العدد 1434 - الأربعاء 09 أغسطس 2006م الموافق 14 رجب 1427هـ

فنانو البحرين يعتصمون ويبعثون رسالة صارخة لكوفي عنان

قالت الفنانة السعودية وعد إنها تجهز للقيام بحفلتين غنائيتين، في المغرب والبحرين، يخصص ريعهما لصالح الشعب اللبناني.

من جانب آخر، أطلق الفنان والمخرج المسرحي عبدالله ملك نداء للفنانين والأدباء البحرينيين لاطلاق عمل فني يدعم الشعبين الشقيقين في لبنان وفلسطين، مفيدا بأن الأمة في صراع وعليها أن تقدم ما يمكنها من دعم مادي ومعنوي.

جاء ذلك خلال اعتصام عقده الفنانون والكتاب والمثقفون البحرينيون، استجابة لدعوة من اسرة الأدباء وكتاب البحرين، وذلك أمام مبنى هيئة الأمم المتحدة بشارع المعارض، في الخامسة من مساء الأربعاء الماضي 2 اغسطس/ آب الجاري.

الفنانون المعتصمون وقفوا معا ليدعوا بصوت واحد رافعين رسالة احتجاج على المجازر والمذابح وجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد شعبنا في لبنان وفلسطين. تخلل الاعتصام فقرة موسيقية أداها الفنان احمد الغانم على آلة الفلوت والفنان مجيد مرهون على آلة السكسفون، ليختتم أخيرا برسالة ناطقة باللغتين العربية والإنجليزية وجهها الفنانين إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أطلقوا عبرها نداءاهم لوقف المجازر الصهيونية.

ألوان الوسط حضرت هذا التجمع الفني الحضاري الراقي، لتستطلع أراء الفنانين المشاركين في الاعتصام ونظرتهم لما يدور حولهم.


وعد: حفلتان لصالح لبنان وادعو للتبرع

لم يكن وجود الفنانة السعودية وعد غريبا على مثل هذه التجمعات، فوعد هي ابنة لبنان التي تحمل انتماء خاصا لهذا البلد الذي يمثل محل اقامتها الدائم. تقول وعد «دائما أقول منذ بدء هذا الاحتلال الظالم أتمنى من العالم كله أن يتبرع لو بدينار أو دولار وألا يعتقد أن هذه المبالغ القليلة لن تساعد الشعب اللبناني. هذا الشعب الذي عودنا بقوته ومقاومته لأي ظلم واعتداء، هذا الشعب يقع ليعود من جديد ولينهض واقفا مقاوما».

أما عن مساهماتها للشعب اللبناني فتقول «نظمت حفلة بالمغرب سيكون ريعها لصالح الشعب اللبناني، وأنا الآن أعمل على تنظيم حفلة أخرى في البحرين بالتعاون مع السفارة اللبنانية سيكون ريعها للبنان أيضا».


عبدالله ملك: نحن ضد «اسرائيل»، ونريد فناءها

المخرج والفنان البحريني عبدالله ملك، ليس جديدا على مثل هذه التجمعات فهوكما يفيد، يلبي «النداءات العامة للجمعيات كأفراد، مشدودا بالإحساس الوطني والمسئولية تجاه الشعب اللبناني والفلسطيني ولذلك عندما جاءتنا الدعوة هذه المرة باسم الفنانين والأدباء لبيناها من دون تردد».

ويضيف «الفنان إنسان له ضمير ويحمل مبادئ وفي مثل هذه الظروف ينسى الفنان مهنته الحقيقية ويتحول إلى إنسان عادي يشارك الناس همومهم، لنكون جميعا كتلة واحدة لنا موقف واحد ولنقول للمعتدين نحن ضدكم والكل يريد فناءكم والكل يريد أن يتوقف هذا الظلم والعدوان.

أما عما هو مطلوب من العرب الآن فيؤكد «الموقف يتطلب من الجميع الوقوف وقفه رجل واحد»، وبالنسبة للفنانين البحرينين يؤكد « لم نعزل أنفسنا عن القضية الأم وهذا الاعتصام ليس آخر نشاطات مسرح أوال لمساندة الشعوب الصامدة إذ إننا قمنا بجمع تبرعات بمبالغ متواضعة».

وعما إذا كانت هناك نية لتقديم أي اعمال مسرحية تضامنية مع الشعبين اللبناني والفلسطيني أجاب «في هذا الاعتصام قمنا باطلاق نداء للفنانين للمشاركة في عمل فني وادبي موحد، ومتي ما توفر النص والمادة الادبية فنحن على اتم استعداد لتلبية هذا النداء الفني حتى لو تطلب ذلك وقوفنا ضمن مجموعة لترديد أي كلمات. نحن اليوم في صراع امه فلابد ان نقف وقفة عملية لنقدم ما يمكننا من الدعم المادي والمعنوي».


