لم يبرح ذاك المجلس أو هو المأتم إن صح التعبير الذي ارتاده كل ليلة جمعة (مثله مثل كل المجالس) من التحليلات الكثيرة التي تجاوزت أحيانا حد الخرافة من أحدهم في قضية الحرب على لبنان وموقفه من إيران في القضية علماً بوجود جزء من العقلانية والمنطق في التحليلات الأخرى التي تعتمد على تحليلات المختصين من المحطات الفضائية وعقّال الكتّاب في الصحف والانترنت.
حتى مع المتطرفين في طرح القضية اللبنانية الشائكة في تفاصيلها على المحللين الاستراتيجيين المتخصصين في الشأن اللبناني فإنك ترى سهولة ويسراً في تلك التحليلات الكثيرة التي تسمعها من أفواه مختلفة بطول اليوم، فذاك يبرر مساعدة إيران للبنان وآخر ينفي الدعم الايراني في حين أن هناك من لايزال (كتاب وصحافيين للأسف) مُصدقاً للفكرة التي يروجها الاعلام الاسرائيلي والاميركي من أن من تسبب في هذه الحرب البربرية هو حزب الله من خلال اختطافه جنديين وليست هي خطة مُدبرة استعجلها لهم حزب الله ليقلب الطاولة عليهم. فليست المشكلة في أنك تسمع تحليلات «قهاوي» على الحرب على لبنان لأنها تخرج من أفواه غير مسئولة وهذا شيء عادي، وتنشر خرافاتها في حدود المجموعة التي تجلس معها وهي لن تزيد على خمسة في أحسن حالاتها، إلا أن المشكلة في أن يكون هناك خطاب «قهاوي» مكتوب ومنشور على صفحات صحف تتبنى هذه الفكرة الغبية وتحاول الترويج لها، كون هذا الخطاب الميّال الى التكفير الى طائفة بعينها لا يستطيع أن يستوعب أن هذه الطائفة هي نفسها التي تحارب اليهود والصهاينة والمحتلين وهو الذي يدعو بعد صلاة كل جمعة بزوال اليهود واسترجاع الاراضي المحتلة الى أهلها كيف ما ادري!!
هذه النوعية من خطابات «القهاوي» الخرافية والغبية طبعا، انقلبت على متبني نشرها، فلا تجد من يبتلعها أو لربما يقرأها وقد تبين للعيان من حجم وكبر مخطط الشرق الاوسط الجديد الذي تتبناه بنت رايس !! ولتظل خرافاتهم لهم يجترونها كل يوم
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 1431 - الأحد 06 أغسطس 2006م الموافق 11 رجب 1427هـ