي لابد أن تكون مستويات التنسيق بين الاتحاد وبينه وفق ما يأمل الجميع. من جهة أخرى، تبقى علات السياسة في البحرين مفتوحة على الاتحاد. بمعنى، أن شتى ما تعانيه الساحة السياسية من منغصات سيكون بالضرورة معاشاً داخل «الاتحاد»، وإن صيغة توافقية بين شتى الأطياف النسائية أمر ملح لا يمكن إهماله تحت أي دعوى. المرأة البحرينية والتي مثل الاتحاد أهم نجاحاتها لهذا العام مطالبة بأن تكون في حجم طموحاتها التي أعلنت هي عنها، هذه الطموحات الكبيرة والمتضاربة أحياناً تفرض على الجسم النسائي مرحلة تاريخية وفاصلة، قد يفهم البعض أنها دعوة إلى مؤتمر تصالحي تنسيقي بين جميع الهيئات واللجان النسوية في البحرين، لم لا؟ فهذا خيار مطروح قد يحتاج إلى من يقوم بتفعيله، ولعل مجلس الإدارة المقبل للاتحاد من سيتكفل بذلك. إذا كان الاتحاد نقطة تحول في مسيرة النساء كما عبرت عن ذلك الناطقة الإعلامية فاطمة ربيع فإن هذا التحول لابد أن يكون مدروساً وممنهجاً وقادراً على ألا يكون مغلقاً أو موظفاً من قبل أي طرف من الأطراف الفاعلة سياسيا أو اجتماعيا من داخل الطيف النسائي أو من خارجه. مجموع الآراء حتى الآن يصب في الإيجابية «المفرطة» ولابد أن تكون الكلمة بين مقوستين، لكن الانتخابات كعملية تصنع تحالفات وتنهي أخرى، ولابد أن يكون لذلك أثره الذي سيصب في صناعة معوقات العمل الجماعي، وتبدأ منطقة التأويل في التوسع، وسيكون لمؤتمر وطني نسوي بالغ الأهمية في ألا يحرم أي طيف نسائي من الحق في الوجود والتمثيل والاعتراض والاتفاق والتعليق. نتمنى للاتحاد النسائي أن يستطيع الولوج لداخل العملية السياسية والثقافية والاجتماعية والتنموية بنجاح. وبدأت بالعملية السياسية» ذلك أن الخروج على «السياسي» وعدم الاشتغال بالسياسة مجرد «مزحة» باتت تتضمنها بعض النصوص الحديثة في دول الشرق الأوسط ولا احد يستطيع أن يجعل من المزحة واقعاً معاشاً يفرض نفسه، وخصوصاً أن كان يتعلق بـ «المرأة»، التي قد يكون هذا العصر أزهى عصورها
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1437 - السبت 12 أغسطس 2006م الموافق 17 رجب 1427هـ