تتردد في أرجاء سوق القدس القديمة أغنية تمجد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيدحسن نصرالله وفيها «صواريخك (إسرائيل) تحكي عنها جيل بعد جيل»، فيما يتغنى السكان الفلسطينيون بـ «صموده في وجه (إسرائيل)».
وأوضح صاحب متجر لبيع الاسطوانات فضل عدم كشف اسمه تجنبا لتعرض محله لعملية دهم إسرائيلية أن الأغنية التي تؤديها فرقة فلسطينية بيعت منها خلسة مئات النسخ بين أشرطة وأقراص مدمجة في المدينة القديمة. وأفاد الكثير من التجار أن الشرطة الإسرائيلية قامت خلال الأيام الماضية بتفتيش متاجر عدة للموسيقى بحثا عن اسطوانات تتغنى بحزب الله وبأمينه العام.
ويتردد من آلة الأشرطة الموسيقية القديمة في متجر صغير «الكاتيوشا أكبر دليل انه ارهب الصهيونية». والجميع في أزقة القدس القديمة يتكلم عن الحرب الجارية بين «إسرائيل» وحزب الله في لبنان فيتحلق التجار في مجموعات صغيرة أمام أبواب متاجرهم مطلقين شتى الافتراضات والتكهنات بشأن سير المعارك فيجمعون كلهم على انتصار حزب الله والسيدحسن نصرالله.
ومنذ اندلاع النزاع قبل 29 يوما تراجعت الأعمال غير أن أصحاب المتاجر يؤكدون أنهم لا يأبهون لذلك. ويقول جبرا ناظمي (25 عاماً) جالساً في متجره للأقمشة «إنني سعيد لرؤية الجنود الإسرائيليين يتساقطون كالذباب. أما مقاتلي حزب الله الذين يسقطون فهم شهداء يذهبون إلى الجنة». وفي الشارع التجاري الصغير المؤدي إلى باحة المسجد الأقصى يشاهد أصحاب المتاجر الذين يملكون أجهزة تلفزيون على شاشاتهم قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية أو قناة «المنار» التابعة لحزب الله. وعند كل إعلان مقتل جندي إسرائيلي أو سقوط صواريخ على «إسرائيل» يعلو السرور وجوه المشاهدين.
ويقول احد التجار «بالأمس وزع جاري حلوى عندما أعلن التلفزيون مقتل 12 جندياً إسرائيلياً دفعة واحدة». ويوضح خالد التميمي (42 عاماً) صاحب متجر للملابس «إن الناس معجبون بنصر الله مثلما كانوا معجبين بصدام حسين. انه شخص يقف في وجه «إسرائيل» التي تحتلنا منذ نحو أربعين عاماً». وهو يرى أن الفلسطينيين من شدة خيبة أملهم من الرؤساء والملوك العرب يرفعون إلى مصاف الأبطال «أي زعيم معاد لـ(إسرائيل) والولايات المتحدة». ويضيف «انظروا إلى (الرئيس الفنزويلي) هوغو تشافيز. إننا نحترمه لأنه تبنى مواقف معادية لـ (إسرائيل) وللأميركيين». وأعلن تشافيز الخميس الماضي استدعاء سفير فنزويلا في «إسرائيل»، منددا بالقصف الإسرائيلي «على لبنان وشعب فلسطين».
وقال جواد الريشق (54 عاماً) «كانت (إسرائيل) تعتبر أكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط والسيدحسن نصرالله أذل هذه القوة».
ويوافقه الرأي صاحب متجر للأقمشة ماجد أبوصبيح ويقول «لم يستطع العرب منذ أربعين عاماً أن يهزموا (إسرائيل). نصرالله فعل ذلك». وعلى مسافة بضعة متاجر يجلس رائد أمام مدخل متجره يقرأ صحيفة «القدس»، كبرى صحف الأراضي الفلسطينية وهو مستغرق في مقالة بعنوان «استراتيجية حزب الله تربك (إسرائيل) وتسقط عقيدتها العسكرية».
أ ف ب
العدد 1433 - الثلثاء 08 أغسطس 2006م الموافق 13 رجب 1427هـ