مع بزوغ فجر اليوم الثالث من الغارات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، بدأ المطربون والمخرجون ومديرو التصوير اللبنانيون في الخروج من لبنان خوفاً من تدهور الأوضاع، ولم يكن هناك سوى مخرجين، إما الذهاب إلى سورية أو الأردن ومنها إلى مصر التى قصدها فعلاً 90 في المئة من فناني لبنان وشملت لحظات الخوف والرعب، الطريقة المثيرة التى خرج بها هؤلاء الفنانين كل منهم بسيناريو مختلف يصلح لأن يكون فيلماً سينمائياً فالمخرج المنتج جاد صوايا ومعه جاد شويري وإيوان ومدير مكتب ميلودي بلبنان حبيب رحال سلكوا طريق بيروت - دمشق بمساعدة أحد الأصدقاء السوريين، ثم وصلوا إلى القاهرة ليسكنوا لدى أحد الأصدقاء لحين توافر مساكن مناسبة لهم لمدد لا يعلمونها، وفي اليوم التالي وبالطريقة نفسها وصلت دانا الشهيرة بأغنية أنا دانا من سورية ومعها على الطائرة نفسها الممثلة جهان قمري ثم وصلت دومينيك حوراني صاحبة أغنية واوا أح كما حضر من بيروت أيضاً نبيل عجرم شقيق نانسي عجرم بمفرده بعد أن خرج بالطريقة نفسها، إذ انتهى الأسبوع الماضي من تصوير أغنيته وكليبه الجديد سبحان الله وتصادف وجود المنتج والمخرج نصر محروس في لبنان وبصحبته المطربة سومة، إذ كان يصور كليبها الجديد، كما اعتاد أن يفعل مع شبرين والذي يقوم بتصوير معظم أغنياتها هناك، إذ خرج إلى سورية عن طريق البحر وعاد من هناك بالطائرة أما أولاد عمرو دياب الذين تصادف وجودهم هناك لقضاء إجازة قصيرة في منزل والدهم ببيروت فقد خرجوا أيضاً عن طريق سورية وتم استئجار طائرة خاصة لهم، بعد أن جن جنون عمرو عليهم ما جعله يتوقف ليلتين عن استكمال تسجيل ألبومه الجديد إلى أن اطمأن عليهم أما إليسا فقد اصطحبت أهلها إلى مصر، وقرر راغب علامة الخروج إلى باريس بدلاً من القاهرة، وحالف الحظ هيفاء وهبي التي كانت في القاهرة فعلاً، ولم تقرر العودة إلى بيروت حتى انتهاء العمليات العسكرية أما نانسي عجرم فهي في طريقها إلى القاهرة أيضاً .
أوضاع متدهورة
ومن حسن حظ نيكول سابا، أنها غادرت بيروت قبل القصف الإسرائيلي بأربع ساعات لارتباطها بأكثر من حفل في القاهرة. من جانبه، أكد جاد صوايا أن ما حدث أصاب بيروت بالسكتة القلبية ولم يكن قرار الرحيل من لبنان مؤقتاً بالأمر السهل وخصوصاً أنه كان مرتبطاً بالكثير من الأعمال التى ألغيت بمجرد سماع أول انفجار، فقرر مغادرة لبنان مؤقتاً لمتابعة أعمال أخرى من الخارج وكانت أفضل وسيلة مواصلات في تلك الظروف سيارات الأجرة، التي بدأت تسعيرتها من 50 إلى 100 دولار، وأضاف أن قرار خروجه كان إجبارياً وليس اختيارياً، ولكن بعد تدهور الأوضاع انطلق مباشرة إلى سورية، إذ كانت هناك طائرة إضافية تغادر سورية ليلاً لتصل إلى القاهرة في الثانية صباحاً ولكنها كانت تستغرق وقتاً أطول نتيجة للحوادث الساخنة الدائرة في المنطقة، وأضاف أنه يتمنى أن ينتهي كل ذلك سريعاً حتى يعود إلى لبنان .
وعلق إيوان على الأوضاع المتدهورة في لبنان وخروجه إلى القاهرة قائلاً: «أنا لا أعلم أساساً لماذا كل هذه الحرب التي فوجئنا بها جميعاً، وهل كل هذا لمجرد خطف أسيرين، لقد توقفت الحياة في لبنان تماماً وتوقفت معها الحياة الفنية فلم يعد لبنان الذي كنت تسمع فيه الموسيقى وأصبحت تسمع بدلاً منها دوي الانفجارات»، وأضاف متسائلاً: «ما ذنب لبنان وأهله؟ لقد بح صوتنا من المناداة بوقف إطلاق النار وإيجاد حل آخر عن طريق التفاوض والحوار لإنهاء كل ذلك، إنني أتمنى أن ينتهي هذا الكابوس اليوم قبل الغد»
العدد 1434 - الأربعاء 09 أغسطس 2006م الموافق 14 رجب 1427هـ