في الوقت الذي كانت تتزين فيه العاصمة اللبنانية بيروت لكي تكون عاصمة الغناء الغربي خلال المواسم الصيفية المقبلة، جاءت الحرب التي شنتها «إسرائيل» لتعصف بهذا العرس، الذي رصدت له رؤوس أموال خليجية وتخطيط لبنان وكان من المقرر افتتاح عدد من الاستوديوهات الضخمة أشهرها ستوديو زياد الرحباني ابن المطربة فيروز فضلاً عن استقطاب عدد غير قليل من المطربين العرب لتصوير كليبات أغانيهم من الأماكن الطبيعية والأثرية بلبنان. وكان من المقرر أن يسافر علي الحجار إلى بيروت. لحضور المونتاج الخاص بالأغنية التي قام بتصويرها منذ أكثر من شهر، إلا أن تداعيات الحرب حالت دون سفره واضطرته للتأجيل .

فريق من المحللين للواقع الغنائي أكدوا أن هناك محاولة لتنجيم عدد من المؤلفين والملحنين ووضعهم في مكانة متقدمة وكأنهم نجوم وبالتالي لجوء شركات الكاسيت والمنتجين إليهم، ومن أبرز هؤلاء الملحن والمغني جاد شويري. ويرى هؤلاء النقاد أن هناك فريقاً داعماً لتحويل بيروت إلى قبلة للغناء العربي علي رأسهم صاحب روتانا الوليد بن طلال. في الإطار ذاته، أكد نقاد وفنيون أن هناك محاولة لطمس وتهميش المطربين المصريين وخصوصاً النجوم منهم، وعللوا ذلك بما أسموه عملية الهروب الجماعي من قبل المطربين المصريين المتعاقدين مع روتانا، وآخر من يفكر في ذلك عمرو دياب وإيهاب توفيق. من ناحية أخرى، يرى عدد من المهتمين بالشئون الفنية أنه من المتوقع أن تكون هناك خسائر بملايين الدولارات داخل بورصة سوق الكاسيت في ظل الحوادث الملتهبة التي تشهدها لبنان حالياً وخصوصاً أن شركات الإنتاج تعتمد على بيروت كعاصمة سياحية تستقطب العرب خلال الصيف، وبالتالي فإن انتعاش مبيعات الكاسيت مهدد بالتوقف، ومن أبرز الألبومات التي قد تتأثر الألبوم الأخير لحميد الشاعري وآمال ماهر، وجورج وسوف، وسعد الصغير، ونوال الزغبي، والتي طرحت قبل أيام. من ناحية أخرى، بدأ الكثير من المهرجانات العربية الشهيرة وضع بدائل للمطربين اللبنانيين المشاركين في هذه المهرجانات، والتي ستقام خلال هذا الشهر مثل قرطاج في تونس، وجرش بالأردن ومهران أغنية البحر الأبيض المتوسط. وجاءت هذه الخطوة خشية أن تتأثر حركة تنقل المطربين في ظل ما يحدث داخل لبنان من توتر، وهو ما سينعكس على هذه المهرجانات ومن بين مطربي لبنان، وائل جسار المرشح للمشاركة في ختام مهرجان الإسكندرية، الذي سيقام من 20 إلى 26 يوليو/ تموز، وكذلك مهرجان قرطا ج أيضا، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تأثرت الحركة داخل استوديوهات الصوت المصرية التي كانت تشهد استعدادات مكثفة لبعض المغنيات اللبنانيات لطرح ألبوماتهن خلال هذا الصيف من أبرزهن هيفاء وهبي