بعد نحو ثلاثة أشهر من الآن سيتوجه البحرينيون البالغون 20 عاماً أو أكثر إلى انتخاب النواب وأعضاء البلديات. فبحسب التصريح الرسمي، فإن الانتخابات ستجرى قبل 13 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وبحسب مصادر أخرى، فإن الموعد ربما يكون 13 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، أي بعد نحو أسبوعين من عيد الفطر المبارك.

لم يبقَ من الوقت الكثير، ولحد الآن لم تستعد الجمعيات السياسية للانتخابات بانتظار إعلان رسمي يحدد موعد الانتخابات ويوفر المعلومات المطلوبة لإدارة العملية الانتخابية. ولكن هناك عدة مفارقات بالنسبة إلى وضعنا البحريني، إذ إن الأمور إما أنها صامتة صمتاً مطبقاً، وإما أنها تنطلق بسرعة البرق. وهذا ينطبق على عدد من القضايا المهمة، فالبرلمان الذي ظل صامتاً ولا يحرك ساكناً في السنتين الأوليين بعد انتخابه في 2002 تمكن في خلال أقل من شهرين قبيل انتهاء فصله التشريعي في يوليو/ تموز الماضي من إصدار أكثر من أربعين قانونا. بعض هذه القوانين مرر تمريراً خاطفاً بحيث لم يلتفت أحد وإذا بعشرات ومئات المواد قد أصبحت قانونا للبلاد.

العدوان الإسرائيلي على لبنان شغل الناس عن البرلمان وأبعد أذهانهم عما كان يجري في أروقة البرلمان، ومن ثم حل الصمت المطبق بانتهاء الفصل التشريعي الأول الذي احتوى على أربعة أدوار. ولعل انشغال الناس بما يجري في لبنان متوقع ومشروع أيضاً... ولكننا نسير بسرعة «صامتة» في صيف يزداد سخونة بسبب الحرب العدوانية على لبنان، وبسبب ازدياد درجة الحرارة الطبيعية في البحرين، وسرعان ما سنجد أنفسنا أمام يوم الانتخابات، والمحتمل ان يكون في منتصف نوفمبر المقبل.

برلمان 2006 سيكون مختلفاً عن برلمان 2002 لأن المعارضة ستدخل وستحتدم المنافسة في معظم المناطق، ومن المتوقع أن تتغير طبيعة التحالفات على الأرض لإيصال هذا المرشح أو ذاك إلى مجلس النواب أو المجالس البلدية، وسيحتاج الجميع إلى معلومات كافية لتخطيط برامجهم الانتخابية. وعلى أساس ذلك، فقد سعت «الوسط» منذ فترة غير قصيرة إلى الحصول على معلومات عن الكتل الانتخابية، والمناطق الانتخابية، والدوائر بأسمائها وأرقام مجمعاتها، ولكن «شحة» المعلومات المتوافرة كانت عقبة أساسية تحول دون تحقيق هذا الهدف السامي، الذي نعتقد أنه يصب في صالح المشروع الإصلاحي لجلالة الملك.

غير أن العقبات وشحة المعلومات يجب ألا تحول دون تقديم صورة ولو تقريبية للخريطة الانتخابية، وهي معلومات قد تحتاج إلى مزيد من التوضيح من الجهات الرسمية التي سعينا جاهدين إلى الاتصال بها بهدف خدمة المواطن البحريني الذي يود المشاركة في العملية الانتخابية عن وعي بتفاصيلها ومتطلباتها. وأملنا في أن يجيب هذا الملحق الخاص بانتخابات 2006 عن جانب من الأسئلة المطروحة في الساحة السياسية