عبدالله سويد: نتعاطى السياسة ولا نتعامل بها

الفنان والمخرج المسرحي عبدالله سويد عبر عن وجهة نظره في المسيرات الداعمة للشعب اللبناني بالقول «المثقف يعبر بطرق مختلفة، لكنه يلجأ دائما إلى الطرق السلمية. بالنسبة لنا كفنانين فإننا نعبر عن دعمنا ومشاعرنا بأعمالنا الفنية لأننا في واقع الأمر نتعاطى السياسة ولا نتعامل بها»

ويصرح برسالته قائلا «من خلال وجودنا اليوم نريد ان نوصل صرخة فناني البحرين من هذا البلد الذي يتوقع منه دائما أن يكون في صف الحق وأن يخدم قضايا الإنسانية ويعمل على حمايتها».

ويضيف مستشهدا «وكما يقال في المسرح أن تخاطب الجمهور أحيانا بفترات الصمت تكون ابلغ من الكلام، فالوقوف بطريقة سليمة ينقل رسالة لأي جهة مسئولة تدعو الى إيقاف هذا الظلم الحاصل والقيام بدورها على أكمل وجه في هذا الأمر.

وفي تعليقه على المعزوفة التي قدمها الفنانان الغانم ومرهون، قال «المعزوفة يمكن أن تؤول إلى أشياء كثيرة، إذ يمكن أن يفهم منها أننا كفنانين سنعمل على إيصال رسالتنا بكل الأشكال التي نعرفها». وأعلن سويد «الخطوة الأولى في هذا الدرب هو أن نقوم جميعا بجمع ما يمكن من تبرعات للشعب اللبناني والفلسطيني على حدا سواء».

كما أعلن تأثره بما حصل في مجزرة قانا، معتبرا اياها «القشة التي قصمت ظهر البعير وأدت لزيادة السخط الكبير»

كذلك أكد سويد أن الفنانين قدموا دعما مشابها للبنان في أزمته الأولى في بداية الثمانينات، إذ يتذكر «كان الدعم حينها أقوى إذ شاركنا بكل الطرق الممكنة من خلال مسارح الأندية». ويضيف متحمسا «هذا الاعتصام ليس نهاية دعمنا للبنان، وهذا النهج لن يقف وسنتواجد كفنانين ومثقفين في كل مكان».

أما عن أفكار الدعم المطروحة فهي «عمل ملصق ضد الحروب، وهناك مسابقه لا يزال التخطيط لها جارياً، تقام بين الفنانين التشكيلين لعمل بطاقات بريدية، إلى جانب عمل كتيب يتضمن أشعاراً جميلة سيكون ريع بيعه لصالح اخواننا في لبنان وفلسطين» .


عصام ناصر: اعتصامنا إعلان تضامن

المخرج المسرحي عصام ناصر أكد أن «الواجب حتم على الكتاب والأدباء والفنانين القيام بهذا التجمع السلمي لان الفنان جزء من المجتمع العربي بشكل خاص والعالم بشكل عام يؤثر ويتأثر بما يدور حوله، واعتصامنا في النهاية إعلان تضامن». ويؤكد ناصر أن «الفنان والاديب لم يتوان عن المشاركه في مسيرات اخرى وكل بحسب قناعاته وتوجهاته الفكرية والسياسية والاجتماعية».

أما دافعه للمشاركة في هذا الاعتصام فهو «تزايد وتيرة الاحداث، وأعظمها مجزرة قانا التي كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، كان دافعاً قوياً للقيام بهذا الاعتصام السلمي، الذي كانت فكرته موجودة منذ بدء العدوان الاسرائيلي لكن تكثيف عمليات القصف الهمجي سرع تنفيذه.

وعند سؤاله اذا كان هذا الاعتصام هوبداية المشوار قال «من المفترض ان تستمر اعتصامات الفنانين وتعزز بكتابات واعمال مسرحية ومهرجانات تضامنية يجمع فيها الادب والفن».

وأضاف منوها بنشاط اللجنة الثقافية بنادي مدينة عيسى «نحن كلجنة فنية بالنادي بصدد انتاج عمل مسرحي تضامني من اخراج اسحاق عبدالله، وهوأمر نعتبره نوعاً من الجهاد الذي لابد ان يستمر وهوأقل دعم معنوي يمكننا تقديمه للشعبين الفلسطيني واللبناني»

العدد 1434 - الأربعاء 09 أغسطس 2006م الموافق 14 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً