يقول بعض العرب ان «إسرائيل» لم تستخدم حتى الآن سوى 10 في المئة من قدراتها العسكرية ضد حزب الله، وانها لو استخدمت 50 في المئة من تلك القدرات لأنهت هذا الحزب وأبادت مقاتليه من دون ان تقدم كل هذه الخسائر التي تقدمها الآن.
ويقول الإسرائيليون: استخدمنا جميع الوسائل واقساها ضد حزب الله ومقاتليه ولم ندخر جهدا للقضاء عليه طوال الاسابيع الاربعة الماضية، لكننا حتى الآن لم نتمكن من ضرب بنيته الصاروخية، ومازال حزب الله قادرا على ضرب العمق الإسرائيلي بمعدل فاق المئة صاروخ يوميا، ولم يتبق امامنا سوى الاستمرار في القصف ومحاولة خرق دفاعات حزب الله الارضية لاحتلال اراض اضافية في جنوب لبنان لنبعد هذه الصواريخ من الوصول الى العمق الإسرائيلي.
سقطت حتى الآن على لبنان وخصوصا جنوبه (ساحة المقاومة في لبنان) مئات الأطنان من قذائف الدبابات والمدفعية الثقيلة والمتوسطة، وحقق الطيران الجوي الإسرائيلي نحو عشرة آلاف طلعة القى خلالها آلاف الاطنان من القنابل والصواريخ، وقتل من جرائها نحو الف مدني ثلثهم على الأقل من الاطفال، ويقال ان البعض منهم قتل بقنابل محرمة دوليا، كما قام الطيران الإسرائيلي بتدمير كامل لعشرات القرى والبلدات في الجنوب ودمر الجسور والطرقات، ويفرض الآن حصارا بحريا وبريا وجويا على لبنان، وشرد نحو مليون لبناني، وهو عمليا لم يحقق شيئا مهما على الأرض على رغم مرور سبعة وعشرين يوما على بدء العدوان.
الا يعد الاعتراف الإسرائيلي وحجم الدمار الذي تسبب في لبنان دليلا على القدرة العسكرية التي دخلت بها «إسرائيل» الحرب؟ ام ان بعض العرب يريدون من «إسرائيل» ان تستخدم ترسانتها النووية، وهو ما لم تفعله اميركا في حربها الخاسرة مع فيتنام، ليقولون بعدها الآن فقط استخدمت «إسرائيل» قدراتها الحقيقية في حربها على لبنان؟
مشكلة بعض العرب انهم انهزاميون وعلموا شعبهم على الانهزام، بعد أن قالها الرئيس المصري السابق انور السادات في بداية حملته للتطبيع مع «إسرائيل» ان العرب غير قادرين على هزيمة «إسرائيل»، ورددها بعده من أراد ان يصدق السادات، وبدأ هؤلاء العرب يقنعون بها انفسهم حتى صارت امرا واقعا على معظم الشعوب العربية والإسلامية.
افضل التقارير الاستخبارية المحايدة أو المنحازة الى «إسرائيل» تقدر عدد مقاتلي حزب الله بخمسة آلاف، معظمهم مدنيون عاديون لم يحترفوا فنون الحرب، فمنهم المدرس والمعلم والفلاح والمزارع والطبيب والمهندس، في المقابل قدمت «إسرائيل» 30 ألف جندي متدرب ويملكون افضل انواع الاسلحة واعتاها، بالاضافة الى عشرات الآلاف من الجنود الذين يمثلون قوات اسناد للجيش النظامي على الجبهة الخارجية.
وعلى رغم الفارق الشاسع بين قوة (الجيشين) فإن حزب الله ما زال يقاوم ويحقق نتائج عسكرية على الأرض على رغم فشله المحتوم سياسيا. ويعود تحقيق هذه النتائج الى العقيدة التي يحملها مقاتلو حزب الله، وهي عقيدة تختلف عن كل العقائد المعروفة في العصر الحديث، لانها فريدة في طبيعتها وادارتها لحرب نظيفة تفوق نظافة ادارة الحروب في دولة عظمى كأميركا.
نعم، لقد نجح حزب الله عسكريا في صد ما امكن صده من العدوان الإسرائيلي طوال اربعة اسابيع، لكن من لا يعرف قيمة العقيدة في الحرب لن يفهم ما يجري على ارض لبنان، لان دول المنطقة بعقائدها المختلفة لم تتعود ان ترى جيشا حارب بعقيدته فصد اقوى رابع جيش في العالم
إقرأ أيضا لـ "علي الشريفي"العدد 1432 - الإثنين 07 أغسطس 2006م الموافق 12 رجب 1427هـ
العراق
النصر لحزب الله وتبا للعرب المتخاذلين العملاء وعاش نصر الله تاج رؤؤس كل العرب