أدلى طبيب عسكري عراقي أمس الأول بشهادته بشأن اكتشافه لجثة عراقية في الرابعة عشرة من عمرها اغتصبت وقتلت مع ثلاثة من أفراد عائلتها، وذلك في جلسة خصصت لتحديد ما إذا كان يجب محاكمة الجنود الأميركيين الأربعة المشتبه بهم أمام محكمة عسكرية. وقال الطبيب بحسب تسجيل لشهادته «كنت أول من وصل إلى المكان، وكانت الفتاة ملقاة على الأرض عارية (...) محروقة جزئيا ومصابة بطلقة نارية تحت عينها اليمنى». وأضاف «شقيقتها التي في الخامسة من العمر، كانت في غرفة أخرى وقد قتلت برصاصة في عنقها. أما جثتا الأب والأم فكانتا مرشقتين بالرصاص في البطن والصدر». وأكد الطبيب «شعرت بالغثيان طوال أسابيع بعد مشاهدتي هذا المنظر». ويتهم أربعة جنود أميركيين بالمشاركة في اغتصاب الفتاة وقتلها وعائلتها في المحمودية إلى الجنوب من بغداد. ووجهت تهمة الضلوع في هذه القضية إلى الجندي السابق ستيفن غرين (21 عاما). ودفع غرين ببراءته وسيحاكم أمام محكمة مدنية إذ إن الجيش فصله بسبب «مشاكل نفسية».

هذه واحدة من كثير من الجرائم المروعة التي يرتكبها الأميركيون في حق العراقيين الأبرياء الذين لم يهنأوا يوماً منذ سقوط الطاغية صدام حسين واحتلال بلادهم من قبل جنسيات متعددة يرى بعضهم أنهم أرفع من العراقيين بكثير. وقالها المغتصب غرين قبل قيامه بهذه الجريمة بفترة، إذ كتب المراسل السابق للصحيفة العسكرية الأميركية «ستارز اند سترايبس» في صحيفة «واشنطن بوست» اندرو تيلغمان انه أجرى مقابلات عدة مع غرين في بغداد. ونقل الصحافي عن غرين قوله في إحدى المقابلات «أتيت إلى هنا لأنني أردت أن اقتل الناس». وأضاف غرين «الحقيقة أن الأمر لم يكن كما كنت أتوقع (...) اعني أنني كنت اعتقد أن قتل شخص سيكون تجربة تغير حياة الإنسان (...) لكنني قتلت شخصا ولم اشعر بشيء». وأوضح «هناك، قتل إنسان يشبه سحق نملة (...) اعني انك تقتل شخصا ثم تقول (حسنا لنذهب لتناول البيتزا)».

هذا هو تصريح واحد من الجنود الأميركيين الذين احتلوا العراق لتخليص العراقيين من بؤسهم وهذه أفعاله، وستكون هناك نتيجة لهذه الجريمة ولايتوقع أن تكون منصفة للعراقيين، فماذا عن الجرائم الأخرى التي اكتشفت أو لم تكتشف؟ وماذا سيفعل الأميركيون أكثر في إخواننا وأخواتنا وخصوصاً أخواتنا اللواتي يمثلن شرف الأمة الذي لطخه المجرمون؟