الفن دائماً هو أول من يدفع الثمن في الحروب، وفي الوقت الذي كانت تستعد فيه بيروت لإقامة الكثير من المهرجانات الفنية تم إلغاؤها جميعاً بعد العدوان الصهيوني على لبنان، مثل مهرجان بعلبك، الذي كانت بيروت بصدد الاحتفال بمئة عام على إنشائه، وكذلك مهرجان بيبلوس ومهرجان بيت الدين، كما تقرر إلقاء جميع الحفلات الفنية التي كانت ستقام في الكثير من الفنادق في لبنان.
صوت المدافع والصواريخ والقتل والدمار، أثار الفزع والحزن في قلوب الفنانين العاشقين لبيروت، الذين أكدوا أنها المدينة التي لا يشعر فيها الغريب بغربته، وأنها مدينة لكل العرب وسرعان ما يصبح فيها الزائر مواطناً وأخاً وصديقاً. وأكدوا أن بيروت ستبقى شامخة بشعبها ولن تنحني قامتها، وطالبوا المجتمع الدولي والحكومات العربية بالتدخل لإنقاذ لبنان وإطفاء نار الحرب، التي يشنها العدو الصهيوني من دون تفرقة بين مسلح وأعزل فنانون راحوا يدعمون لبنان على طريقتهم الخاصة بينما أدان آخرون الانتهاكات والتجاوزات والمجازر الوحشية ضد المدنيين.
أحمد السقا أكد أن الحرب التي تشنها «إسرائيل» على لبنان الحبيب قد تقتل الأطفال والشيوخ والأبرياء لكنها لن تستطيع أن تقتل الحب في لبنان، وأنه بمقدور لبنان النصر وتجفيف الدموع كي تعود من جديد شجرة الأرز الطيبة المغروسة في قلب عالمنا العربي. المطرب السوري مجد القاسم أعلن رفضه لفكرة تنفيذ أغنية وطنية تعبيراً عن اعتراضه على ما يجري في الأراضي اللبنانية، مبرراً بأن التلفزيون المصري لا يهتم بإذاعتها وهو ما يعتبر إهداراً لثمن إنتاجها وهو ما دفعه للتبرع بما يساوي مبلغ إنتاجها لصالح الضحايا اللبنانيين.
أما هيفاء وهبي فقد تضامنت مع بيروت على طريقتها الخاصة بعد أن قررت تأجيل ألبومها الغنائي الجديد من يومين بعد حوادث لبنان الأخيرة وناشدت المجتمع الدولي التدخل لإنقاذ لبنان من شبح الحرب والدمار الذي طالما عانت منه. أما المطربة اللبنانية نجاح سلام فأكدت أنها ستقوم بإحياء سبع حفلات غنائية لصالح ضحايا الحرب في لبنان بالتعاون مع فنانين مصريين وعرب وبالتنسيق مع السفارة اللبنانية بالقاهرة وتمنت أن يتكاتف الجميع من سفراء وملحنين وفنانين لشخذ الهمم.
أما المطرب اللبناني وليد توفيق، فقرر إلغاء جميع حفلاته الغنائية حتى اشعار آخر اعتراضاً على العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية وأشار وليد إلى أنه توقف من يوم 15 من الشهر الجاري عن تقديم أي حفلات غنائية نظراً إلى الوضع المتردي في بيروت، واعتذر لجماهير تونس والمغرب عن إلغاء الحفلتين، اللتين كان من المقرر إقامتهما هناك خلال هذه الفترة.
أما وائل كفوري فقد أدان الاعتداء الوحشي للجيش الإسرائيلي على المدنيين اللبنانيين وطالب المجتمع الدولي بالتدخل لفض النزاع، وتضامناً مع شعبه ألغى حفلاته في تونس، وكان من المفترض أن يغني في مهرجان سيدي منصور بصفاقس وبيروت، إلا أن العدوان الغاشم حال دون إقامة المهرجان هذا، واستنكر الفنانون العرب العدوان على لبنان وقرر عدد كبير منهم إلغاء حفلاتهم وارتباطاتهم تضامناً مع الشعب اللبناني
العدد 1434 - الأربعاء 09 أغسطس 2006م الموافق 14 رجب 1427هـ