ذكر تقرير من مراسل صحيفة «زود دويتشه» الألمانية في تل أبيب أن السبب الرئيسي لعدم تقدم الجيش الإسرائيلي في لبنان يعود إلى عدم إلمام الإسرائيليين بالمناطق اللبنانية وبالتالي عدم توافر معلومات عن أهداف حيوية.
وكتب مراسل الصحيفة تورستن شميتز أن زمن العدوان الإسرائيلي على لبنان بدأ قبل شهر تحت اسم «تغيير الاتجاه» لكن في مناطق القتال لا يلحظ المراقبون أي تقدم للقوات الإسرائيلية. ما زال حزب الله قادراً على قصف العمق الإسرائيلي بالصواريخ وذلك عقب تصريحات مسئولين حكوميين إسرائيليين بأنه تم تدمير نصف البنية التحتية لحزب الله. وقالت الصحيفة إن الأنباء الواردة من «إسرائيل» والتي تتحدث عن عدد مرتفع للقتلى والجرحى الإسرائيليين، تدحض هذه التصريحات. وأشارت الصحيفة إلى قيام مقاتلي حزب الله البالغ عددهم حسب بيانات إسرائيلية ثلاثة آلاف مقاتل بإطلاق 3400 صاروخ على شمال «إسرائيل» في المقابل قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن الطيران الحربي الإسرائيلي قام بأكثر من 6800 غارة على مناطق في لبنان.
وفقا لصحيفة «زود دويتشه» هناك عدة أسباب وراء فشل الجيش الإسرائيلي على رغم أسلحته المطورة وعدد عناصره البالغ نصف مليون جندي وجندية، في التغلب على حزب الله. مضت الصحيفة تقول إن الطيران الحربي الإسرائيلي يفتقر إلى معلومات بشأن مكان وجود صواريخ حزب الله. على العكس من المناطق الفلسطينية إذ الجيش الإسرائيلي يحوز على شبكة واسعة من المخبرين الذين يقدمون للإسرائيليين معلومات عن مكان وجود الأشخاص الذين تغتالهم «إسرائيل»، واجه الجيش الإسرائيلي صعوبات بالغة في تجنيد مخبرين في جنوب لبنان بعد الانسحاب الإسرائيلي في مايو/ أيار عام 2002.
كما أن قيادة الجيش الإسرائيلي ظنت أن صواريخ حزب الله سوف يتلفها الصدأ وقد فاجأت صواريخ حزب الله قيادة الجيش الإسرائيلي وجميع الاستراتيجيين في «إسرائيل». ونقلت الصحيفة الألمانية عن الصحيفة الإسرائيلية «يديعوت أحرونوت» أن حزب الله تمكن في السنوات الأخيرة من بناء مخابئ وأنفاق يتم فيها تخزين السلاح.
كما يفتقد الجيش الإسرائيلي لأهم معاون وهو جيش لبنان الحر العميل لـ «إسرائيل» والذي كان يتألف من 2500 من العناصر المسيحية إذ عملوا لصالح الاحتلال الإسرائيلي 18 سنة متواصلة. فغالبية هذه العناصر وزعتهم «إسرائيل» على الخارج في الولايات المتحدة وأوروبا بعد رفض الكثير منهم العيش في «إسرائيل» لشعورهم بالاضطهاد وخشيتهم المحاكمة كخونة أو الموت انتقاما على أفعالهم ضد الجنوبيين اللبنانيين.
وقال مراسل «زود دويتشه» أن افتقار «إسرائيل» لمخبرين عن مكان قادة حزب الله أدى إلى قيامهم بضربات عشوائية في الضاحية الجنوبية من بيروت التي هي معقل حزب الله. وأشارت إلى قيام طائرات إسرائيلية قبل ثلاثة أسابيع بضرب خندق في هذه المنطقة ظنت «إسرائيل» أن الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله موجود فيه وقامت طائراتها من طراز «فانتوم 15» و«فانتوم 16» برمي 23 طنا من القنابل الثقيلة على الخندق المزعوم، لكن بعد وقت قصير ظهر نصر الله سالما على شاشة تلفزيون «المنار» وألقى كلمة حماسية ضد «إسرائيل».
أوضح مراسل الصحيفة أن مسئولين بوزارة الدفاع الإسرائيلية أدركوا أنه لا يمكن التغلب على حزب الله بفضل الطيران الحربي علاوة أن حزب الله يعرف مناطق جنوب لبنان أفضل من الجيش الإسرائيلي. في الوقت الحالي هناك عشرة آلاف جندي إسرائيلي في جنوب لبنان بينهم كثير من الاحتياطيين الذين لا يعرفون لبنان أبدا.
ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن جنود عائدين من جحيم جنوب لبنان إشارتهم إلى براعة مقاتلي حزب الله وأنهم يعملون بطريقة تنم عن أن حزب الله منظمة محترفة جدا
العدد 1432 - الإثنين 07 أغسطس 2006م الموافق 12 رجب 1427هـ