العدد 1436 - الجمعة 11 أغسطس 2006م الموافق 16 رجب 1427هـ

الخيانة في بيروت

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

المتتبع لتصريحات رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية يقرأ إخفاقات/ تصريحات 14 آذار على أنها ليست أكثر مما أعلنه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أن ثمة من يخون لبنان، وأن ثمة من يجري اتصالاته بـ «إسرائيل» راجيا إياها الاستمرار في عدوانها حتى إنهاء المقاومة والإجهاز عليها، وليس الاستدراك الذي ختم به نصرالله حديثه بأنه لا يصدق هذه الأقوال لأنها تصدر من الإسرائيليين إلا تأكيداً لصدقية تلك الأنباء وأن نصرالله بات يعتمدها.

الواقع اللبناني اليوم يعطي مؤشرات لأن قبالة قوى 14 آذار التي مازال بعض أطرافها يرمون بالمصلحة الوطنية عرض الحائط، ويقف تيار عريض ممن يدرك حساسية الموقف، وأن لبنان في حال حرب لا حال تصفية حسابات تاريخية، على أن حزب الله أعلن استعداده للمحاسبة، واعتبرها محاسبة «عسيرة»، وعلى قوى 14 آذار أن تقر بأنها «مخترقة» بخونة لم تبدأ خيانتهم منذ اليوم. ادرك ما عاناه لبنان من التدخل السوري في شئونه الداخلية بعد الطائف، إلا أن الظرف السياسي اليوم إحداثياته مختلفة، فـ «إسرائيل» لا تستبيح «دمشق» بل «بيروت».

«فرنجية» أعلن بمسئولية مطلقة قراءته الوضع الراهن وشدد على «أن قرار إرسال الجيش إلى الجنوب في هذا الظرف هو خطوة ذكية من الحكومة، وان موافقة حزب الله عليه جنبه الوقوع في فخ قرار مجلس الأمن». وأكد «انه يضع خلافاته الشخصية على جنب ويقف الى جانب كل من يخدم مصلحة لبنان وعروبته ودعم المقاومة».

ليس حزب الله خاسراً في المعادلة السياسية حتى الآن، انتصر الحزب بصموده 32 يوماً في المعارك العسكرية، وانتصر في النقاط السبع التي أقرتها وتبنتها الحكومة، حسابات الربح والخسارة «مطاطة»، ولنا أن نقدر صمود هذا الحزب أمام عدو ابتلع 6 جيوش عربية في 6 أيام.

«فرنجية» هاجم قوى 14 آذار بقوة حين قال: «هناك عدو تاريخي اسمه «إسرائيل» هو عدو جدودنا وعدونا وعدو أولادنا ولا يمكن أن نكون بفكرنا الباطني أو العلني مع «إسرائيل» ضد فريق لبناني»، وهذا ما يؤكد أن الداخل اللبناني «منقسم» و«مفكك»، وأنه يعيش مخاضاً جديداً لمّا تنكشف لنا تبعاته.

التصريح الأكثر أهمية هو بداية الإعلان عن الاصطفاف السياسي للمرحلة المقبلة، ففرنجية أعلن صراحة أن «كل من هو صديق للمقاومة هو صديق سليمان فرنجية وعدوها هو عدوه، وان دعمه للمقاومة غير مشروط»، يبقى أن ينظر كل عضو في قوى 14 آذار إلى من يجلس بجانبه، ليعرف أين يجلس من يحب لبنان، ومن أي كرسي تخرج رائحة الخيانة للبنان قبل الخيانة لقوى 14 آذار نفسها

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1436 - الجمعة 11 أغسطس 2006م الموافق 16 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً