فيما جرحت الرياضة البحرينية كثيراً بسقوطها المروع في البطولات الخليجية المختلفة وتحديداً في البطولة الخليجية الرابعة لناشئي القدم التي انتهت لصالح المنتخب الإماراتي، وتبعها سقوط الطائرة في المحفل الخليجي للشباب الذي اختتم لصالح أصحاب الأرض الإمارات أيضاً، واصل مسئولو الاتحادات الوطنية التغني بالعذر المعروف سلفا وهو «وقعنا تحت التلاعب بالأعمار».

الملاحظة الفارقة في هاتين البطولتين هي أن الامارات هي من حققت البطولتين، وجاءت السعودية في المركز الثاني والعماني ثالثاً، وهو ما يعني أن المنافسة الحقيقة في هذه البطولات الخليجية جاءت لصالح الدول الثلاث، فيما كانت الدول الثلاث الأخرى تلهث وراء تحسين مراكزها المتأخرة، وبالتأكيد جاء ذلك نتيجة للتخطيط السليم القائم على إعطاء الاهتمام الكامل بمنتخبات الفئات السنية والمسابقات أيضاً وإبداء الاهتمام اللازم بهذا العنصر الحساس من الرياضة في أي وطن.

الكثير من الأسئلة طرحت بشأن هذه الإخفاقات التي لن تكون الأولى مادام التخطيط الأولي غير صحيح، وربما كان السؤال الأبرز هو: لماذا لم يظهر المسئولون أصواتهم قبل انطلاق البطولة ورفعها وإعلان عدم الاستفادة الجدية من هذه المشاركات ووضع الخطوط العريضة أمام الجماهير البحرينية المتابعة؟ ثم لماذا تأتي هذه التعليلات قبل المباراة الأخيرة فقط؟

الجميع يعلم أن المستقبل محصور فقط في لاعبي المستقبل بعد أن ينهي لاعبو الكبار أدوارهم لسنوات، وهو ما يعني أن تلتفت الاتحادات الوطنية إلى أهمية الإعداد المستقبلي لهذه المنتخبات بدءاً من تنظيم المسابقات ونظامها وإيجاد الأرضية المناسبة لذلك، وأهمها المنشآت والملاعب الخضراء والصالات المعدة، وخصوصا أن اللاعبين يلعبون ويمارسون تدريباتهم مع أنديتهم على ملاعب رملية، قبل أن يلعبوا في بطولات كبرى على ملاعب عشبية وصالات مع لاعبين تعودوا في الأساس على ذلك، ولعل لعب دورة السهلة للناشئين على الملاعب الخضراء ضربة في الصميم لمسابقات الفئات السنية حتى الشباب التي ينظمها اتحاد الكرة