كتب محرر الشئون الخارجية لصحيفة «زود دويتشه» كريستيان شلوتزر تحليلا عن العدوان الإسرائيلي على لبنان، ذهب فيه إلى أن الحرب جعلت من الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله ثوريا له منزلة الثائر الكوبي الشهير تشي جيفارا ويوقع الأنظمة العربية المحافظة في حرج كبير.

وتحت عنوان «أيقونة الإسلام»، قالت الصحيفة الألمانية إن الشيخ نصرالله على الطريق ليصبح أكبر ثائر في العالمين العربي والإسلامي. ففي المناطق الفلسطينية حيث تخوض «إسرائيل» حربها على الجبهة الثانية ضد حماس، ينظر الفلسطينيون إلى الشيخ نصرالله بانبهار. فقد ضرب مدن «إسرائيل»، وهو ما لم تفعله الجيوش العربية على الإطلاق خلال الحروب الماضية.

وفي الدول العربية تسير مظاهرات مؤيدة لنصرالله بما فيها الدول التي انتقدت حزب الله في بداية اندلاع النزاع. وأشار الكاتب إلى صدمة المسلمين في الشرق الأوسط نتيجة العدد العالي لضحايا العدوان الإسرائيلي الذي يتواصل منذ أكثر من 27 يوماً، كما يشعر هؤلاء بغضب شديد لأن حكامهم يتفرجون على الحرب.

وقال شلوتزر إن منظمة المؤتمر الإسلامي التي تتكون من 57 دولة إسلامية دعت إلى اجتماع طارئ في ماليزيا، ووجهت نداء بوقف إطلاق النار لأن بين قياداتها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ورئيس الوزراء الماليزي عبدالله أحمد بدوي، وكلاهما له موقف ناقد لـ «إسرائيل». وتذهب الصحيفة إلى أن الأنظمة العربية تخشى تنامي نفوذ الإسلاميين المعارضين الذين يضعهم العدوان الإسرائيلي على لبنان تحت الأضواء مثل «الإخوان المسلمين» في مصر. وليس هناك في العالم الإسلامي من قضية تتقلد مكانة رفيعة عند المسلمين بغض النظر عن اختلاف جنسياتهم مثل القضية الفلسطينية، وذلك قبل وقت طويل على رفع صور الشيخ نصرالله في شوارع بيروت وغزة.

ورأت الصحيفة في تحليلها أن المشكلة الفلسطينية أصبحت رمزا لكل اضطهاد في العالم العربي، علاوة على ذلك فإن حماس وحزب الله ظهرا بسبب استمرار المشكلة الفلسطينية. وهذا ما توصل إليه رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير وقاله وزير الخارجية التركي عبدالله غول، لكن «إسرائيل» لا تريد الإقرار بهذه الحقيقة أبدا. وعوضا عن ذلك فهي تقول إنها تحارب الإرهاب وتدافع عن مصيرها كما تخوض معركة ضد إيران وسورية. الصحيفة أضافت أن سورية لا تريد الحرب، بل ترغب بالتفاوض مع «إسرائيل» بشأن الجولان، وهذا ما ترفضه الأخيرة. ولم تكشف «زود دويتشه» سرا حين قالت إن الولايات المتحدة الأميركية القوة الوحيدة في العالم التي تستطيع التأثير على «إسرائيل» ودفعها إلى التفاوض، لكنها تتصرف كأنها عديمة النفوذ على ربيبتها الدولة اليهودية... وحتى تكتشف ذلك سيبقى الأمين العام لحزب الله ينعم بشعبية واسعة في العالمين العربي والإسلامي