بعد تسعة وعشرين يوماً من الغارات الجوية والقصف البري والبحري تسارعت أخيراً وبشكل ملحوظ وتيرة الحركة السياسية والدبلوماسية لوضع حد للمواجهات الجارية في جنوب لبنان بين مقاتلي حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي.

وتمثل هذا الحراك بشكل لافت في الإطار العربي إذ انعقد الاجتماع الوزاري في بيروت أمس وسط شكوك في فرص نجاحه، لما صاحب الموقف الرسمي من سلبية في بداية المواجهات، لكن عنصر المفاجأة كان نجاح لبنان في الحصول على دعم عربي قوي تمثل في إرسال اجتماع بيروت بشكل فوري وفداً عربياً ثلاثياً إلى نيويورك للمطالبة بإدخال تعديلات على مشروع القرار الفرنسي - الأميركي لجانب التأكيد على ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب مادام القرار يتحدث عن وقف المعارك وليس وقف إطلاق النار.

لبنان كان يحتاج منذ اندلاع المواجهات إلى الدعم العربي السياسي حتى يفوت الفرصة على المتربصين به من تحقيق مكاسب سياسية على حساب سيادته وشعبه الذي بذل الدم والنفس والتحم خلف حزب الله بكل أطيافه في وجه العدوان الغاصب الذي تعدى ما يزعم انه ينوي تدمير حزب الله إلى إلحاق الدمار والقتل بكل ما هو لبناني بغض النظر عن ألوان الطيف.

اليوم يتوقع أن يصدر مجلس الأمن قراره بشأن وقف العمليات الحربية ونتمنى أن تكون الدبلوماسية نجحت في مهمتها مدعومة بموقف روسيا الداعم لموافقة لبنان على بنود القرار وبالتالي الاستجابة لتنفيذ الخطوات المقبلة والمتمثلة في انتشار الجيش اللبناني والقوات الدولية في الجنوب مقابل انسحاب قوات حزب الله والجيش الإسرائيلي من المنطقة. ونعتقد أن رد الفعل الإسرائيلي من القرار اللبناني بنشر الجيش يتضمن الاستجابة لكن الخوف من وضع العقبات والعراقيل