العدد 1434 - الأربعاء 09 أغسطس 2006م الموافق 14 رجب 1427هـ

المقاومة اللبنانية تغير أساليب مواجهة الجيوش التقليدية

علي الشريفي Ali.Alsherify [at] alwasatnews.com

-

قبل كلمة أمين عام حزب الله السيدحسن نصرالله التي القاها أمس (الاربعاء) واللهجة الاستعدادية التي اظهرها زعيم المقاومة واكدتها التقارير الواردة من ساحات المعركة، كانت معظم التقارير الصحافية تؤكد أن المقاومة في الجنوب اللبناني في وضع سيء لا يمكن لها الاستمرار في المعركة الا لأيام ان لم تكن لساعات.

وسبب تصور ضعف المقاومة يرجع لأسباب منطقية كثيرة في مقدمتها الحجم الهائل للقوات الاسرائيلية المشاركة في العدوان على لبنان، وطول فترة القتال التي قاربت الشهر، بالاضافة الى الحصار الجوي والبحري والبري المنفذ على ساحة المقاومة في الجنوب اللبناني.

إن استمرار قوات غير نظامية في صد هجوم جوي وبري عنيف يسبقه قصف مدفعي مكثف متواصل منذ أربعة اسابيع يحتاج الى العتاد والتموين والاسناد اللوجستي من قبل اهالي البلدات والقرى التي يقاتل فيها المقاومون، وكل هذه الشروط الواجب توافرها لمواصلة القتال هي مفقودة عمليا، حتى وان كان هؤلاء المقاتلون يرتكزون على عقيدتهم في الحرب وصد العدوان، لان هذه العقيدة تبقى عقيمة اذا افتقدت الى الوسائل التي يمكن ترجمتها الى واقع.

كما ان من الواضح ان عناصر المقاومة اللبنانية في الجنوب يعيشون الآن في وضع يصعب على أعتى الجيوش سلاحاً وعتاداً وقوة وتدريباً تحمله، وخصوصاً ان كل الجيوش النظامية وغير النظامية بحاجة الى تكتيكات تريح المقاتل وتوفر له جواً نفسياً سليماً تجعله قادراً على مواصلة الحرب، وهي ايضاً بحاجة الى عتاد ومؤنة تمكن القوات على المواجهة والصبر في المعركة، وهي امور غائبة عملياً عن مقاتلي حزب الله. اما فيما يقال عن وجود أنفاق يستخدمها مقاتلو المقاومة في الجنوب وتجعلهم قادرين على مقاتلة العدو، فهذا ما يصعب تصديقه لأسباب متعلقة بطبيعة أرض الجنوب الصخرية التي لا تسمح كثيراً بشق أنفاق طويلة داخلها.

ان قدرة مقاتلي حزب الله على ايقاع خسائر بشرية في صفوف القوات الاسرائيلية تؤكد استمرار جهوزية هؤلاء المقاتلين على مواصلة القتال بالمستوى نفسه الذي بدأت فيه هذه الحرب، وهي جهوزية مازالت سراً غريباً لم يستطع المحللون العسكريون فك شيفرته مع استمرار نجاح المقاومة اللبنانية في إيقاع خسائر بشرية وعسكرية في الجانب الاسرائيلي كان آخرها مقتل 15 جندياً وأصابة 30 آخرين في معارك عنيفة لا تبعد سوى كيلومترين عن الحدود اللبنانية.

قد يستمر توغل القوات الاسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية، وخصوصاً بعد قرار مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر، لكن هذا التوغل يعد خطوة عسكرية لاهداف سياسية لا يمكن المحافظة على هذه الأرض لفترات طويلة لانها خالية وذات طبيعة تخدم المقاومين الذين يمكن ان يجعلوها أرضاً لقتال يتجدد كل يوم، بعد أن نجحوا حتى الآن في تغيير أساليب المقاومة التي تعودت عليها الجيوش النظامية

إقرأ أيضا لـ "علي الشريفي"

العدد 1434 - الأربعاء 09 أغسطس 2006م الموافق 14 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً