وضعت الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة استعدادات لتوفير دعم لوجستي يكفي ثلاثة أشهر لآلاف اللبنانيين الذين لجأوا إلى سورية وأعربت عن أملها في أن لا تكون مساعداتها ضرورية بعد فترة الصيف.
وصرح ممثل مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين بالوكالة في دمشق لورنز جولز لوكالة فرانس برس «لقد وضعنا خططا لثلاثة أشهر». وكان منسق المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة يان ايغلاند طلب في 24 يوليو/ تموز مساعدة عاجلة بقيمة 150 مليون دولار للنازحين واللاجئين اللبنانيين «للأشهر الثلاثة المقبلة». وقال جولز «نحن بأمس الحاجة الآن إلى مراتب وأغطية وأدوات للطهي وأخرى صحية». ومنذ أن بدأت عملياتها في سورية قبل أسبوعين وزعت المفوضية العليا للاجئين أكثر من 11 ألف مرتبة وأغطية ونحو ألفين من مستلزمات الطهي و225 خيمة.
من جانبه، يقوم برنامج الأغذية العالمي منذ 31 يوليو بتوزيع ثلاثة آلاف طن من الخبز يوميا على ما بين 7 إلى 11 ألف لاجئ في دمشق ويتوقع أن يزداد هذا العدد إلى 20 ألفا في الأيام المقبلة بحسب مدير البرنامج جيمس موريس. وقال موريس في مؤتمر صحافي عقده في دمشق شرح فيه العمليات التي يقوم بها برنامج الأغذية لمساعدة اللاجئين إنها «ستمتد على ثلاثة أشهر». وتقوم الوكالتان بإنشاء مراكز في مدن سورية أخرى مثل حمص (غرب) وطرطوس (على المتوسط) وحلب (شمال غرب) لمساعدة اللاجئين في هذه المناطق.
ومع استمرار النزاع يشعر جولز بالقلق من أن يمضي اللاجئون اللبنانيون فصل الشتاء في سورية. وأضاف «هناك قلق كبير لان المدارس ستفتح أبوابها خلال شهر. وفي حال استمر النزاع فان معظم اللاجئين لن يعودوا» إلى لبنان.
ويقيم اللاجئون في المدارس الشاغرة خلال الصيف وفي المخيمات الصيفية المخصصة لشبيبة البعث الحاكم أو مع اسر سورية. ويستمر تدفق اللاجئين إلى سورية. وقبل أن يقصف الجيش الإسرائيلي الجمعة الماضي الطريق بين بيروت وسورية شمالا كان نحو خمسة آلاف شخص يعبرون الحدود يوميا على حد قوله.
وتحسبا لأي طارئ قامت المفوضية العليا بوضع خطط لأكثر من ثلاثة أشهر. وقال المسئول «في نهاية هذه الفترة قد يبلغ عدد اللاجئين نحو 300 ألف بينهم 75 ألفا سيحتاجون على الأرجح إلى مساعدة فورية».
وفي مخيم الزبداني (على بعد 40 كلم غرب دمشق) يقيم نحو ألفي لاجئ في منازل صغيرة مطلية بالأخضر حيث المراحيض مشتركة. وقالت ليلى حسن (45 عاما) التي هربت إلى سورية مع ولديها في حين بقي زوجها في لبنان «للمقاومة»، «لقد وصلت البارحة وآمل في العودة قريبا» إلى لبنان.
ويقيم لاجئون اخرون في مدرستين في ضاحية الدمر في دمشق لكنهم يأملون في العودة في اقرب وقت إلى لبنان. ويقول وسام عواد (35 عاما) الذي هرب مع أفراد أسرته إلى سورية «أريد أن أعود إلى الضاحية (الجنوبية لبيروت) لأتحقق ما إذا منزلي مازال قائما».
وقالت سورية متطوعة من جمعية الشبيبة الإنسانية التي تهتم بشئون اللاجئين في الدمر «علينا طلاء الصفوف وإصلاح المقاعد المحطمة والاستعداد للسنة الدراسية الجديدة لكننا لا نعرف ما إذا كان ذلك سيكون ممكنا».
أ ف ب
العدد 1431 - الأحد 06 أغسطس 2006م الموافق 11 رجب 1427هـ