العدد 1431 - الأحد 06 أغسطس 2006م الموافق 11 رجب 1427هـ

سوبر - مانيجر

هشام عبدالرحمن خليفة comments [at] alwasatnews.com

قد يكون الرجل الخارق سوبرمان من عالم آخر. وقد يكون مسكنه اليوم الولايات المتحدة. لكن هل هذا يعني أن بلدنا البحرين ليس لديها رجل خارق؟ هل نحن حقاً لا نستحق بأن يكون لدينا من هو قادر على عمل المستحيل و تغيير مجرى الأمور للأفضل؟ طبعاً لا. فنحن نستحق سوبرمان وسبايدرمان و كل هذه الشخصيات العجيبة.

في عالم الخيال قد تكون الأمور الخارقة مجسدة في شخص ما، لديه اسم مركب مثل الرجل العنكبوت أو الرجل الوطواط. أما الأمر في واقع عالم المال والأعمال فيعتمد على التصريحات والمشروعات والتعليقات الذكية لكل ما هو مرغوب سمعه. فعبر التسويق و جذب الانتباه لمؤسس شركة ما أو رجل أعمال، يمكن إظهار شخصية أكبر من الواقع. شخصية لديها صوتها و سمعتها و رأيها. و نجد أن من كان مجرد مدير يتحوّل إلى سوبر - مانيجر.

لكن هل هو حقاً خارق؟ عكس الشخصيات الخيالية، السوبر - مانيجر قوي بقدر ما يعتمد على الأشخاص المناسبين في تفعيل أمور أعماله. و لهذا نادراً ما نجد شخصاً ناجحاً لا يستند على أشخاص مقتدرين في مجالات مختلفة. فقوته الملحوظة مقتبسة من القوة الجماعية لفريق عمله.

وكما قال الفيلسوف الألماني جيرتي: »لنحلم أحلاماً كبيرة، فإن الأحلام الصغيرة لا يمكنها تحريك قلوب الناس، فإن رائد المجموعة يجب أن يكون ذا رؤية مفعمة بالمشاعر القوية والتي يمكنها تشجيع فريق عمله على بدل المستحيل لتحقيق النجاح. هذا، ومع التسويق الصحيح، بان للمجتمع بأن هناك شخصاً جديداً في الساحة يمكنه تحقيق الأهداف الصعبة، شخص يمكن تسميته سوبر - مانيجر.

لاشك إذاً أن السوبر - مانيجر يتحلّى بالقدرة على التعامل مع مختلف الناس وحثّهم على التعاون لتحقيق الأهداف. فهو رائد أعمال في نهاية الأمر. وكذلك هو الأمر في معظم أمور الحياة. من الأعمال المنزلية (ربما من أصعب أمور الإدارة و التدبير!) إلى التطوعية والخيرية، كلها متوقفة على مدى قدرة شخص ما في ربط المواهب المختلفة وتهديف الفريق.

المشكلة هي ليست في عدم وجود السوبر - مانيجر، بل هي عندما يبدأ هذا الشخص في التفكير بأنه الكل في الكل وسبب كل النجاح. فبهذا يفقد السوبر - مانيجر تواضعه ويبدأ من يعمل معه بأخذ موقف سلبي منه. فبينما ينقذ سوبرمان العالم و لا يريد أي شكر، يبدأ السوبر - مانيجر بالبحث عن الأضواء والتهاني والإعجاب بدلاً من إبراز أعضاء فريق عمله و الذكر بأنهم من حققوا الإنجاز؛ وأن بدونهم لا محل له من الإعراب.

للأسف، عند بعض الناس التواضع هو للشخصيات الخيالية ولا ينطبق عليهم. في الحقيقة، من يفقد تواضعه أقرب إلى أن يكون (جوكر) بدلاً من سوبر - مانيجر

العدد 1431 - الأحد 06 أغسطس 2006م الموافق 11 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً