يبدو أن نوابنا الأفاضل مازالوا غير مدركين حتى الآن أن الفصل التشريعي انقضى، وأن زمن تقديم الاقتراحات والأسئلة والمطالبات إلى الوزراء انقضى بانقضاء الفصل التشريعي، وأن كل ما يقومون به لتدارك مواقفهم في اللحظات الأخيرة، ومحاولة دغدغة عواطف الناخبين قبل موعد الاستحقاق النيابي بأشهر إن لم يكن بأسابيع قليلة، لن يجدي نفعاً، فالناخب أصبح على دراية ووعي كبيرين لايزال الكثير من النواب على جهل بهما.
بل إن بعض النواب - وأقول بعضهم - قد ذهبوا إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، حين بدأوا في استغلال الأزمة اللبنانية والصراع مع «إسرائيل»، وتوالت تصريحاتهم المستنكرة والمنددة بالعدو الصهيوني، والتي لا تقل في قوتها - الظاهرية طبعاً - عن قوة الصواريخ! واعتبروا أنفسهم منظرين ومحللين سياسيين (5 ستارز)، وأعلن بعضهم «الجهاد في سبيل لبنان» و«مقاتلة الصهاينة في عقر دارهم». كما لم ينسوا توجيه انتقادات إلى البرلمانات العربية التي «تقاعست» و«تخاذلت» عن دعم هذه القضية، ولكنهم نسوا أن هذه البرلمانات كانت على الأقل قد حققت من تطلعات وطموحات شعبها ما لم يحققه نوابنا لشعبهم.
وهذا الأمر يفرض سؤالاً مفاده: إذا كان نوابنا لم يحققوا شيئاً من تطلعات «شعبهم»، فهل ترى سيحققون شيئاً على صعيد لبنان، كتحريرها من أيدي العدوان الصهيوني مثلا؟ الأيام ستثبت ذلك، وستبين أن النواب سينسون لبنان وما وراء لبنان حين يبدأ صراع الانتخابات النيابية
إقرأ أيضا لـ "أماني المسقطي"العدد 1434 - الأربعاء 09 أغسطس 2006م الموافق 14 رجب 1427هـ